مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : سَرقونى ولكن بإرادتى…!!!

السرقة هى أخذ ممتلكات شخص آخر دون إذن منه أو موافقته بقصد حرمانه من مُلكه والانتفاع به بغرض التمليك أو الابتزاز وتعتبر السرقة أحد المصطلحات التى تدل على الجرائم ضد الممتلكات الخاصة أو العامة مثل الاختلاس والنهب والسطو والاحتيال والاستيلاء ويُسمى الشخص الذى يقوم بتنفيذ عملية السرقة باللص أو السارق وتنوعت السرقات فى العصر الحديث وظهر لنا أسوءها وهو سرقة بيانات حسابك على الإنترنت دون علمك أو إرادتك ويدعى اللص هنا بأسم الهاكر وهو من يخترق الحسابات سواء على الحاسوب أو المحمول بحرفية بغرض الأبتزاز المالى أو الأخلاقى…!!!
عشت تجربة السرقة الالكترونية والتى أثرت على نفسيتى ومشاعرى بدرجة أننى وقفت عاجزاً دون أن أعرف أو حتى أقرر ماذا أفعل حيث تمت سرقة حسابى الذى أنشأته منذ عرفت الإنترنت والفيس بوك حيث عاش معى أصدقائى معظم أفراحى وبعضاً من أحزانى من خلال منشوراتى على حسابى الذى سُرق منى بحسن نية ودون إرادتى وبدأت التجربة الفريدة والغريبة بأن طلب منى صديق محترم أعتز بصداقته منذ فترة من خلال الشات (الماسنجر) مبلغاً من المال بغرض الصرف على علاج والدته المريضة والذى وعدنى بأنه يردهم لى فى أقرب فرصة وأعتذرت له بطريقة فيها من الشياكة والكياسه حتى لايغضب منى وتحججت له بالظروف الاقتصادية التى نعيش فيها الآن بسبب أرتفاع الأسعار وبعد أنتهاء الحوار أصابنى نوع من الضيق والجرح العميق لأننى لم أتعود على رد أحد جاء لى فى طلب مادى أو معنوى أو غيره وتركت الأمر لله وأستعنت به بأن لايغضب منى هذا الصديق الطيب ومر أكثر من يوم وإذا برسالة منه مرة أخرى على الشات (ماسنجر) يطلب منى أضافتى لأحد الجروبات الخاصة به والتى أنشاءها هو بمعرفته ولايضيف فيها إلا الأصدقاء الغاليين على نفسه وقلبه كما ذكر حيث تهللت أساريرى كثيراً وقبلت دعوته بالانضمام دون قيد أو شرط وبدأ يطلب منى ماذا أفعل لكى أنضم لهذا الجروب أو المجموعة وقال لى أنه سوف يرسل لى رابط على صفحتى بالفيس بوك وماعليك إلا أن تدوس عليه وسوف يظهر لك رقم أرجو أرساله على الشات وفعلت ذلك بكل دقه وأصرار حتى أزيل أسباب الضيق السابق وارسلت له الرقم الذى ظهر لى على الرابط وخلال ثوانى عينك ماتشوف إلا النور وتم سحب الاكونت بمنتهى السهولة والبراءة حيث عرفت بأن حسابه كان مسروق والذى كان يحدثنى هو السارق (الهاكر) وليس هو…!!؟
وحاولت الكثير من المحاولات الالكترونيه التى أعرفها أو عن طريق نصائح الأصدقاء المتميزين فى هذا المجال ولكننى فشلت وحدثت المفاجآت حيث قام بالاتصال بى أول صديق تم أبتزازه عن طريق حسابى وقال لى هو حضرتك محتاج إلى فلوس فعلاً وهنا جاء الإستفسار كأنه لطمة على وجهى بدون شفقة حيث لم اتذكر أننى قمت بطلب اى سلفه من أى أحد طوال حياتى الماضية إلا من والدى وكان المبلغ على ما أتذكر عشرون جنيهاً وعندما تأخرت فى سداد المبلغ فى الوقت المحدد له أعطانى درساً فى هذا الموضوع جعلنى لم أحاول أن أستدين من أى أحد وأن أعيش على قدر ما معى حتى يفك الله الضيق وكان درساً صالحاً بمعنى الكلمة…!!!
ونعود إلى ماحدث حيث توالت الإتصالات بى من أصدقائى الذى طلب منهم السارق نقود عن طريق حسابى الذى استولى عليه بإرادتى وكان هذا على المستوى الشخصى تقديراً منهم لى ومحاولة لمساعدتى حيث أعلمتهم بما حدث معى وشكروا الله على إنهم لم يستجيبوا له ولسوء أخلاق هذا اللص قام للأسف بسرقة حساب أحد الأصدقاء لى على الصفحة صاحب معالى عظيم ودكتور جامعى عن طريق حسابى المسروق وبنفس طريقة سرقة حسابى وقام بأبتزاز أصدقاءه من الأساتذة الجامعيين حتى أكتشف ذلك وقام بعمل اللازم وأسترجاع حسابه…!!!
وتوالت الاتصالات من الأقارب والأصدقاء للاستفسار عن طلبى نقود فعلاً ام لا وكان هذا ذكاء منهم وخاصة الذين كانوا لديهم نية للأستجابة للسارق لمساعدتى لعبور هذه المحنة الوهمية التى صنعها لى اللص…!!!
ثم جاءت نصائح الإخوة والأصدقاء بسرعة عمل محضر فى مباحث الإنترنت بوزارة الداخلية حتى لايحدث مالا يحمد عقباه وكانت أستجابتى سريعة لم تتعدى الأربعة والعشرون ساعة حيث ذهبت إلى إدارة مباحث الإنترنت ومقرها العباسية وكان حُسن إستقبال رئيس القطاع ومعاونيه بصورة أخوية وصادقة وطمئننى وقال لى سوف نحل المشكلة وبالفعل تم حل المشكلة فى غضون دقائق معدودات بعد عمل محضر بالواقعة وتم أسترجاع حسابى الذى عاش معى وعشت معه طوال أكثر من عشر سنوات تعرفت فيه على أصدقاء لم أراهم رؤية العين ولكنهم كانوا لى بمثابة الإخوة والابناء…!!!
وأخيراً نتيجة لهذه التجربة القاسية أنصح كل من يقرأ هذه المقالة بعدم الانصياع إلى الموافقة أو الإشتراك فى الروابط المجهولة حيث أننى وللأسف تم سرقتى ولكن بكل إرادتى…!!!
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وسعادة

زر الذهاب إلى الأعلى