مقالات الرأى
مشيرة موسي تكتب ” بعودة يا رمضان “

0:00
كل لحظة وانتم وكل الحبايب طيبين … رمضان جانا … انا الحقيقة واحشني رمضان زمان وليالي زمان … في كده ” نوستالجيا” لرمضان زمان … وعلي فكرة مش بس واحشنى الناس الجميلة الطيبة اللي رحلوا عنا … لكن واحشنى كمان ايام رمضان نفسها … كان لها طعم تاني مختلف خالص خالص … شهر رمضان بتاع زمان كان مناسبة أو طقس ديني اكتر … مفيهوش البهرجة والحفلات والاحتفالات … لا خالص … عمرنا ما شيلنا هم تخزين الأكل قبل حلول شهر رمضان … عمرنا ما رحنا للبقال والجزار واشترينا وحملنا عربيات زى ما بنشوف في السوبرماركت الأيام دي … هو اصلا ماكانش في سوبر ماركت ايامنا … سفرة فطار رمضان كانت زي سفرة اي يوم عادي … بيزيد عنها بس طبق الخشاف أو المشمشية … حتي الكنافة كانت كنافة طبيعية جدااااااااا … ممكن تكون سادة خالص زي ما بحبها أو محشية قشطة أو مكسرات … وطبعا في ناس كانت بتحشيها سودانى … تتصوروا السوداني بأااااه سلعة استفزازية … اشتريت الكيلو ب ٣٥٠ جنيه من اسوان … ايه اللي جري للناس … شهر رمضان بأااااه شهر اكل والناس بتعمل حسابها ان وزنها هيزيد ٣ أو ٤ كيلو في شهر رمضان … الشوارع في المناطق الشعبية بس كانت بتعلق الفوانيس والزينه الورق … ما كانش في مفارش لرمضان … وفانوس رمضان كان صفيح وبيولع بالشمعة وحجمه صغير علشان الأطفال تلعب … بدعة الفانوس البلاستيك اللي بيغني ويرقص ده دخيلة علينا ووارد الصين … قلت اشتري فانوس صفيح اعلقه قدام البيت لقيت سعر العادي جدااااااااا وصل حوالي الف جنيه … بناقص الفانوس … طبعا جدتي لو عايشة كانت هتتعجب من فكرة ضرورة شراء عبايات ” مدلعة ” لرمضان … وفكرة تنافس الستات علي شراء اكثر من شكل من العبايات علشان سهرات وليالي رمضان … زمان الراديو كان الصديق الحاضر في كل بيت … حتى بعد اقتحام التلفزيون لحياتنا … كان بعد أذان المغرب نسمع الفزورة … وبعدين نسمع تمثيلية رائعة … فيها نصيحة فصيحة مستخبية … دلوقتي انا مش باشوف السكة من انوار اعلانات مسلسلات التلفزيون … مرة تانية وتالته كمان ايه اللي حول شهر رمضان لشهر استهلاكي مستفز جدااااااااا … رمضان كان شهر العيلة … ممكن القبيلة كلها تتجمع عند جدتى وجدي يوم الجمعة … والصغيرين ينزلوا بعد الفطار الجنينة يغنوا ” وحوي يا وحوي ” … جدتي كانت أستاذة في صناعة الكنافة … كنافة طبيعية لا مانجه ولا بسكوت لوتس … ” الخشاف ” ده كان في كل بيت … ممكن يكون تمر وتين بس وممكن فيه كل ما لز وطاب …خناقة اليومين دول بين الأزواج ” اول يوم عند مامتي ولا مامتك ” كانت محسومة … حتي اول يوم عيد كانت مرة ” مامتي ومرة مامتك ” … وطبعا مرواح الستات للجامع كان بدعة … انا بصراحة منظر الناس قدام السوبر ماركت اليومين دول بيجننى … ده يمكن اللى خلاني اكتب … بيتنا كان بيت كرم … مفتوح لكل الناس وقت الفطار… لكن الموائد الاستفزازية بتاعة اليومين دول …انا بصراحة ما شوفتهاش … ربنا يسعد أيامكم … وبعودة يا رمضان … رمضان الحقيقي بتاع زمان … رمضان حب الخير … رمضان اللي كله روحانيات …