مقالات الرأى

د.غلاب الحطاب يكتب: اليهود والخروج الـ” إكس إكس لارج “

0:00

سمي اليهود السفر الأهم في التوراة ” سفر الخروج ” ، وسموه في ادبياتهم ” الخروج الكبير ” وتناولته السينما العالمية في أكثر من عمل ، وأصبح رمزا ادبيا لكل طرد يشمل مجموعة من الناس من مكان ما ، والحقيقة انهم كانوا صادقين مع انفسهم في تسميتهم الأدبية لخروجهم من مصر بأنه الخروج الكبير ، لأنهم تعرضوا لآلاف ” الخروجات ” بعد ذلك وعلى مدار التاريخ فلم يكد قرن من التاريخ ينتهى وإلا وقد احتوى ” خروج ” أو ” خروجين ” أو ” ثلاثة خروجات ” لليهود من مكان ما ففيهم خروجات صغيرة وخروجات متوسطة وكان الكبير من مصر قبل نحو الفي عام ، والغريب أنهم لم يطلقوا على أي من أسفارهم سفر ” الدخول ” لأنهم في الغالب يدخلون البلاد متسللين أو لاجئين واحدا تلو الآخر وفي تجمعات متكررة يمتهنون مهنا نوعية فلا تجد في المدينة الواحدة تجار ذهب أو فضة الا اليهود وحول تلك المهن يضاربون على الأموال ويقرضون الناس بالربا خاصة في المجتمعات التي تحرم الربا ، لان هذه بالنسبة لهم فرصة استثمارية كبيرة لا ينافسهم فيها أحد من اهل البلاد وكذلك فعلوا في البلاد الإسلامية التي يحرم الدين فيها الربا وفعلوا الشئ نفسه في طول ا,وربا وعرضها التي تحرم الكاثوليكية فيها الربا ، وبعد أن يمصوا بلا رحمة دماء الشعب الذي آواهم عند ” الخروج الأخير ” يبدأ أهل البلاد في الانتباه الى أنثي العنكبوت التي منحوها تأشيرة الدخول فقتلتهم جميعا ، فيقوم أهل البلاد بسن قوانين خاصة لليهود كحظر حركتهم بين المدن أو منعهم من التعليم أو فرض التعليم الإجباري عليهم كما حدث في روسيا القيصرية قبل الثورة البلشفية التي قادوها باقتدار ، أو فرض شارة خاصة يلبسونها أثناء تجولهم حتى يعرف الناس انهم يهود كما فعل ملك فرنسا لويس التاسع بتغريم كل يهودى لا يضع الشعار الأصفر على ثيابه بدفع غرامة قدرها عشرة فرنكات فضية أو السجن، ليكون هذا الشعار شكلا مميزا وتعريفا للناس باليهود المقيمين فى البلاد وهى إشارة مستمدة من لون البقرة التي أمرهم موسى بذبحها ، . أو منعهم من ممارسة مهن معينة خاصة المهن المالية وتجارة الذهب والفضة ، ثم يبدأ اليهود في الإحتيال على تلك القوانين المستحدثة ضدهم وينجحون في ذلك بذكاء مشهود لهم به ، وعندما يدرك أهل البلاد الحيل اليهودية الجديدة للإلتفاف على تلك القوانين التمييزية لا يجدون مناصا من اعمال آلة القتل فيهم وقد أعيتهم الحيل في التعامل معهم ، فتبدأ رحلة ” الخروج ” من جديد ، وهكذا لا تنتهي رحلاتهم بوطن أبدا فهم ” يدخلون ” من أجل أن ” يخرجوا ” ، أقاموا دولا وممالك استمرت قرونا ثم انتهت بخروجهم في كل مرة ، حتى أنه لتكرار الحدث فقد أصلوا له فقها توراتيا فقالوا أن الله حرم علينا إقامة دولة كما حرم الميتة وزواج الأخ من اخته يقول هذا الحاخام ديفيد وايز الذي يقول ان إقامة الدولة هي كفر وأن الله قد قرض عليهم عقوبة هي التيه وعدم الاستقرار وهى أمور ذكرت بالفعل في التوراة إلا أن ظهور الحركة الصهيونية كحركة قومية علمانية تجاهلت النصوص التوراتيه كعادتهم واستغلت الظرف الدولي الذي بدا بعد الحرب العالمية الأولى تواقا لخلق قضية كبيرة تشغل العرب عن قضية الإستقلال يستفرغون فيها جهدهم وينفقون عليها أموالهم وبينما يتحدث اليهود دائما عن فكرة يهودية الدولة يتجاهلون تماما نصوصا تحرم هذه الدولة وتمنع قيامها بالكلية لهذا يبدو واضحا أن الكيان اليهودي في فلسطين ليس كيانا دينيا وانما هو ملجأ كملاجئ الحروب تقيهم بطش الأوربيين الذين لم يترددوا ابدا في قتلهم وطردهم ، والحقيقة أن الدولة التي حكمها نبي الله داوود لم يرد لمكانها ذكر في القرآن الكريم فلم نعرف من القرآن موقعها ولا حتى من التوراة وقد بحث اليهود في كل شبر في أرض فلسطين لعلهم يجدون ثمة عملة تحمل اسم داود او سليمان أو يوشع أو أي رمز او كلمة يهودية فلم يجدوا وعندما احتلوا سيناء عام ١٩٦٧لم يبقوا فيها حجرا على حجر الا وبحثوا تحته لعلهم يجدون ثمة شيء يوحى بأنهم كانوا هناك وجلبوا البعثات العلمية من أوربا وأمريكا بعدتها وعتادها فلم يجدوا أي شيء يشير اليهم أو الى موسى عليه السلام ولا حتى حجرا عليه ثمة نقش يقول أن هؤلاء مروا من هنا وأقاموا بضع سنين ، وهنا ملأوا الدنيا كلاما بأنهم هم الذين بنوا الأهرامات …. ” الأهرامات مرة واحدة ؟ ” فلماذا اذا لم تبنوا ولو هرما صغيرا بارتفاع عشرة امتار في البلاد الجديدة التي خرجتم اليها ؟ أين رسومكم الهندسية ؟ هم ليسوا أهل حضارة ولا أهل بناء انهم فقط أهل تجارة ومال بل ان هناك نظريات حديثة لها ما يعززها تقول بأنهم لم يدخلوا فلسطين ابدا وأن مملكة داوود وسليمان كانت في اليمن ، هم دائما يشيرون الى باطن الأرض تحت المسجد الأقصى ويقولون هنا فقط ” هيكل سليمان ” لأنهم يعلمون أن المسلمين سوف يقاومون فكرة هدم المسجد الأقصى وهم يعلمون يقينا أنه لا تحت المسجد الأقصى هيكلا ولا هياكل من الأصل في أي مكان آخر فتضاريس التوراة ليست موجودة في القدس ولا في بيت لحم فليس في القدس جبال تحيط بها من كل جانب كما ورد في التوراة ثم ان كان هيكل سليمان تحت المسجد الأقصى فأين بنايات الملوك الذين جاءوا بعده ؟ ألا توجد قطعة معدنية واحدة في الدنيا تشير اليكم وانتم اهل الذهب والفضة والأموال ؟ ان هؤلاء يعيشون في حروب وهمية مع الشعوب التي لم يعرفونها ولم تعرفهم ، يحاولون خلق تاريخ من الخرافات والأحلام وجغرافيا من المغالطات والعدوان ، زعموا ان التوراة كتبت بالعبرية وهى بكل تأكيد كتبت بالهيروغليفية التي تحدث بها يوسف وتحدث بها اخوته مع عمال يوسف من المصريين عندما ” أذن مؤذن أيتها العير انكم لسارقون ، قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون ، قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم ، قالوا لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين ” ( سورة يوسف ) وقد أكد ذلك الدكتور فؤاد حسنين في كتابة ” التوراة الهيروغليفية ” ، ثم عاشوا في مصر اربعمائة سنة تكلموا فيهن اللغة المصرية القديمة جيلا بعد جيل حتى بعث فيهم موسى يتحدث بلغتنا التي كانت هي نفسها لغة مدين التي جاء اليها موسى هاربا من فرعون وملئه ، ثم خرجوا وكذلك خرجوا من كل بلد دخلوه من بعد ذلك لعنة من الله لعبادتهم العجل ورفضهم أوامر الله التي يهذب بها مالياتهم ويطهر بها أموالهم ويزكي بها تجاراتهم ، واليوم وبعد أن أقاموا دولتهم في فلسطين الحبيبة ومضى عليهم فيها ما مضى جاء وقت الخروج الذي يرى اغلب اليهود أنه يحدث بعد ثمانين عاما من عمر الدولة وبينما هم يخرجون يريدون أن يخرجوا سكان غزة من بيوتهم التي يسكنون فيها من بعد نوح عليه السلام وقبل أن يأتي إبراهيم واسحاق ويعقوب عليهم الصلاة والسلام ، يريدون أن يجعلوا الخروج خروجين خروجهم وخروج أهل غزة … اذن فهو ليس خروجا كبيرا فقط انه خروج اكس اكس لارج

زر الذهاب إلى الأعلى