مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب  : الفستان الأبيض ..أحلام صغيرة للمهمشين

0:00

شاهدت مؤخرا ضمن عروض مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما فيلم “الفستان الأبيض” والذي يشارك ضمن أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان السينمائي العريق.
الفيلم عن أحلام اليسطاء والمهمشبن الصغيرة في هذه الحياة فتاة في رحلة بحث عن فستان زفاف أبيض هذا هو حلمها البسيط، مرة تحاول أن تستعيره من أحد ومرة أخرى تحاول تأجيره وهكذا كانت رحلة وردة في البحث عن فستان زفاف قبل يوم واحد من فرحها.
الفيلم معظم أحداثه تدور في شوارع القاهرة وأماكن خارج الديكورات وهو ما أعطى الفيلم مصداقية في مشاهد كثيرة حاولت المخرجة والمؤلفة جيلان عوف في تجربتها السينمائية  الأولى الاقتراب من الواقع بتفاصيله ونجحت إلى حد كبير في ذلك .
ولكن كان هناك مط وتطويل في كثير من المشاهد بدون داعي مثل مشهد الفرح في الشارع وكذلك مشهد التحرش في منطقة وسط البلد ومشهد أخر قرب نهاية الأحداث عندما تحاول وردة سرقة فستان “مشهد لا داعي له من الأساس”.
كذلك مكان الأحداث لو أن سيناريو الفيلم اختار محافظة أخرى أو مدينة صغيرة كانت ستكون أكثر واقعية وخاصة أن ايجار فستان زفاف متاح بسهولة في أماكن كثيرة جدا بالقاهرة وليس بالأزمة الكبيرة التي صورها الفيلم.
أيضا شخصيات الفيلم الرئيسية لم يتم تقديمها بشكل جيد خاصة زوج وردة وهو أضعف الشخصيات في السيناريو وكان يجب منحه مساحة أكبر خاصة أنه طرف رئيسي في الحكاية ولكن ظهر وكأنه ضيف في الأحداث، وحتى مشهده وهو يحاول أن ينهي العلاقة مع وردة ليلة الفرح !! كان غير منطقي وغير مقنع.
بعيدا عن تلك السلبيات الفيلم به مشاعر إنسانية كثيرة صادقة في أكثر من مشهد ،كذلك وردة وبسمة ثنائية الصداقة بينهما كانت متناغمة ومميزة ومن المميزات التفاصيل الخاصة بشخصيات الفتاتين خاصة الملابس بالفعل تصدق أنهما تنتميان لحي شعبي.
الفيلم تدور أحداثه خلال يوم واحد فقط في رحلة البحث عن الفستان ، خلال تلك الرحلة كانت هناك شخصيات كثيرة بعضها كان إضافة جيدة والبعض الآخر كان يجب الاستغناء عنه، ولكن في العموم الرحلة كانت مقبولة سينمائيا، والتصوير كان جيد.
عنصر التمثيل كان لافت خاصة البطلة ياسمين رئيس قدمت دور جيد جدا يذكرنا بأدائها في فيلم “فتاة المصنع”، جسدت مشاعر الفتاة المنكسرة والمهزومة في حياتها والتي تبحث عن الفرحة.
أسماء جلال تقريبا أفضل أداء شاهدته لها في السينما حتى الآن بسمة الفتاة الشعبية والباحثة عن التحرر من خلال السوشيال ميديا وجسدت الشخصية بخفة ظل مقبولة.
سلوى محمد علي أداء لافت أيضا في شخصية الأم ، أحمد خالد صالح السيناريو كما ذكرت ظلمه ولم يتم تقديم شخصيته بشكل جيد وبدون تفاصيل !
فيلم “الفستان الأبيض” حاول الاقتراب من واقع البسطاء والمهمشين وأحلامهم الصغيرة بواقعية،ولكن كان يجب إعادة النظر في عدد من مشاهد آلسيناريو، هو تجربة أولى جيدة  للمخرجة وننتظر منها أعمال قادمة.

تقييم للفيلم 6.5/10

زر الذهاب إلى الأعلى