
لابديل أمام القمة العربية التى ستعقد فى بغدادبعد غد السبت 17 مايو2025 سوى الخروج بموقف عربى موحد وحاسم, فى مواجهة تلك الموجة العاتية من أحاديث التهجير, وخطط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى تصوره كثير من المعالجات الإعلامية العربية وهو يطرح خطته الجديدة لإعادة إعمار غزة, أقرب مايكون إلى شخصية ريتشارد الأول, الذى قاد الحملة الصليبية الثالثة إلى الشرق فى العصور الوسطى, قبل أن يلقى وجيوشه هزيمة نكراء على أبواب بيت المقدس, وينتهى به الأمر إلى توقيعه معاهدة سلام مع صلاح الدين الأيوبى عاد بعدها إلى بلاده مهزوما.
ومن مفارقات التاريخ المدهشة, أن ملك الإنجليز الذى كان يأكل خروفا كاملا على العشاء, حسب المشهد الشهير فى فيلم المبدع الكبير الراحل يوسف شاهين سقط فى الأسر أثناء عودته وجيشه إلى بلاده على يد الدوق ليوبولد الخامس شريكه فى الحرب الصليبية الثالثة, قبل أن يتم تسليمه إلى الإمبراطور الرومانى هنرى السادس, الذى طلب فدية ضخمة قدرت وقتها بنحو 150 ألف مارك, من أجل تسليمه إلى انجلترا, وكان مبلغا من الضخامة لدرجة أن الكنيسة فى أوروبا إلى جانب العديد من النبلاء شاركوا فى توفيره من أجل تحرير الأسد الجريح!
وتحفل كتب التاريخ بالعديد من القصص الملهمة عن عشرات من الغزاة الذين مروا من هنا قبل أن تندحر جيوشهم, وتذهب ريحهم على رمال الصحراء العربية, وهى دروس ملهمة يتعين النظر إليها بكثير من الدراسة والفهم, والتعامل معها بما تتطلبه من حكمة وحصافة, ولعلها تكون السبيل الوحيدة للخروج بموقف عربى واضح ومحدد وحاسم, إزاء مايطرحه الرئيس الأمريكى من مخططات تستهدف فى حقيقتها تقويض كل مقومات التنمية فى المنطقة العربية برمتها والاستيلاء على ثرواتها, فالقصة ومافيها تتعلق فى حقيقتها بصفقة عقارية ضخمة يلقى من أجلها ترامب وصهره كوشنر ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف وثلاثتهم من كبار المستثمرين بجميع أوراقهم على الطاولة للفوز بتلك المساحة الساحرة المطلة على المتوسط وتسمى غزة, بهدف تحويلها إلى منتجع سياحى كبير فى الشرق لن يسكنه أهله الأصليون, بل سيتم بيعه إلى سكان آخرين.
لاأحد يريد الحرب, بل المطلوب هو إنهاء الحرب والسير فى طريق السلام والاستقرار, ولاأحد يريد الدمار والفوضى بل نعمل- بكل الطرق – لكى نبنى مادمره الأعداء, ولكى يكون العالم شريكا معنا فى الإعمار, وفى الصمود الفلسطينى على الأرض الفلسطينية, وفى العودة للشرعية ولحل الدولتين الذى لابديل عنه لسلام المنطقة,لاأحد يريد الحرب, ومايملكه العرب من أوراق حاسمة كاف لمنعها, ولإجبار الجميع على احترام القانون وتحقيق العدالة والانصياع للشرعية الدولية, أو دفع الثمن الذى سيكون فادحا. الخطروحد العرب والعالم كله معهم إذا كانوا مع أنفسهم, وإذا أدرك الجميع أن قوتهم فى وحدتهم التى لابديل عنها فى مواجهة الخطر!
استشف من قراءتى لتاريخ رجل الأعمال دونالدترامب أنه قد يفاجىء العالم بفاصل جديد من أفكاره تحت عنوان “الممرات المائية الدولية”, فإذا كان قد بدأ بقناة بنما, فإن أفكاره سوف تنسحب على المضايق المائية الأخرى والممرات الدولية للتجارة والملاحة, بدءا من مضيق هرمز إلى باب المندب إلى قناة السويس إلى جبل طارق, معتمدا فى كل ذلك على أطروحات كاذبة حول حرية التجارة, وضرورة سيطرة الولايات المتحدة الكاملة أو بالشراكة مع غيرها على تلك المضايق فى السلم وفى الحرب, بغض النظر عن المعاهدات الدولية والوثائق السياسية والمبررات الشرعية ومواءمات المشروعية, إنه دونالد ترامب الذى هبط على العالم مقتنعا أنه مسيطر على الكون, قادر على إدارة شئون البشر واتخاذ أى قرار يريده بغض النظر عن ردود الفعل المعتمدة على حقوق الآخرين والوثائق التاريخية والمعاهدات الدولية.
لم تدخل إسرائيل أبدا أى حرب إلا فى حماية قوة عالمية أو أكثر, وفى حرب 1956 حرصت على أن تحصل على ضمانات مكتوبة من فرنسا وبريطانيا بحمايتها قبل أن تبدأ العدوان على مصر, ثم كانت الهزيمة, ومع الهزيمة كانت فضيحة التآمر تنكشف للعالم كله, وفى 1967 كانت أمريكا جونسون هى المدبر والمخطط للحرب, وفى 1973 كانت أمريكا هى المنقذ من الانهيار, بعد أن اجتاحت جيوش مصر وسوريا كل الدفاعات الاسرائيلية, الآن وفى حرب الابادة التى تشنها إسرائيل على شعب فلسطين, لاتكتفى الولايات المتحدة بالدعم والتأييد, وإنما ترسل الأساطيل لتحرس سواحل إسرائيل, وتفتح خزائن أسلحتها الفتاكة لتساعد دولة نووية, وهى تغتال شعبا أعزل, ثم تقود حملة تجنيد لكل الحلفاء الغربيين ليكون الجميع صفا واحدا يدعم إسرائيل بلا حدود.
فى تحول تاريخى غير متوقع, تم انتخاب الكاردينال الأمريكى روبرت فرانسيس بريفوست المعروف الآن باسم البابا ليو الرابع عشر, ومع أنه أول بابا أمريكى فى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية, فإن توليه هذا المنصب يحمل فى طياته دلالات سياسية عميقة, الراعى الصالح الذى بدأ كلمته للعالم فور الإعلان عن اختياره قائلا:”السلام عليكم”, فى دلالة واضحة عن انحيازاته وموقفه, ومن المعروف أن البابا ليو الرابع عشر ليس على وفاق مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب, بل يعارض سياساته المتعلقة بالهجرة والعدالة الاجتماعية, هذا التناقض بين البابا الجديد والإدارة الأمريكية يعكس تحولا داخل الفاتيكان, الذى لطالما كان مركزا للتأثير الدينى والسياسى, ويعد ليو الرابع عشر امتدادا لفكر البابا فرانسيس الذى تميز بتوجهاته الليبرالية والتزامه بالعدالة الاجتماعية. إن انتخاب بابا يمثل رسالة قوية حول دور الفاتيكان فى القضايا السياسية العالمية, فقد أصبح الفاتيكان تحت قيادته قوة مؤثرة فى مواجهة السياسات اليمينية المتشددة فى العديد من البلدان, بما فى ذلك الولايات المتحدة, كما أن سياسات البابا الجديد ستكون محورية فى تشكيل الرؤية الدينية المستقبلية للكنيسة, وهى رؤية تتعارض مع التوجهات الحالية للحكومة الأمريكية.
مازال فخر العرب”الكنج” محمد صلاح يعزف سيمفونية التألق والإنجاز على أوتار “الريدز” وسط أجواء ولا أروع من عشق جماهير ليفربول لنجمهم الذى أصبح أسطورة من أساطير النادى الانجليزى, تتغنى بإسمه, وتهتف له بحناجر الحب والثناء, وقبل انتهاء الموسم بأربع مباريات حسم ليفربول بطولة الدورى أمام تو تنهام الذى أمطر شباكه بخماسية كان واحدا منها لصلاح, واحتفل “مو” مع زملائه ومديره الفنى سلوت أجمل احتفال, مؤكدا أنه سيواصل العطاء من أجل حصد المزيد من البطولات فى الموسم المقبل وتحطيم الأرقام.