صفوت عباس يكتب : ( تبديد تكوين! )
.. تبلد اصاب كثير الناس ازاء الظواهر والفعاليات الاجتماعيه او الاجتماعفكريه التي تحدث الآن مثل ظاهره اتحاد القبائل التي تحدثت عنها سابقا ثم ظاهره (تكوين) موضوع حديث اليوم، ولا ادري هل هو عدم حساسيه بسبب ان كثره الظواهر التي تحدث افقدتنا الاحساس بها او ربما لقناعه انها ظواهر كالعدم او مئالها الي زوال وربما لان عوارض الحياه الخاصه تلهي بقدر عن مايدور في العام.
اجزم ان من تعلم قبل ١٩٩٠ ايام كانت المدرسه مدرسه مكانا لخلق عقل وصناعه بدايات فكر ومشعل استناره وكانت المناهج بسيطه موضوعه بعنايه لاجل هدف صناعه الوعي والمعرفه وكان المعلم شارحا ميسرا مدققا مراجعا ممتحنا مصوبا يعمل لدي الدوله وليس عند التلاميذ! ، ومع التعليم تعرضوا لشاسه تعرض افلام ” وا اسلاماه والناصر صلاح الدين وفجر الاسلام وحتي اغنيه علي الممر والرصاصه لاتزال في جيبي ومسلسلات محمد رسول الله ولا اله الا الله. وحتي حكايات السيره الهلاليه…).
عند الجانب الاكبر من هؤلاء تكون ايمان عميق بثوابت ان القرآن الكريم قد قرر بالاسراء والمعراج ” سبحان الذي اسري بعبده ليلا..” واتت عبر احاديث سيره الرسول صلى الله عليه وسلم فلا مجال فيها للانكار والتبديل ثم ان هؤلاء ايقنوا ان قطز هو من دحر التتار وان صلاح الدين هو من حرر بيت المقدس وان احمد عرابي باشا هو من قاد الثوره العرابيه وانه تحدي الخديوي وقاتل المحتل الانجليزي وان جمال عبد الناصر كان قائدا محررا والسادات صانع نصر وسلام .
اصحاب مركز تكوين يشككون كليا في كثير مما ورد بالقران والسنه وثبت في تاريخ العرب والمصريين عبر انكارهم للاسراء والمعراج وصلاح الدين واحمد عرابي وبقيه التشكيك في الدين والتاريخ مخطط لها لديهم، وربما نسوا او تناسوا ان تلك المعاني قد نقشت واستقرت بقوه بعقول قطاع ضخم ولامجال لتبديلها لديهم مطلقا عبر رسائل محموله علي ميديا الغالبيه تتخذها للتسليه.
في الجيل الذي ذكرت بعض مما اختطفت عقولهم رغم انهم تعرضوا لنفس التعليم والاعلام وتحولوا لادوات في فكر ظلامي شكل قلقا في مصر من اغتيال السادات رحمه الله وحتي الان لكنهم اصبحوا بعزله في مواجهه الفريق الاخر الذي وصفته اولا.
ربما فطن اصحاب تكوين الي هشاشه المنتج التعليمي لهشاشه مدخلاته وعملياته وربما ظنوا الي ان اعلام الفضائيات والسوشيال ميديا الفوضويان هما من يحتلا ويلعبا بعقل قطاع عريض من فئات حديثه السن فلجأوا لصناعه التشكيك في ثوابت لامجال للعبث بها في عقول قطاع عريض فكونوا تكوينهم.
المعضله ان الفعاليات المثيره للجدل والنقد قد تخلق ردود افعال بعواقب سيئه كان تكون اتحادات اخري مقابل اتحاد القبائل بما يشكل انقسامات كما ان العبث والتشكيك بثوابت الدين والتاريخ قد تستدعي دفاع فئات مترزقه بالدين او مسيسه له وتلك ضالتهم لاكتساب ارض جديده للانطلاق منها.
فاذا كان التعليم الجيد المفتقد والاعلام الفعال يشكلان حصنا للعقول من ان تخطتف فلا بد من تفعيلهما كعناصر امن قومي قبل كونهما صانعا وعي وفكر وضمير شعب خصوصا اذا وقع الناس تحت ضغط الحاجه فيسهل اختراق عقولهم عبر جيوبهم وبطونهم.