شعبان ثابت يكتب : تراب الوطن
أصدقائي وقرائي الأعزاء تابعتم وتابعت معكم الأسبوع الماضي على الشاشات عودة مئات الآلاف من الفلسطينين من جنوب غزة إلى شمالها بعد أن نزحوا عنوة تحت تهديد القصف والتدمير والقتل على شمال غزة في جباليا وبيت حانون وغيرها من المخيمات الفلسطينية .
عادوا إلى الشمال بعد 15 شهر من النزوح بعد توقف إطلاق النار وبدء صفقة تبادل الأسرى بالرغم من محاولات رئيس وزراء إسرائيل اليائسة بتعطيل الصفقة وإفشال عودتهم للشمال بسبب عدم تسليم الأسيرة آربيل يهود ولكن بعد شد وجذب خضع لضغوط الوسطاء وتم إزالة معبر نتساريم صباح اليوم حسب الإتفاق ليتدفق مئات الآلاف من الفلسطينين نساء وأطفال رجال وشباب شيوخ ومرضى سيرا على الأقدام وسط طرق وعرة غير ممهدة وقد تعمد الإحتلال حفر خنادق في طريقهم ليعيقهم أكثر وأكثر عن الحركة ؟؟
ولكن لأنهم شعب الجبارين الصابرين الصامدين الشاكرين تغلبوا على جل الصعاب وساروا على الأقدام مسافة 15 كليومتر بلا طعام أو شراب حاملين ما تيسر من أمتعتهم وخيامهم المفككة في مشهد يشبه مشاهد القرون الوسطى من الهجرة من مكان إلى مكان ورغم علمهم أنهم عائدون إلي (ركام ) وتراب ولكن لأن الوطن ليس شقة ولا فيلا ولا قصر ولكنه رمز للبقاء ولو حتى على تراب الوطن هكذا قيمة الأوطان لمن يعرف معنى كلمة( وطن )
ويأتي هذا صبيحة تصريحات بلطجي القرن( أبو حنان) الذي طالب بتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن بالتحديد ولكنه فوجئ بإنتفاضة الشعب المصري عن بكرة أبيه ضد هذا التصريح إلا خونة الأوطان الذين لايعرفون معنى كلمة وطن وقد قال كبيرهم قبل ذلك
(أن الوطن حفنة تراب عفن )
ورفضت مصر والأردن على المستوى الرسمي هذا القرار ببيانات عن طريق وزارة الخارجية في البلدين وقد قالها عالية مدوية عديد المرات الرئيس السيسي التهجير( خط أحمر ) لن نقبل به ولن تتم تصفية القضية الفلسطينية نهائيا على حساب مصر ؟!
وكذلك رفض الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته هذا التصريح لكن سكان غزة ردوا عليه بشكل عملي وعادوا في مشهد أزهل العالم أجمع إلى الشمال حيث تراب الوطن حتى ولو ناموا في العراء على تراب الأرض فهي خير لهم من قصور الغربة والبعد عن الوطن خالص تحياتي وتقديري لشعب الجبارين لكم مني كل الحب والإحترام يا من ضربتم أروع الأمثال في حب الأوطان .