مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب: “الله أكبر” يوم العاشر

0:00

قبل 52عاما من الآن, وتحديدا فى العاشر من رمضان عام 1393 هجرى الموافق السادس من أكتوبر عام 1973 ميلادى, صنع أبطال الجيش المصرى ملحمة بطولية سجل التاريخ فصولها وتفاصيلها بحروف من نور, وحكاية عزة وشرف تتوارثها الأجيال جيلا من بعد جيل, وفى هذه الأيام تحتفل مصر بالذكرى الثانية والخمسين لمعركة الكرامة والفخر التى انتصر فيها الجيش المصرى على العدو الاسرائيلى, واستعاد أرض سيناء بعد احتلالها لمدة ست سنوات , ففى مثل هذا اليوم ,وتحديدا عند دقات الساعة الثانية ظهرا, بدأت ملحمة العبور العظيم بعدما نفذت أكثر من 200طائرة حربية مصرية ضربات جوية على العديد من الأهداف الاسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة, حيث استهدفت الطائرات المصرية مراكز القيادة الاسرائيلية ومحطات الرادار والاعاقة الالكترونية وبطاريات الدفاع الجوى وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة فى خط بارليف ومخازن الذخيرة.
جاء نصر العاشر من رمضان ليرسخ مكانة شهر رمضان المبارك باعتباره شهر الانتصارات العظيمة سواء قديما أو حديثا, ومنها انتصارات المسلمين على أعدائهم فى غزوة بدر الكبرى يوم 17 رمضان عام 2 هجرى, بالاضافة إلى فتح مكة يوم 20 رمضان عام 8هجرى, فضلا عن موقعة عين جالوت التى انتصر فيها المصريون على جيش التتار.
وفى يوم العاشر من رمضان عام 1393 الموافق ليوم 6أكتوبر 1973, علت صيحة” الله أكبر” فى أرجاء أرض الفيروز, وزلزلت الأرض من تحت أقدام الأعداء الغاشمين, وألقت صيحة النصر الرعب فى قلوبهم, حتى كتب الله النصر المبين لأبناء أرض الكنانة.
لم تكن صيحة “الله أكبر” فى أرض المعركة قدسبقها تدريب على الدعاء بها , ولكنها انطلقت من قلب ووجدان الجنود المصريين لحظة عبورهم قناة السويس, لتؤكد أن النصر آت لامحالة, ومن هنا كانت حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر ملحمة بطولية بكل المقاييس, وستظل روح العاشر من رمضان شاهدة على بسالة وصبر وعزيمة الجندى المصرى, الذى عبر خط بارليف المنيع فى نهار شهر الصيام ليحقق النصر المبين.
ولم يأت اختيار يوم العاشر من رمضان ليكون يوم المعركة المجيدة صدفة, فقد كان هو الوقت المناسب فى الجبهة السورية, لاسيما أن فى شهر نوفمبر يبدأ الجليد يتساقط على هضبة الجولان السورية, ووقتها ستكون حالة الطقس غير مناسبة للحرب فى الجبهة السورية, علاوة على أن شهر أكتوبر كان متزامنا مع شهر رمضان وقتها, وهى مناسبة إسلامية لايتوقع فيها حدوث عملية هجوم شاملة, وانتهت حسابات القادة العسكريين وقتها إلى أن مدة تنقيذ العملية العسكرية المصرية لعبور القناة تستغرق 8ساعات, وأول رد فعل للعدو سيكون بعد ست ساعات وفقا لقواعد انعقاد مجلس الوزراء للعدو واتخاذ قرار الحرب, ومن ثم يكون التوقيت الزمنى المناسب لساعة الصفر بين 12 إلى 2ظهرا, بحيث تنتهى العملية العسكرية المصرية مع نهاية اليوم, ويعجز العدو عن الرد لحلول الظلام, وتكون مصر أمام نجاح حقيقى على أرض المعركة.
واختير توقيت الساعة 2 ظهرا ليكون ساعة الصفر, لأنه علميا لايصح بدء المعركة والشمس أمام الجنود لأنها ستكون عائقا كبيرا, والأفضل أن تتم العملية عندما تتعامد أشعة الشمس على الرؤوس وهو ماكان.
وحمل دراسة توقيت الحرب اللواء عبد الغنى الجمسى, ثم رفعها للفريق الشاذلى, ثم للمشير أحمد إسماعيل, ثم الرئيس أنور السادات, وتمت الموافقة على الميعاد, وبالفعل كانت ساعة الحسم الساعة 2ظهرا يوم 6أكتوبر 1973 .
الأمانة من أعظم الكنوز الأخلاقية والإنسانية والتربوية والاجتماعية, وهى أساس بناء المجتمع الصالح وإحدى القيم الأساسية التى يجب تعليمها للأطفال منذ الصغر, فالأمانة كلمة جامعة للكثير من القيم والخصال الطيبة أهمها الصدق والالتزام وأمانة الكلمة وحفظ العهد والوعد, وكتمان السر واحترام الوقت وأداء الحقوق والواجبات والعلم والعمل, وقد لقب رسولنا الكريم بهذه الصفة فكان ” الصادق الأمين” فى قومه وفى دعوته للعالمين, وتعد القدوة الحسنة من أهم طرق تعريف الطفل بمعنى الأمانة واكتسابها فى القول والعمل, وهذا يعنى أنه على الكبار سواء الآباء أو المعلمين أن يطبقوا الأمانة فى أقوالهم وتصرفاتهم أمام الصغار ويناقشوهم فى جميع التفاصيل, ويضربوا لهم الأمثال من القصص والحكايات التى تؤكد أهمية الأمانة, وأنها سبب نجاة ونصر كل من تحلى بها.كما يمكن وضع الصغار فى مواقف متنوعة, ومنها فرصة التصرف وتقييم سلوكهم وتقديم الدعم والتشجيع لمن التزم بالأمانة منهم, فلنجعل من هذا الكنز الثمين منهاجا فى كل أقوالنا وأفعالنا كبارا وصغارا من أجل مستقبل مشرق لمجتمع صالح.
أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ماسيصل إليه حالنا حين قال فى حديثه الشريف: توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير, ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله فى قلوبكم الوهن فقال قائل: يارسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت (رواه أحمد وأبو داود).
فى رأيى أنك لو حجيت 50 حجة, ولوبنيت مائة جامع, وأطعمت آلاف من الفقراء, فإن حقوق العباد لاتسقط إلا عندما ترد المظالم إلى أهلها.
أعوذ بالله من الشعور بالسلطة الزائف صاحبه تأخذه نشوة القوة, ودائما ما تكون هى السقوط إلى الهاوية والنهاية.اعتصموا بحبل الله فما قوة إلابه, ومن فقد الله فقد فقد كل شىء, ولن تسعفه أى قوة أخرى!
التكافل فى الإسلام ضرورة إنسانية ومكرمة أخلاقية, وحياة للفقير, وأن استغلال الناس وعدم الاحساس بالآخرين جريمة دينية واخلاقية, وأن التراحم والتعاون المجتمعى, وتطبيق منهج الاقتصاد فى الحلال والطيبات وترشيد النفقات وعدم البذخ ضرورة فى رمضان وغيره من الشهور, وأن الإسراف والتبذير آفة اجتماعية واقتصادية وبيئية, ويجب على الأغنياء والمحسنين مراعاة الفقراء والمحتاجين, وتوفير احتياجاتهم وإدخال السرور عليهم, وذلك من كمال الإيمان.
يا”خراشى” كلمة يرددها المصريون عند احساسهم بالخوف أو إصابتهم بمكروه, وأوقات للتعبير عن الدهشة أو الإعجاب, وقد قيلت تلك الكلمة فى مصر قبل 300عام, ويرجع أصلها إلى الاستغاثة بالشيخ أبو عبد الله محمد بن جمال الخراشى أول شيخ للأزهر الشريف, وكان شيخا ينصر الحق ولو كان ضعيفا, ولايخاف الظلم مهما كانت قوته, وبعد موته لم يجد المصريون من يستمع لشكواهم وينصر المظلوم منهم, فكانوا يصرخون بأعلى صوتهم” ياخراشى” ممتنين عودة الشيخ إلى الحياة.ولد الشيخ الخراشى بقرية أبو خراش التابعة لمركز شبرا خيت بمحافظة البحيرة عام 1601 وتوفى بالقاهرة عام 1690

زر الذهاب إلى الأعلى