مقالات الرأى

حازم البهواشي يكتب: صاحب فضل في رمضان (4) رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف والشيخة غالية

من أبرز ضيوفي في برنامجي الإذاعي (صاحب فضل) _ الذي قدمتُه في السنة العاشرة لراديو مصر 2019م _ الأستاذ الدكتور/ (عبد الكريم إبراهيم صالح) رئيسُ لجنة مراجعة المصحف الشريف، وقد تحدثَ _ بدايةً _ عن فضل مصر على الأمة جميعها؛ فهي بلدٌ معطاء، ويرى أن الشخصيات التي وُلدت في مصر لها مكانة في العالم الإسلامي والعربي.

يحكي الدكتور/ (عبد الكريم إبراهيم صالح) أنه لم يُوَفَّقْ في دراسة الابتدائية، وخرج من الابتدائي وهو لا يُجيد حتى كتابة اسمه!! فاشتغل بالفلاحة والزراعة، وكان له خالٌ لديه نزعةُ تصوف، فعرضَ عليه أن يمشي معهم في الموالد، ففرح بذلك فرحًا شديدًا وبدأ في حِفظ قَصص المديح، لكنه لم يزاول المهنة، ورأى أن هذا الأمرَ يحتاج إلى القرآن الكريم، فتحوَّل إلى قراءتِه وحِفظه.

عند ذلك ظهرت الشخصيةُ صاحبةُ الفضل عليه، وهي الشيخة (غالية إبراهيم) المرأةُ التي حفِظ القرآنَ على يديها في قريته (الهوارية _ منشية سعيد _ مركز دمنهور _ محافظة البحيرة)، وهي امرأةٌ _ كما يقول د/ عبد الكريم _: (كان كبارُ القرية يحترمونها ويقدرونها تقديرًا كبيرًا)، ويُضيف رئيسُ لجنة مراجعة المصحف الشريف: (هذه المرأة لم أتعلم على يدها القرآنَ الكريم فقط، بل علمتني أشياءَ كثيرة على رأسها الخُلُقُ الطيب، وكانت تقول لي أنت ممن أعتز بهم لأن جدَّك قد حفظني القرآنَ الكريم وأنا أرد الجميل الآن).

عاد (د/ عبد الكريم صالح) إلى التعليم مرة أخرى وتفوق _ بفضل القرآن _ إلى أن أصبحَ أستاذًا بجامعة الأزهر ورئيسًا للجنة مراجعة المصحف الشريف!!

لذلك فهو يرى أنه لا يُمكن أن يَعتبِرَ كتابًا صاحبَ فضلٍ عليه غيرَ كتابِ الله الذي تغيَّرتْ حياتُه بفضله، وانتقل من حالٍ إلى حال، ويقول ضيفي: (من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معًا فعليه بالقرآن).

وحتى لا يتوهمَ أحدٌ خطأً، فإن هذا ليس بحديث وليس له أصل، ولم يَستدلْ به ضيفي على أنه حديث، لكنَّ القرآنَ فيه خيرَا الدُّنيا والآخرة. لذلك يَحمد ضيفي اللهَ على أنه يَحيا بالقرآن الكريم الكتاب الذي يعتز به.

وعن الشخص الذي لم يقابله د/ (عبد الكريم صالح) ويرى مع ذلك أنه صاحب فضل فقد اختار رسولَ الله _ صلى الله عليه وسلم _ (كما اختاره الإذاعي القدير عمر بطيشة)، وقال: (إنه صاحبُ الفضل على الأمة جميعًا، كنتُ أريد أن أقابله، ولكن شاءت الأقدارُ أن نُولدَ في عصرٍ غيرِ عصرِه، ولكننا نتمسك بسُنَّته؛ فهو الشخص الوحيد الذي يَنبغي أن يُقتدَى به في هذه الحياة).

زر الذهاب إلى الأعلى