مقالات الرأى

دكتور عماد عبد البديع يكتب: ( الاستمراريه هي كلمه السر ! )

0:00

شعرت بالاعجاب وتملكتني الدهشه وأنا أشاهد بعض اللقطات والفيديوهات للشيخ ياسين التهامي وهو يحيي ليلة مولد سيدي العارف بالله بسوهاج، وانا اقلب في صفحات الفيسبوك، ويزداد اعجابي يوما بعد يوم كلما رجعت بالذاكره للوراء وتذكرت كيف استطاع هذا المنشد ان يصل بفنه ومديحه النبوي من قريه بسيطه بمحافظه اسيوط الى اكبر المسارح في مصر والوطن العربي بل والعالم كله…

يمثل الشيخ ياسين التهامي رمزا كبيرا في وجدان الثقافة المصرية، كما يمثل ظاهرة فنية استثنائية تثبت اصالتها وقيمتها وتجددها مع الزمن. الذي يثير الدهشة حقا هو على الرغم من مسيره الشيخ الطويله والممتدة على مدار اكثر من نصف قرن الا انه ما زال ظاهره فنية متوهجه ومتقدة وبنفس اللياقة الصوتية والكاريزما في حاله فنيه نادرا ما تتكرر…تذكرت الحفلات التي يحيها فضيله الشيخ ربما بصفة يوميه مستخدما صوته بكل قوته في الانشاد الديني وعلى مدار عمره الطويل، وسالت نفسي عندما يستخدم احد منا صوته اكثر من اللازم، او تجبره بعض المواقف على التحدث كثيرا يصاب ببحة في الصوت وعدم القدره على الكلام، هل هي مواهب ربانيه يختص بها الله سبحانه وتعالى بعض عباده؟

الذي يميز الشيخ ياسين التهامي عن غيره من المنشدين هو تغنيه بقصائد كبار المتصوفه في التاريخ الاسلامي كابن الفارض وابن العربي وجلال الدين الرومي، وقدرته على توصيل ما تحويه من معاني كامنة باسلوب بسيط وتواصل شيق مع الجمهور، حين تستمع اليه يقودك الى الارتحال في اعماق نفسك بصوته الشيق الرخيم في رحله عميقه تسبح فيها الروح في ملكوت لا تعترف بحدود الزمان ولا المكان…

ويمثل الانشاد الديني مكون اساسي من مكونات الشخصيه المصريه وموروث ثقافي حصري للشعب المصري، حيث يعرف الانسان المصري بتدينه، فهو يستعين بالله ويلجا اليه في كل احواله، ومعروف بعشقه لآل بيت رسول الله، ويعتبر الانشاد التهامي امتدادا للمدرسة المصرية الرائده في الانشاد الديني من النقشبندي لنصر الدين طوبار والكثيرين الذين نبغوا في سماء التواشيح والابتهالات والاناشيد الدينية …

مشوار عامر بالعطاء الفني الديني ومسيرة امتدت لاكثر من نصف قرن جال خلالها الشيخ قرى ومدن مصر كاملة، بل ووصل الى العالمية، ولا تزال مسيره الشيخ عامره ومستمره ليصبح رمزا من رموز مصر، وايقونه من أيقوناتها النشطة، ولذلك كرمته الدولة المصرية في كثير من المحافل في إشارة إلى اهتمام مصر بمصادر قوتها الناعمة ورموز الثقافية التي لا تنقضي ابدا ليضيف صرحا من صروح الحضاره المصرية التي كانت ولا تزال شاهده على قوه واصاله هذا الشعب وهذه الدوله صاحبه الحضارة العريقة.

زر الذهاب إلى الأعلى