مقالات الرأى

اللواء مروان مصطفى يكتب : احلام نتنياهو .. واوهام اردوغان

لقد كان عاماً مظلماً وقاتماً ..داس فيها الغرب بأقدامهم على كل القوانين ومبادئ الشرعية الدولية ،وضربوا عرض الحائط بكل قيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان التي طالما عايرونا وصدعوا رؤوسنا بها ، وتكسرت عظام دول واحُتلت دول اخري ، واصبحت شعوبها لاجئين يبحثون عن مخيمات تأويهم، وخلال هذا العام أيضاً أخضع نتنياهو العالم لنزواته المتطرفة ، وأجبر امريكا والغرب علي الانصياع لكل رغباته الدموية واحلامه التوسعية .
كان عاماً تعثرت فيه روسيا وتعرت بعدما اسقطوها في المستنقع الاوكراني واجبروها على اخلاء قواعدها العسكرية في سوريا .. كما انكشف وهم قوة وقدرات ايران العسكرية ،وتبين انها مجرد نمر من ورق بعدما اضعفوها وطردوها من سوريا ، وقطعوا اذرعها ، واغتالوا اغلب قيادتها في المنطقة .
اما تركيا العثمانية فقد ظهرت على حقيقتها .. بعدما انضمت للمشروع الأمريكي الاسرائيلي.. قدم اردوغان أوراق اعتماده لهما بسرعة بالغة من خلال مؤامرة محكمة ادخل فيها الفصائل الارهابية التي استولت على الحكم في سوريا .. وهو ما أتاح لإسرائيل احتلال المزيد من أراضي سوريا ،ودمرت جيشها بالكامل ، كما تمكن اردوغان من احتلال السوري لتأمين حدوده مع الأكراد ، كما اجبر روسيا وايران علي الخروج وهو ما كان محل ثناء واشادة الرئيس ترامب .
وفي إطار تصفية حسابات الخليفة العثماني مع مصر وشعبها أصبح مخلباً للقط لمواجهة مصر وليهددها ويشدد الخناق عليها في ليبيا وفي الصومال .
ولان سيناء هي الجائزة الكبرى .. فلايزال نتنياهو يفكر ويحلم بها لأنها غاية مراده ومنتهي أمله .. ونظراً لخوفه من مواجهة مصر والخشية من عواقبها.. ولذا فهو يفكر حالياً في القيام بتهجير الفلسطينيين الي سوريا تحت حكم الجولاني (الذي لا يمكنه الرفض) بدلاً من سيناء .. مع فتح باب الهجرة لهم لبعض دول امريكا اللاتينية التي يقومون حالياً بتنسيق الاتفاقات معهم .
ويعتقد تحالف الشر انه يمكنهم تكرار نفس السيناريو في مصر بعد ادخال بعض التعديلات عليه.. لمعاقبتها ولإخضاعها ولكسر شوكتها لأنها استقوت وخرجت عن الطوع . فمن الضروري ان يتم تهديدها بإمكانية انتقال العناصر الارهابية المنتشرة في سوريا وليبيا ليقوموا بتهديد مصر وحدودها ، بما يشتت جيشها ويستنزفه ، ويهدد امنها واستقرارها الداخلي ، وتنظيم حملات دعائية داخلية وخارجية للهجوم علي مصر ،والتشكيك في جيشها وقياداتها بما يهدد السياحة الخارجية ويزيد من معاناة المصريين من آثار الازمة الاقتصادية ، وتحريك الخلايا النائمة لأحداث الفرقة والتشكيك المطلوب بما يضعف معنويات المصريين ويحفزهم ويدفعهم للخروج لأحداث الفوضى المطلوبة .
انها حساباتهم خاطئة تماما .. لأن المصريون قد استوعبوا الدرس وفهموا اللعبة وتمرسوا عليها .. بعدما شاهدوا بأعينهم كيف ضاعت الدول وتشتت شعوبها .. وقد سبق لهم ان تعرضوا لذات المخطط وتغلبوا عليه وأفشلوه وتمكن جيشهم الوطني من محاربة الارهاب والقضاء عليه… وهم قادرين بعون الله وتوفيقه وبتماسكهم وتضامنهم ونبذ خلافتهم واختلافاتهم على تجاوز تلك المخططات والتهديدات لبدء مرحلة جديدة في تاريخ مصر .
صحيح ان مصر تقف وحيدة ، وليس لديها اي قوة خارجية أو قواعد عسكرية اجنبية تحميها … لكن مصر التي ذكرها الله تعالي في قرأنه الكريم لها رباً ينصرها ويحميها.. ولها جيشاً وطنياً قوياً من ابنائها المخلصين القادرين على الدفاع عنها وعن شعبها الذي عرف أن معاناته لم تذهب سدي وانها كانت في محلها … وتيقن تماماً من مدي قيمة وعظمة ما تحمله من نفقات وما تم صرفه علي تسليحه واعداده وتأهيله ليكون جاهزاً للتصدي لأي مواجهة قد تفرض عليه.

لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب

زر الذهاب إلى الأعلى