مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : (عواد المظلوم )

أصدقائي وقرائي الأعزاء تربينا جميعا منذ الستينات على سماع أوبريت ( عواد باع أرضه) أداء الفنانة سعاد مكاوي والفنان سيد إسماعيل كلمات الشاعر مرسي جميل عزيز والتي كانت تقول كلماتها في بداية الأوبريت الذي حفظه الجيل عن ظهر قلب

(عواد باع أرضه ياولاد.. شوفوا طوله وعرضه يا ولاد) تعبيرا عن قصة حقيقية حدثت بالفعل في هذا الوقت

لكن حقيقة الأوبريت عكس ذلك تماما فعواد لن يتخلى عن أرضه ويبيعها مقابل المال بل دافع عن أرضه حتى الموت غدرًا .

وتعود الحكاية إلى العصر الملكي في قرية كفر نجم بمحافظة الشرقية عام 1946م والتي كان أبطالها الفلاح
( عناني أحمد عواد) والأمير
( محمد علي)

تبدأ الحكاية بأن عرض مفتش الدائرة 8 فدادين للإيجار مقابل خلو رجل وتقدم( عواد) ودفع 160 جنيها وإستأجر الفدادين
ولكن تغير المفتش وجاء آخر وطمع في الفدادين ورغب في إستردادها من الفلاح بكل بساطة .

لكن عواد فعل ما لم يكن يتوقعه المفتش الجديد وقال له خد الأرض بس إديني الـ 160 جنيه إللي دفعتهم للمفتش من قبلك !!

وحينها تعجب المفتش الجديد من جراءة الفلاح وإعتبره تحدي له وللبرنس محمد علي ومن هنا بدأت الأزمة .

قرر المفتش إرسال خفراء لخروج عواد من الأرض بالقوة، ولكن عواد وقف لهم قائلا:
(سأقابل القوة بالقوة ولن تمروا إلا على جثتي) ولم يتمكن الخفراء من الإقتراب منه بسبب طوله وعرضه لأنه كان صاحب بنية قوية .

وبعد مرور أيام قليلة عاد البوليس لإعتقال( عواد) وترحيله إلى معتقل الطور وأثناء إعتقاله تسلم المفتش الأرض التي عجز عن الحصول عليها بخفرائه، وبعد خروج عواد من المعتقل رفع قضية على الأمير محمد علي، وقال إنه لن يرفعها على المفتش أو الوكيل لأنهما ليسوا أكثر من (دلاديل)

خلال تلك الفترة كان عواد تحت المراقبة وضروري أن يقضي كل لياليه في نقطة البوليس، وفي إحدى الليالي قبل الفجر قالوا له أخرج فقال لهم:
ليه؟
لسه بدري ؟!

فقالوا له : لازم ننضف عشان تفتيش بكره.
بالفعل خرج عواد وفوجئ بـ 10 رجال كل واحد منهم يحمل سلاحًا مختلفًا، وإضطر لمواجهة القتل وهو أعزل للدفاع عن نفسه، ولكنه لم يتمكن أمام الكثرة وفعلاً كما يقولون

( الكثرة غلبت الشجاعة)
والغدر صفة الجبناء في مواجهة الأقوياء

وسقط ميتًا

هذه حكاية عواد الذي ظلمه التاريخ كما ظلم التاريخ والدعاية الصهيونية الفلسطينيين بأنهم باعوا أرضهم وهم الآن يستشهدون ويدفنون في رمالها ٠

وإلى أن نلتقي في مقال آخر أترككم في رعاية الله وحفظه

زر الذهاب إلى الأعلى