صفوت عباس يكتب: ( ايران.. وسارق الأكفان. والكيان. الاضرار والنفع)

يحكي ان لصاً كان ينبش القبور ليسرق اكفان الموتي… ضبطه الناس واشبعوه ضرباً وسبا،،، لكنه قال “ستترحمون عليَّ عندما اموت… فلما مات سار ابنه علي دربه لكنه زاد بانه يسرق الأكفان ويشعل في الجثث النار،، عندها تذكر الناس ابوه وترحموا عليه لأن فعله كان ارحم من فعل الإبن… والعظه ان كل سوء ايران الحالي سيكون اهون من مساوئ سقوطها.
تاريخ العلاقات العربيه الايرانيه طويل وممتد واختصاره في سطر قد يخل بالمعني، ويتراوح مابين التوتر والانبساط وتغذي توتره اختلاف العرق اولا ثم المذهب ثانيا وحاليا تغذي الصراع اكثر تداخلات القوي الدوليه التي تستثمر في مصائب نزاعات الدول.
في العصور القديمة، كانت هناك تفاعلات تجارية وثقافية بين العرب والفرس وكان مناطق عربيه تحت نفوذ تلك الامبراطوريه (٥٥٠ ــ ٣٣٠ ق. م) وصلت غربا الي مصر وشرق ليبيا وفي اسيا في ساحل الخليج حتي سلطنه عمان وكان تبادل تجاري وثقافي حاضرا.
ومع الفتوحات الاسلاميه التي وصلت لابعد من ايران شرقا حدث تناغم بين الثقافتين العربيه والفارسيه مع توحد الدين، الا ان الدوله الصفويه التي اعتمدت المذهب الشيعي مذهبا رسميا لايران مم أدى إلى خلق التوترات مع الدول السنية العربية.
وقد اربكت الطائفيه الدينية وظهور الاقليات شكل العلاقات العربيه الايرانيه وساهمت في خلافات مريره.
.. بعد عام ١٩٧٩ غيرت الثورة الإسلامية في إيران المعادلات في الشرق الأوسط. أصبحت إيران تتبنى سياسة تصدير الثورة ودعم الحركات الشيعية في الدول العربية، مما زاد من التوترات مع الدول العربية السنية وخاصة المملكة العربية السعودية.
وبعدها اتت حرب ايران والعراق ١٩٨٠ _١٩٨٨ لتؤثر بشكل كبير على العلاقات بين العرب وإيران، حيث كان دعم عربي واضح للعراق إيران وكانت الحرب بالاساس مذهبيه عرقيه.
.. تبنت ايران سياسه صناعه اذرع شيعيه ساهمت في تقويض اركان العراق ولبنان واليمن وقضت علي سوريا وشكلت الصراعات المذهبيه في تعزيز الدور الاسرائيلي البغيض وفعلها في التوسع والتدمير لتلك الدول، ولايران دورا محسوسا وبارزا لكنه ليس فاعلا _وان كان مقلقا _ وفي حسبان دول الخليج العربي ذات الاقليات الشيعيه ويشكل الدور الايراني المهدد لتلك الدول اساسا في علاقاتها وتصرفاتها مع دول تزعم انها تقدم حمايه ضد ايران!!.
.. تبني ايران لمشروع حماس ساهم في فعلها المدعو (طوفان الاقصي) والذي ساهم رد فعل كيان الاحتلال عليه في هدم وردم غزه وراح ضحيته عشرات الالاف من ابريا غزه بين شهيد وجريح وملايين النازحين الجائعين المشردين في وقت عجزت فيه عن حمايه اسماعيل هنيه الذي اغتيل في عقر دارها.
في ٢٠١١ وبعدها في مصر نسب الي ايران انها كانت حاضره بفعل سيئ عبر اذرعها ( حماس وحزب الله) في ارباك المشهد المصري باقتحام الحدود وفتح السجون وعلاقات خفيه مع الاخوان اتت بزياره سريه لقاسم سليماني قائد فيلق القدس واجتماعاته بقاده الاخوان لانجاز مشروع مصري يشبه الحرس الثوري الايراني مع تكتيكات لصنع اجهزه امنيه اخوانيه، كما كانت علاقات معلنه بزياره الرئيس الايراني وقتها “احمدي نجاد” لمصر وغايه ايران كانت لتوسع ونفوذ اقليمي ومد للمشروع الثوري الاسلامي المزعوم.
.. لفروض السياسه والواقع الدولي الضاغط علي منطقه الشرق الاوسط ورغم جميع التوترات وافعال ايران كانت هناك محاولات للتقارب والحوار بين الطرفين وبحذر يشبه (كيف اعاودك وهذا اثر فاسك) ، ولكنها غالبًا ما تصطدم بتعقيدات السياسة الإقليمية والدولية.
.. معركه ايران واسرائيل الاخيره التي بدات بشكل جاد غير مسبو في ١٣ يونيو ٢٠٢٥ والتي لاتملك فيها ايران الا سلاح الصواريخ والمسيرات فقط مقابل تفوق مخابراتي وجوي وتكنولوجي اسرائيلي واختراق كامل للداخل الايراني ودعم غربي كامل وسبقها قطع وتحييد كل اذرع ايران في المنطقه واتت الحرب عقب عدوان اسرائيل الجائر علي غزه الذي اوجد رائيا عاما غاضبا عند كل الشعوب والدول العربيه هذا ماخلق تاييدا شعبيا مطلقا وتهليلا للصواريخ التي تصيب عمق الكيان في فلسطين المحتله.
.. علي المستوي المدرك الواعي لتفاصيل الموقف الاقليمي والدولي يظل وجود ايران قائمه رغم كل فعلها السيئ تجاه العرب _يظل _ عنصرا هاما في توازنات المنطقه واتقاء شرها الحالي ايسر بكثير من سقوطها الذي قد يسفر عن تمدد الكيان اليها او تفكهها الي دويلات قد تكون أشر من ايران وعندها سيكون الترحم علي ايران لان مابعدها اسواء.