شعبان ثابت يكتب : (الثور الأبيض )

أصدقائي وقرائي الأعزاء وأنا أتابع مايحدث في سوريا من قصف وغارات متتالية على محيط العاصمة دمشق وعدة محافظات وماحدث لليمن من دمار للمطارات والموانئ تذكرت هذا المثل الذي يلخص الحكاية لأن الدور قادم على الجميع لامحالة وسيؤكلون كما أُكل الثور الأبيض .
قصة هذاالمثل أوالحكمة
” أُُكِلت يوم أُُكل الثور الأبيض “
يحكى أن أسداً وجد قطيعاً مكوناً من ثلاثة ثيران ألوانهم( أسود وأحمر وأبيض)
فأراد الهجوم عليهم فصدوه معاً وطردوه من منطقتهم .
ذهب الأسد وفكر في طريقة يصطاد بها هؤلاء الثيران ?!
خصوصاً أنها معاً كانت الأقوى، فقرر الذهاب إلى الثورين الأحمر والأسود وقال لهما:
«لا خلاف لدي معكما، وإنما أنتم أصدقائي، وأنا أريد فقط أن آكل الثور الأبيض، كي لا أموت جوعاً، أنتم تعرفون أنني أستطيع هزيمتكم لكنني لا أريدكما أنتما بل هو فقط».
فكر الثوران الأسود والأحمر كثيراً
ودخل الشك في نفوسهما وحب الراحة وعدم القتال فقالا:
«الأسد على حق، سنسمح له بأكل الثور الأبيض».
فافترس الأسد الثور الأبيض وقضى ليالي شبعان فرحاً بصيده.
ومرت الأيام وعاد الأسد لجوعه، فعاد إليهما وحاول الهجوم فصداه معاً ومنعاه من اصطياد أحدهما.
ولكنه استخدام الحيلة القديمة، فنادى الثور الأسود وقال له:
«لماذا هاجمتني وأنا لم أقصد سوى الثور الأحمر؟»
قال له الأسود:
«أنت قلت هذا عند أكل الثور الأبيض».
فرد الأسد:
«ويحك أنت تعرف قوتي وأنني قادر على هزيمتكما معاً، لكنني لم أشأ أن أخبره بأنني لا أحبه كي لا يعارض اتفاقنا السابق».
فكر الثور الأسود قليلاً ووافق بسبب خوفه وحبه الراحة !!
في اليوم التالي اصطاد الأسد الثور الأحمر وعاش ليالي جميلة جديدة وهو شبعان.
مرت الأيام وعاد وجاع.
فهاجم مباشرة الثور الأسود، وعندما اقترب من قتله صرخ الثور الأسود:
«أُكلت يوم أكل الثور الأبيض».
احتار الأسد فرفع يده عنه وقال له: «لماذا لم تقل الثور الأحمر، فعندما أكلته أصبحت وحيداً وليس عندما أكلت الثور الأبيض!».
فقال له الثور الأسود:
«لأنني منذ ذلك الحين تنازلت عن المبدأ الذي يحمينا معاً، ومن يتنازل مرة يتنازل كل مرة، فعندما أعطيت الموافقة على أكل الثور الأبيض أعطيتك الموافقة على أكلي»
وصدق من قال
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسّرت آحادا