مقالات الرأى

د. أمانى فاروق تكتب: حفاوة سعودية تعكس مكانة مصر

0:00

حالة من البهجة والسعادة غمرتنى في حفل افتتاح منتدى الإعلام السعودي، الذى أشارك فيه ضمن وفد مدينة الإنتاج الإعلامي برئاسة الدكتور عبد الفتاح الجبالي رئيس مجلس إدارة المدينة ، ففى الجلسة الافتتاحية بحضور صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، وهى الجلسة التى ادارها بإقتدار معالى وزير الإعلام السعودى سلمان الدوسرى ، تذكرت كلمات صاحب السمو خلال مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة “إيجبس 2025”، عندما قال “مصر مش بس فيها حاجة حلوة.. دي كلها حاجة حلوة” ، كلمات صادقة جاءت من القلب، وعكست مدى عمق العلاقة بين مصر والسعودية، وأظهرت حجم المحبة التي يحملها الأشقاء في المملكة لمصر وشعبها.
في تلك اللحظة، اجتاحني شعور بالفخر كوني مصرية أزور المملكة العربية السعودية وسط هذه الأجواء المميزة من الحفاوة وكرم الضيافة. منذ اللحظة الأولى، كان الاستقبال دافئًا، يعكس أصالة التقاليد السعودية في الترحيب بالضيوف، وشعرت أنني بين أهلي وأحبائي، حيث يتجسد الترابط الأخوي بين البلدين في كل التفاصيل، سواء في اللقاءات الرسمية أو في الأحاديث الجانبية مع الأصدقاء والزملاء من مختلف القطاعات.
العلاقة بين مصر والسعودية ليست مجرد علاقات دبلوماسية أو تحالفات سياسية، بل هي علاقة مصير مشترك تمتد لعقود طويلة، وتزداد قوة مع مرور الزمن ، فعلى مدار التاريخ، كانت القاهرة والرياض الركيزة الأساسية للاستقرار في المنطقة العربية، حيث يجمع البلدين التاريخ المشترك، والمصالح المتبادلة، والروابط العائلية والثقافية التي تجعل العلاقة بين الشعبين أكثر من مجرد صداقة.. بل هي أخوّة حقيقية.
وحينما نتحدث عن أمن المنطقة واستقرارها، لا يمكن أن نغفل الدور المحوري لمصر والسعودية، فهما صمام الأمان العربي، اللذان يقفان معًا لحماية الأمن القومي العربي، والتصدي لأي محاولات لزعزعة استقرار المنطقة. لطالما كانت مواقف البلدين متحدة في القضايا الكبرى، ودائمًا ما كانت الرياض والقاهرة صوتًا عربيًا قويًا في المحافل الدولية، يعبّر عن تطلعات الأمة ويصون مصالحها.
اليوم، نشهد مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي بين مصر والسعودية، تتجاوز الجوانب السياسية والاقتصادية، وتمتد إلى التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والطاقة، والاستثمار، والإعلام، وهو ما يعكس رؤية مشتركة نحو مستقبل أكثر إشراقًا لكلا البلدين. من العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، إلى نيوم ورؤية 2030 في السعودية، هناك طموحات كبيرة، ومشاريع تنموية ضخمة، وتعاون متزايد يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، ويخدم مصالح الشعبين ويعزز مكانتهما على الساحة الدولية.
في ظل التحديات التي تواجه العالم العربي، يبقى التحالف بين مصر والسعودية حائط الصد الأول ضد الأزمات، فكلما توثقت عرى العلاقة بين البلدين، ازداد العالم العربي قوة وثباتًا. ومهما حاولت بعض القوى زعزعة استقرار المنطقة، فإن التكاتف المصري السعودي سيظل الضامن الحقيقي للأمن والاستقرار، وسيبقى نموذجًا يُحتذى به في العلاقات العربية.
في النهاية، يمكننا أن نقول بكل ثقة إن مصر والسعودية هما جناحي الأمة العربية، اللذان يحلقان بها نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وأمانًا، وستظل العلاقة بينهما رابطة أخوية لا تهتز، بل تزداد قوة ورسوخًا مع مرور الزمن.

——-
مدير مركز التدريب التطوير بمدينة الانتاج الاعلامى

زر الذهاب إلى الأعلى