مقالات الرأى

أنس الوجود رضوان تكتب: الجيش .. ذاكرة وطن وقلبه النابض

0:00

أنتم الحكاية التي لا تُنسى، ووسام على صدر هذا الشعب
حين كنت طفلة صغيرة، وقبل أن تقرر أسرتي الهجرة من بورسعيد الى المحلة الكبرى عام 1967، لم نكن نعرف الكثير عن السياسة أو الحرب. لكننا كنا نعرف شيئاً واحداً أن الجيش هو الأمان، هو من يمدنا بالغذاء حين جاعت البيوت، وهو من نشر أفران العيش في كل شارع، ليسد رمق أطفال لا يدركون ما تعنيه كلمة “نكسة”، كان الجنود يشاركوننا الخبز، ويقودوننا إلى الخنادق مع كل صفارة غارة، يحملون الأطفال، ويطمئنون الأمهات، ولا يدخلون الخنادق إلا بعد أن يطمئنوا أن الجميع آمن
ثم جاءت لحظة النصر. في 1973، وقف نفس هذا الجيش شامخاً، عبر القناة، واقتحم الحصون، وكتب صفحة جديدة في تاريخ العزة. لم يكن نصر أكتوبر مجرد معركة عسكرية، بل كان استرداداً لكرامة وطن، ودليلاً على أن من يحمي الأرض، يستحق أن يكون ابنها البار.
ومرّت السنوات، وتبدلت الأزمات، وجاءت 2011 محمّلة برياح وعواصف ظن البعض أن الوطن قد يتهاوى، لكن الجيش وقف، كما اعتدناه دوماً لم يسمح أن تنكسر مصر، ولا أن تُختطف وعندما حاولت جماعة الإخوان اختزال الوطن في مشروع ضيق، كان هو الدرع الذي وقف أمام الإنقسام، وصان الدولة من السقوط، وأعاد لمصر صوتها وهويتها
الجيش ليس مجرد مؤسسة، بل هو قلب هذا الوطن النابض. هو الذي يحمل السلاح وقت الحرب، ويحمل الخبز وقت الأزمات، ويحمل الوطن كله على كتفيه في كل لحظة خطر
من بورسعيد إلى السويس، من أكتوبر إلى يونيو، ومن ميادين المعارك إلى شوارع الثورة، كان الجيش هناك. دائماً
سيبقى الجيش المصري ليس فقط حامي الحدود، بل حارس الحلم المصري، وسند هذا الشعب في كل حين.
لم يكن جيشاً فقط، بل كان ضمير الأمة وحامي إرادتها.
في كل لحظة فارقة من تاريخنا، كان الجيش هناك ثابتاً، قوياً، مؤمناً أن مصر تستحق أن تُحمى بدماء أبنائها.
تحية لكل شهيد
لكل من ضحّى بروحه كي نحيا نحن بكرامة وأمان
تحية لمن ترك وراءه أماً تدمع، وزوجة تفتخر، وطفلاً سيكبر ليعلم أن والده كان بطلاً
تحية لمن كتب بدمه تاريخاً نعيشه الآن
شهداؤنا.. أنتم النور في ظلام المعارك، أنتم الحكاية التي لا تُنسى، أنتم الوسام على صدر هذا الوطن.
المجد لكم..والخلود لأرواحكم الطاهرة

زر الذهاب إلى الأعلى