مقالات الرأى
صفوت عباس يكتب : (شرم الشيخ الفرصه الاخيره وانتصار ديبلوماسيه الثبات المصري).

0:00
حتي نعظم نشوه اللحظه لابد من اخذ عبره من تاريخ مازال يسطر الحاضر.. ربما لم يكن بعقل حماس ان مافعلته قبل عامين في ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ سيصل الي ماوصل اليه الحال من تدمير غزه البائسه واستشهاد عشرات الآلاف من الغزيين البائسين وتشرهم بما بقي من متاع ضئيل مرات عديده بين الشمال والجنوب بحثا عن اماكن مزعوم امنها منعدم دفئها او ظلها وتضوروا جوعا وقتلوا عنوه في طوابير توزيع الاعانات لم يكن بذهن حماس ان غزه ستدخل في مفرمه الكيان التي تديرها وتذخرها وتسلحها امريكا والاهم انه لم يكن بعقلها ان يد الاغتيال ستطال قيادتها في مخابئهم التي ظنوها امنه في طهران وتهددهم مباشره في الدوحه واظن ان فكره الامر بالنسبه لهم لم يزد عن مغامره يحصلون منها علي عدد من الاسري ليقايضوا بهم اسري من قادتهم في سجون الاحتلال مع بعض الضربات الجويه التي تستمر اسبوعا علي الاكثر وتقف ليكسبوا موقفا تفاوضيا يحرر اسري الحركه بالاساس. اسرائيل ليست احسن حالا من حماس فسابقه عدوانها علي غزه كانت في حكم ضربات تاديبيه سريعه ردا علي افعال تصرفات حماس التي كاتت استعراضيه ضدها لكن الكيان وقع في مستنقع تكبدت خلاله الكثير من ضحايا في صفوف قواتها وان كانت ضئيله لاتذكر مقارنه بما فقد اهل غزه واصبحت عسكريا في اختبار اوضح انها بذراع جوي فقط يواجه ميليشيات بلا ردع جوي سوا في غزه او لبنان او سوريا او اليمن او حتي ايران.. كما جنت بسبب غطرستها ووحشيتها في غزه كراهيه وسخط اغلب دول العالم وعلي راسهم دول غرب اوروبا واهمها (بريطانيا) الذان كان وعدها القديم “بولفور” اساسا اقيمت عليه اسرائيل، والان هي وفرنسا في طليعه الدول التي اعترفت بدوله فلسطين ليصل عدد الدول التي اعترفت الي ١٦٠ دوله في سابقه جديده تجعل الامر ان استغل جيدا قيد التنفيذ، وطول امد العدوان الغاشم جعل القضيه في بؤره تفكير العالم باسره بعدما كادت ان تتواري في الذاكره. هذا بخلاف وضع سياسي داخلي سيئ يضغط باي شكل علي حكومه ائتلاف هش. حماس ودوله الاحتلال وصلا الي (لانتيجه) وخسائر بشريه واقتصاديه وسياسيه وربما الموقف الدولي والعبء الاقتصادي للحرب والذي تدعمه امريكا قد جعل ترامب يفكر جديا في وقف حرب بلا طائل الا من استنزاف ميزانيته. منذ بدا المرحوم الرئيس السادات مسار المفاوضات بعد ان مهد لها بانتصار اكتوبر العظيم كانت عنوانا للفرص الضائعه والتي تواتت مع الاتفاق الاطاري لاتفاقيه كامب ديفيد التي انجزها المرحوم الرئيس السادات وكرست حلا علي اساس مرجعيه القرار ٢٤٢ وضاعت الفرصه عقب رفض العرب الا قليلا في مؤتمر بغداد و مصداقيه الحل تمثلت في عوده اكتمال تحرير سيناء مع بقاء الاراضي الاردنيه والجولان واراضي فلسطين التي ، بعدها انجز الاردن اتفاقا غاب عنه الفلسطينيين فاسترد اراضيه وضاعت فرصه اخري،وعندما انخرط الفلسطينيين في مباحثات اوسلو ١٩٩٣ انجزوا اتفاق غزه _ اريحا الذي مكنهم من سلطه حكم ذاتي في الضفه والقطاع… بعدها انقسم الفلسطينيين بين فتح في الضفه وحماس في غزه بما شكل إهدارا لفرصه اتحادهم تحت لواء منظمه التحرير التي اقرتها اسرائيل ممثلا شرعيا معترف به للشعب الفلسطيني… الفرصه الاخيره التي اهدرت هي فرصه الواقعيه السياسيه لفهم المشكله وحلها من قبل حماس التي تبنت جهادا دعائيا وليس حقيقيا اسفر عن عده مرات تدك فيها غزه ويباد ويتشرد ويجوع شعبها الاعزل البائس بعد عمليه ٧ اكتوبر الفاشله. مصر التي تبنت من اللحظه الاولي قضيه الشعب الفلسطيني منذ ١٩٤٨ وحتي كارثه طوفان الاقصى وكان الموقف المصري عسكريا وسياسيا وديبلوماسيا يتسم بالثبات والواقعيه رغم ضغوط الكون عليها واخرها مشروع التهجير الذي لو تم لتفككت القضيه الفلسطينيه للابد وعلي ثبات مصر بني الحل الاخير والذي دعمته مشيئه الله ليكون توقيعه علي ارضها ويكون علمها هو الرايه الوحيده التي رفعها بؤساء غزه الذين نجوا من المفرمه و المبتهجين بوقف الحرب.