مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : (طوفان الفرص الضائعه)

0:00

بتصرف من العنوان الذي اطلقه الدكتور مصطفي الفقي السياسي والمفكر المصري القدير “سنوات الفرص الضائعه” والذي كرس موضوع حلقاته المتلفزه للحديث عن فتره من تاريخ العرب الحديث بوصفه كان شاهدا من مركز صناعه القرار بحكم وظيفته.
ومن يومين التئم بالقاهره مؤتمر القاهره للسلام بدعوه من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وقد حضره ممثلين عن ٣١ دوله علاوه علي الامين العام للامم المتحده والامين العام للجامعه العربيه ورئيس مفوضيه الاتحاد الأوروبي وذلك لاثبات جديد لمواقف دوليه قديمه تجاه قضيه الشعب الفلسطيني العادله. وقديم وجديده الموقف يتمثل في :
_ نصف الكره الارضيه الغربي يتبني نفس مواقفه الداعمه لاسرائيل ويزيد باعتبار حماس ارهابيه
_ النصف الاخر من الارض يؤمن بعداله قضيه فلسطين فيما يشبه أضعف الايمان في تغيير المنكر بالقلب
_ العرب والمسلمون في الارض يرون ان القضيه الفلسطينيه هي قضيتهم ويطالبون بالحل وفقا لمرجعيات الشرعيه الدوليه القائمه اساسا علي قراري الامم المتحده الشهيرين ٢٤٢ و٣٣٨ الداعيان الي اقامه دوله فلسطينيه علي حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقيه.
النتيجه المحوريه والاهم للمؤتمر هو اعلان مصر برفض تصفيه القضيه بتهجير الفلسطينيين الي وطن بديل علي حساب مصر في سيناء وهو الطرح الذي تناولناه في مقال الاسبوع الماضي ووضحنا لاساسه وتاريخ طرحه ورافضه ،…… واذا كان الموضوع قد قتل طرحا من راس الدوله المصريه ومن كثير ممن كتب وناقش _فما جدوي طرحه مجددا؟ _… الجدوي هو ان فرقا بين تصريح في مقابله صحفيه وبين خطاب رئيس الدوله في مؤتمر دولي وبلهجه حاسمه وبحضور رئيس السلطه الفلسطينيه وممثلي الاطراف الداعمه لاسرائيل بما يعني ان رفض الحل علي حساب مصر امر بات ونهائي وتجاوزه قد يوقع الامور في اشكاليه اكثر تعقيدا.
المقدمه كانت عن الفرص الضائعه والتي تواتت مع الاتفاق الاطاري لاتفاقيه كامب ديفيد التي انجزها المرحوم الرئيس السادات وكرست حلا علي اساس مرجعيه القرار ٢٤٢ وضاعت الفرصه عقب رفض العرب الا قليلا في مؤتمر بغداد و مصداقيه الحل تمثلت في عوده اكتمال تحرير سيناء مع بقاء الاراضي الاردنيه والجولان واراضي فلسطين التي احتلت في ١٩٦٧ تحت وطأه الاحتلال، بعدها انجز الاردن اتفاقا غاب عنه الفلسطينيين فاسترد اراضيه وضاعت فرصه اخري،وعندما انخرط الفلسطينيين في مباحثات اوسلو ١٩٩٣ انجزوا اتفاق غزه _ اريحا الذي مكنهم من سلطه حكم ذاتي في الضفه والقطاع… بعدها انقسم الفلسطينيين بين فتح في الضفه وحماس في غزه بما شكل إهدارا لفرصه اتحادهم تحت لواء منظمه التحرير التي اقرتها اسرائيل ممثلا شرعيا معترف به للشعب الفلسطيني… الفرصه الاخيره التي اهدرت هي فرصه الواقعيه السياسيه لفهم المشكله وحلها من قبل حماس التي تبنت جهادا دعائيا وليس حقيقيا اسفر عن عده مرات تدك فيها غزه ويخسر الفلسطينيون اضعاف خساره اسرائيل ويتازم الموقف الفقدان المشفي والدواء والغذاء والماء وهو الامر الذي تحلل من يومين مواكبا لانعقاد المؤتمر وبعد اصرار مصري جازم صارم علي عدم عبور رهائن قبل دخول المعونات الي القطاع..
ويبقي الموقف المصري يواجه قدره الصعب ومسئوليته تجاه قضيه فلسطين باحثا عن فرصه حقيقيه وجديده للحل لعلها لاتصيع بفعل من صنعوا طوفان الفرص الضائعه.

زر الذهاب إلى الأعلى