أحمد فرغلي رضوان يكتب : المتدرب..سيرة ترامب بإخراج إيراني
يقترب فيلم المتدرب the apprentice والذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان وبدء عرضه العالمي الآن من رحلة صعود دونالد ترامب خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي حيث كان ترامب شاب طموح يدير ممتلكات عائلته الغارقة في مشاكل كثيرة ويريد أن يستفيد منها وبناء إمبراطورية إقتصادية جديدة في نيويورك ولكن كانت هناك عقبات قانونية كثيرة وصعبة ، ووجد الحل في الاستعانة بمحامي شهير وداهية ولكنه سيء السمعة أيضا وهو روي كوهن والذي يطارده ترامب في كل مكان يتواجد به حتى يقنعه أن يقبل قضاياه وتبدأ رحلة صعود الشاب الطموح وبرفقته المحامي الذي أحبه واتخذه صديق وأصبح معلما له قبل أن يتفوق التلميذ ترامب على الأستاذ روي كوهن !
الفيلم يكشف الكثير من علاقة ترامب مع المحامي روي كوهن والذي حسب الفيلم كان معلمه الأول في إتقان الكثير من الألالعيب والحيل لتحقيق ما يريد وبعد أن كان رافضا لمساعدته في قضاياه أصبح كوهن يثق فيه لدرجة أنه كشف له أسراره والتي يستعين بها لكسب قضاياه وهي حجرة مليئة بتسجيلات لشخصيات سياسية وقضائية مهمة في المجتمع الأمريكي يتم الضغط عليهم لكسب قضاياه !
السيناريو يسرد تحول ترامب من شاب ساذج في بدايته إلى رجل انتهازي أناني لتحقيق طموحه في عالم المال والأعمال وأظهر السيناريو الذي كتبه الصحفي جابريال شيرمان ذلك في علاقته بالمحامي بعد نجاحه والابتعاد عنه ثم مع عائلته بعد وفاة شقيقه ومرض الأب !
الفيلم يحقق ردود فعل كبيرة وأعلن ترامب غضبه من الفيلم في تغريدة له وحاول منع عرضه داخل الولايات المتحدة
وفريق حملته الانتخابية وصفوا الفيلم انه “تشهير خبيث” ! مخرج الفيلم علي عباسي رد على ترامب على السوشيال ميديا بشكل ساخر وقال له ” الفيلم موجود في دور العرض أذهب وشاهده “.
توقيت عرض الفيلم بالطبع يثير علامات استفهام قبل الانتخابات الرئاسية بعدة أسابيع! وخاصة انه يكشف جانب خفي “سلبي” من شخصية ترامب مجرد شاب طموح عاشق للمال مغرور وأجاد التلاعب بالحيل القانونية من معلمه المحامي روي كوهن والذي ساعده للصعود والدخول إلى عالم كبار نيويورك من رجال الأعمال والإعلام وتكوين امبراطوريته مع بعض تفاصيل شخصية خاصة مثل تعاطيه المنشطات و علاقته بزوجته الأولى عارضة الأزياء ايفانا والتي اتهمته باغتصابها وقبامه بعملية شفط دهون وفي رأيي “من أسوأ مشاهد الفيلم ” مقززا بتفاصيله.
الممثل سبستيان ستان والذي جسيد شخصية ترامب قدم أداء جيد ولكنه لم يستطع لفت الأنظار أمام قوة أداء جيرمي سترونج في شخصية روي كوهن والذي قدم أداء ممتاز هو الأفضل بين جميع أبطال الفيلم، جسد شخصية المحامي روي كوهن القوية صاحبة النفوذ الذي يوجه الشاب ويعلمه بشكل أكثر من رائع ثم في الجزء الثاني مرحلة الأفول والمرض قدم المرحلتين ببراعة ومشاهد مؤثرة في نهاية حياته وهو يستعطف ترامب.
وكذلك قدمت ماريا باكلوفا أداء جيد في شخصية زوجة ترامب الأولى إيفانا وكانت مناسبة جدا للدور.
تم تصوير نيويورك بتفاصيل ممتازة من حيث الأماكن والشوارع للمصور كاسبر توكسين كما لم تراها من قبل، نبويورك المدينة التي عشقها ترامب وكانت قد وصلت لمرحلة متدنية وأراد أن يبنيها من جديد ، سيناريو الفيلم جيد جدا لمرحلة صعود ترامب في السبعينيات ثم زيادة نفوذه وسيطرته في فترة الثمانينيات وظهوره كنموذج للرأسمالية الانتهازية.التي تتجاهل القوانين ولكن لم يتطرق السيناريو إلى الجزء السياسي في حياة ترامب.
تقييمي للفيلم 7/10