عبد المعطى أحمد يكتب:رعاية المواهب

تشجيع الموهوبين والنابغين والمتميزين أمر مهم, لكى يتسنى لهم مواصلة السير على درب التميز, فالتشجيع هو بمثابة طاقة لشحذ الهمم وانطلاق المواهب والملكات الكامنة, وغنى عن البيان أن البحث العلمى هو قضية وطنية, فضلا عن كونه قضية إنسانية.
إن الموهوب يعمل عقله ويستثمر ملكاته ويقدح زناد فكره, وصولا إلى فكرة مبتكرة, أوإبداع يترجم إلى واقع عملى يحسن من جودة حياة الناس فى كل مكان.
إن تشجيع الموهوبين, فضلا عن كونه حقا لهم, من شأنه أن يستقطب غيرهم, وفى ذلك دعوة لكل زهور التميز والإتقان والإبداع, لكى تتفتح ويعم أريجها, وينتشر شذاها فى كل الأرجاء.
وحسنا ماقرره المجلس الأعلى للجامعات لإنشاء وحدة لرعاية الطلاب الموهوبين بكل جامعة, وذلك بعد إنشاء صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ فى عام 2017, وتفعيله باستصدار قانون لتنظيم عمله منذ عام 2020
إن الغرض من إنشاء وحدات الموهوبين بالجامعات هو إتاحة الفرصة لاكتشاف المواهب العلمية والأدبية والإبداعية والرياضية بين طلاب الجامعات, من خلال العمل على تنمية وصقل مهاراتهم ومواهبهم فى مختلف المجالات, ونشرثقافة الابتكار والإبداع والتميز, وتنظيم ورش عمل لتدريب هؤلاء الطلاب مع التوسع فى إجراء مسابقات تنافسية لاكتشافهم وتشجيع المهارات الطلابية التى تهدف إلى خدمة المجتمع الجامعى والبيئة المحيطة.
وغنى عن البيان أن الجامعات فى مقدورها , بل من واجبها, أن تكون القاطرة للموهوبين , بيد أن الجامعات لاتستطيع بمفردها الاضطلاع بالدور الكامل لرعاية الموهوبين, فلابد أن تكون هناك مشاركة ودعم من المجتمع المدنى بكل مؤسساته ورجال الأعمال انطلاقا من المسئولية المجتمعية المنوط بهم, وذلك لمساعدة الطلاب الموهوبين ورعايتهم لكى ينطلقوا ويفجروا طاقتهم الإبداعية, وهو ماينعكس إيجابا على وطنهم والإنسانية جمعاء.
إن وحدات الموهوبين هى انطلاقة جديدة بجامعاتنا لكى تواكب نظيرتها فى الدول المتقدمة, ولاسيما أن جامعاتنا زاخرة بشباب واعد لديه ملكات الابتكار والإبداع, فمثلا فى ندوة الملهمين التى عقدت فى سياق فعاليات منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ عام 2022قدمت نماذج عديدة للشباب المصرى الملهم لعل أبرزهم هو المهندس محمود الكومى خريج هندسة طنطا الذى ابتكر “روبوتا” أطلق عليه إسم “روبوت كيرا” لتقديم مساعدات متعددة لذوى الهمم, وقد صنفت الأمم المتحدة هذا الربوت كأحد أفضل 50 روبوتا ومن أهم مائة ابتكار على مستوى العالم.
- خروج مصر من البطولة الأفريقية هو انعكاس طبيعى لما آلت إليه كرة القدم بصفة خاصة, ومنظومة الرياضة بصفة عامة فى مصر التى أصابتها العشوائية والفساد وسوء الإدارة خاصة من جانب اتحاد الكرة, نتيجة الاختيارات الخاطئة وسياسات عشوائية تنم عن عدم فهم ووعى بمتطلبات المرحلة واحتياجات الفريق القومى وصولا إلى الفشل الذريع فى إدارة منظومة كرة القدم فى مصر, أو حل مشاكلها, فكان الاتحاد دائما مصدرا للمشكلات وجزءا منها. والسؤال لماذا وصل منتخبنا الوطنى إلى هذه المرحلة رغم الدعم السياسى غير المسبوق المقدم له؟ إن المنتخب الوطنى أصبح فى حالة يرثى لها على يد اتحاد الكرة بقيادة جمال علام, وهو يستدعى الاستقالة الفورية وتحملهم مسئولية ماقدمه الفريق من مستوى متواضع. كفانا مجاملات لم تورثنا سوى الاخفاقات المتلاحقة حتى أصبح الأمر إهدارا للمال العام.
- فى معرض القاهرة للكتاب تجتمع العقول والقلوب بحثا عن كل مايفيد فى شتى المجالات, فلا تفوتوا فرصة الذهاب إليه بأطفالكم وإلحاقهم بالأنشطة وورش العمل التى ينظمها, وتمنح الطفل مفهوما جديدا للمتعة والسعادة من خلال المعرفة بالمعلومة الصحيحة التى تحقق اكتساب المهارات. هناك الكثير من الفعاليات التى تضيف لأطفالنا مفاهيم تجعلهم يدركون أن القراءة متعة ومصدر سعادة, وترسخ لديهم أهمية الكتب ودورها الكبير فى تشكيل شخصية الإنسان. إن المعرفة طريق طويل, والكتاب خير صديق على هذا الطريق, فاجعلوا من زيارة المعرض بداية طريق أطفالنا إلى المعرفة.
- الشباب لايعجبهم كبار السن , وكبار السن لايعجبهم الشباب. كل جيل يرى أنه الأفضل من الآخر, وباعتبارى من كبار السن يؤسفنى أن الجيل الجديد لايعرف طعم السعادة, ولا الرضا, ولا راحة البال, ولايقرأ إلا على مواقع التواصل الاجتماعى, وأسمع مايقال عن جيلى, وهو أنه متزمت, يرفض أن يتطور مع الزمن, ويتصور دائما أنه على صواب, وأنه كان أسعد حالا. نريد أن ننشىء حلقة تواصل أو جسرا لإيجاد تفاهم وتقارب بين الأجيال . بين الماضى والحاضر.