مروان مصطفى يكتب : شعار الخيانة .. تحيا حماس ، وتموت غزة وسيناء هي الملاذ والامل

لقد خرج علينا خليل الحية في خطاب حنجوري ،يغطي فيه علي هزيمة حماس ، ويتغنى فيه بطوفان الأقصى ، ذلك الطوفان الذي اغرق غزة واباد شعبها ، واضاع سوريا ، وهدم حزب الله واغتال قادته ، واحُتل جنوب لبنان ، وحتي ايران كفيلتهم ومحركتهم اخُترقت اراضيها ودُمرت منشآتها وانُتهكت سيادتها .. وحتي مصر يهددون حدودها ..بعدما وسعت اسرائيل اراضيها وغيرت خارطة المنطقة.. ويقول الحية حققوا نصراً باهراً وانجازاً عظيماً
لم يجرؤ الحية على ان يخبرنا عن دوافع حماس الخفية والأسباب الحقيقية لتلك الحرب .. وهل كانت مغامرة غير محسوبة واستعراضاً لعضلات قادة الأنفاق وانقلاباً علي قيادات حماس الذين يعيشون في نعيم الخارج ورغده .. أم كانت مؤامرة بتوجيهات وتمويلات ايرانية لتعطيل وإفشال التطبيع السعودي الاسرائيلي ..أم كانت خطة اسرائيلية خبيثة توافقتم عليها ، لتوفير مبرراً دولياً وغطاءاً شرعياً لنتنياهو للتوسع وتغيير خارطة المنطقة ،وليتم احتلال غزة لإهدائها تمهيدا لترامب ..في مقابل تهجير اهل غزة ونقلهم للاستيطان في سيناء والسماح لحماس بانشاء امارة مستقلة يحكمونها هناك .وهو ما سبق ان تحدث عنه القيادي اسامة حمدان ورحب به .. وهم يرون ان سيناء افضل ملاذاً آمناً لحماس ولقادتها وهي المكان البديل الاقرب والافضل لأهل غزة ، وهي المكان الانسب لاستمرار اعمال مقاومتهم المزعومة ، ويتيح لهم فرصة التهرب من الضغوط الدولية لاقصائهم عن السلطة وتسليم اسلحتهم أو الانطواء تحت السلطة الشرعية الفلسطينية.
ولان الذكري تنفع المؤمنين فدعوني اذكر الحية واخوانه مناضلي القصور وفنادق وتمويلات الخارج وطائراتهم الخاصة التي يتنقلون بها .. بانهم لا يمثلون الشعب الفلسطينى الذي يتحدثون باسمه.. ولعلكم تذكرون كيف اغتصبتم حكم غزة بعدما قتلتم اخوانكم ابناء سلطتها الشرعية والقيتموهم من فوق الاسطح ، وكان نتنياهو هو الداعم والمؤسس الاكبر لكم والذي وفر لكم مرتبات شهرية تدفعها قطر دون حساب لكي يدعم الانقسام والانشقاق الفلسطيني ويضمن استمراره بما يقطع الطريق علي فكرة اقامه دولة فلسطينية مستقلة.
واسمحوا لي ان اتحدث بصراحة اكثر .. واذكركم بانكم تتاجرون مع الاحتلال باسم المقاومة .. وانتم علي مدار السنوات الماضية لم تحققوا اي نصر .. ولم تتمكنوا من تحرير شبراً واحداً من اراضيكم المحتلة .. بل علي العكس اضعتموها واهديتموها لإسرائيل ، وتسببتم في نكبات كثيرة لشعبكم الفلسطيني .. وكله باسم المقاومة .
لقد حان الوقت لان نكشف حقائق الامور التي تتعمدون اخفائها .. لقد تسببتم في اكبر نكسة انسانيه وعسكرية للشعب الفلسطيني وللعالم العربي كله … لقد ضحيتم بشعبكم المكلوم لأهداف خفية ومشبوهة .. وتركتموهم فريسة سهلة لعدو شرس بدون اي حماية او رعاية .. وتحججتم ان حمايتهم ورعايتهم هي مسئولية الامم المتحدة وليست مسئوليتكم ، وبنيتم مئات الانفاق .. ولم تقيموا لهم ملجأ واحداً يحميهم .. ولم توفروا لهم طعاماً او دواءً أو حتى شربة ماء .. بل تقومون بالاستيلاء على مساعداتهم الإنسانية بقوة السلاح .. وتسترزقون من بيعها لهم بأغلى الاسعار .. والاخطر لما أطلقتم رصاص بنادقكم علي صدورهم لتخويفهم واسكاتهم عندما خرجوا في تظاهرات اعتراضاً علي حكمكم وجبروتكم وطالبوا بطردكم من القطاع .
اين كانت نخوتكم وشهامتكم (التي ناشدتها في المصريين) وانتم تتركون المذابح ومصائد الموت تقتل مئات الجوعي والمشردين يومياً وانتم تشاهدونهم علي الشاشات في أماكن اقامتكم الفاخرة.. بينما تحرص انت شخصياً ووفدك المفاوضات علي مسايرة رغبة نتنياهو، وخطته لإطالة امد المفاوضات والمماطلة فيها حتي ينتهي الجيش الاسرائيلي من تجميع الغزاويين وحشرهم علي الحدود المصرية استعداداً للتهجير لسيناء .
عفواً يا حية .. ان المصريين الذين تناشدهم جميعاً .. يقفون على قلب رجل واحد خلف جيشهم العظيم .. انهم لم ولن ينسوا خياناتكم وطعناتكم في ظهرها وقت ثورتها ، ويتذكرون بكل آسف هجومكم علي سجونها واحتفالاتكم بتهريب مسجونيها ، ولن ينسوا مشاركه قناصتكم للإخوان المسلمين وقتل المتظاهرين من فوق اسطح العمارات بميدان التحرير ، ونحن دائما نترحم علي أرواح جنودنا الشهداء الذين قتلتموهم في ابراج حراستهم علي الحدود .. وما زلنا نذكر بكل الحزن الشديد أبناء شرطتنا الذين خطفتموهم ولم نعرف مصائرهم حتي الآن ولعلكم تذكرون وقائع الغدر التي فعلتموها في معبر رفح قبل اجتياحكم له.
ان مصر التي تشتمونها وتسبونها وتتهموها بالخيانة وحصاركم وتجويعكم هي الوحيدة التي وقفت بكل صلابة لإفشال مخطط التهجير، ودفعت من قوت ابنائها لتوفر لكم سيارات المساعدات التي تنهبونها وتحطمونها وتنكرونها ، وهي اكثر من تحملت واكثر من حاربت من اجلها واكثر من قدمت من دماء أبنائها الشهداء لنصرة قضيتكم .. وأنتم علي حالكم دوماً افتعال المعارك ، والمتاجرة بها والخيانة والمزايدة ونكران الجميل .
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب