مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : سنو وايت ..الأحلام المستحيلة

هو سيناريو سينمائي يغلب عليه الطابع الإنساني وخارج عن المألوف ، وبعيدا عن حسابات السينما الجماهيرية ونجومها وشباك التذاكر، جاء فيلم “سنو وايت” التجربة الأولى للمخرجة تغريد عبدالمقصود والتي قامت بكتابة السيناريو أيضا، يتمسك عادة المخرج في عمله الأول بأفكار كثيرة لديه يريد أن يحققها ويقدم بها نفسه للجمهور ولصناع السينما.
الفيلم يتحدث عن بطلة غير معتادة في السينما وهي فتاة “قصيرة القامة” ولكنها ترفض أنها هكذا وتحاول أن تعيش كفتاة طبيعية كاملة الأنوثة ويصل بها الأمر إلى أنها تخدع أحد الرجال عبر الشات وتعيش قصة حب معه على أنها طبيعية!! وبالطبع يحدث موقف نفسي صعب لكليهما عند اكتشاف الحقيقة ولكنها هي التي وضعت نفسها في هذا الموقف بسبب “الكذب”.
لم أتعاطف مع البطلة طوال الأحداث رغم أنني كنت أتوقع العكس ! لماذا لم يتخذ السيناريو جانب إنساني أخر يدعم مشكلات وقضايا قصار القامة “الأقزام” وهي كثيرة وليس مجرد اشارات في السيناريو مثل حصتهم في تعيينات الدولة ونسبة “5%”، أو حرمانهم من قيادة السيارات، السيناريو مر من بعيد على مشكلات قصار القامة وعالمهم، وانشغلنا أكثر بمشكلة تكاليف زواج الشقيقة الصغرى وتوفير ثمن الثلاجة!
قصار القامة لا يزالون مهمشين في ظل عدم تمكينهم من الحياة العامة ومشكلاتهم معلقة لسنوات طويلة ولا يتم البت فيها بسرعة كان ممكن أن يركز السيناربو على هذا العالم ومشكلاتهم وحلولها خاصة أن السينما لم تتحدث عنهم بشكل مباشر منذ عشرات السنين، أتذكر انهم كانوا يطالبون لسنوات طويلة بإدراج قصار القامة “الأقزام” ضمن شرائح ذوي الإعاقة.
السيناريو كان مترددا بين مشكلات قصار القامة ومشكلات الزواج الطبيعية وبينهما البطلة الرافضة لواقعها وعالمها!
كان الأفضل أيضا أن يأخذ السيناريو شكل كوميدي مناسب أكثر لشخصية البطلة وخاصة مشهد المواجهة بين محمد ممدوح ومريم شريف ، كنت أقول لنفسي والمشهد يقترب بينهما أتمنى أن يخرج بشكل كوميدي ولكن جاء على العكس وكان أقل من المتوقع خاصة أداء البطلة والتي كانت تحتاج للتدريب على التمثيل بشكل أكثر ، ولكنها قدمت أداء جيد في المجمل واجتهدت كثيرا وتستحق التقدير.
محمد ممدوح ممكن اعتباره ضيف شرف وأضاف للعمل بحضور القوي خلال مشاهده القليلة وأكرر كنت أتمنى أن يكون الخط الدرامي بينهما كوميدي.
كذلك اختيار بعض أماكن التصوير لم يكن موفقا خاصة مبنى مجمع التحرير والذي تسمع صدى الأصوات فيه بعد أن أصبح مهجورا.
نهال كمال المهدي أول مرة أشاهدها ممثلة واعدة موهبتها واضحة وجسدت الشخصية بشكل جيد جدا وكذلك محمد جمعة.
الفيلم تجربة أولى جيدة للمخرجة وحاولت تقديم وجهة نظرها عن عالم الأقزام وربما يعيد التذكير بهذه الشريحة في المجتمع والتي تحتاج لدعم كبير من الدولة.
التقيت تغريد قبل سنوات عندما كانت مساعد مخرج وسعيد أنها حققت تجربتها الأولى، الآن هي بدأت رسميا مشوارها مع الإخراج ويتبقى كيف ستكون التجربة الثانية لها وأتمنى ألا تتأخر.

زر الذهاب إلى الأعلى