صفوت عباس يكتب : ( التأمين الصحي الشامل.. أوراق ام علاج)

لا يلجاء البسطاء للخدمه الطبيه ترفا ولكن عندما تستحكم الامور ويشتد الالم ويسكنهم الوجع فلا إمكانية لديهم للفحوص الدوريه ورفاهيه الاطمئنان علي صحتهم _انهم _ يلجأون للطبيب عندما تخور قواهم ووتصبح عافيتهم بعافيه.
.. مع تطبيق منظومه التامين الصحي الشامل في محافظات المرحله الثانيه يوليو ٢٠٢٥ ( اسوان.. دمياط.. مطروح.. شمال سينا.. المنيا) استبشر الناس خيرا حسب الاشارات الاولي لانطلاق الخدمه من مباني ومرافق رائعه ومجهزه ولائقه ومعها حملات إعلامية علي ميديا الهاتف تشرح الخدمه وتحتفي بها ومع خدمات حجز موعد الخدمه عبر رقم هاتف مجاني ولو انه ممل.
.. صاحب الفرحه بانطلاق الخدمه صدمه خصم قيمتها والتي تصل الي ٧٪ من اجمالي المعاشات والاجور وهو رقم جد عظيم خاصه في الظرف الاقتصادي الحالي الذي اصاب وجع ووجع الجميع لكن قد يتلاشي وجع الدفع لو المقابل خدمه جيده.
.. من واقع تجربه شخصيه مع تطبيق المنظومه الجديده الامر نجد ان الامر احتفالي اكثر منه خدمه مغمور في بيئه فخمه من البني الاساسيه من مبان وتجهيزات متقدمه لكنه مخنوق كليا بمجموعه من الاجراءات.
المسار المفترض تدفق الخدمه من خلاله به اختناقات قد تحد من سريان سلس للخدمه وقد تعيق سريانها نهائيا عندما يملها المريض خاصه كبار السن واصحاب الحالات الحرجه فينسحبوا من المنظومه ويتمثل ذلك في تكرار عمليات تسجيل المريض بدايه من الامن الي كاونتر الخدمه الي الاستقبال الي إلطبيب الي محرر ايصالات دفع نقدي بنسبه من ثمن الدواء او الفحوص المعمليه والاشعه ثم الصيدلي (ورق في ورق) وهذا يغني عنه تسجيل واحد اليكتروني برقم مرتبط بملف المريض وتظهر في جميع النقاط.
.. موظفوا التسجيل والامن والخدمات المعاونه (عماله بنظام المقاوله) بعدد يفوق اعضاء الطاقم الطبي بما يعني التهام اجورهم لبند الاجور والاحري توجيهها للطاقم الطبي بما يزيد من جوده الخدمه ويحفز الجانب الأهم في المنظومه ويزيد ولائه وارتباطه مع الاحتفاظ بالجانب الاداري الذي يكفي للخدمه دون تكدس عماله مرهق.
.. مشكله الاحالات للاخصائي او الاستشاري مشكله تعقد المنظومه والمفترض تجاوزها بشكل تشغيلي وتنظيمي يحقق تواجد الاخصائيين بالوحدات ولو لبعض الوقت وحال الحالات الحرجه يتم بدء الخدمه من المستشفي المركزي او المتعاقد معه والنظام الإليكتروني كفيل بانجاز هذا.
ان يدفع المريض نسبه من ثمن علاجه او فحوصاته ينفي موضوع ان المنظومه في اطار تامين تكافلي تخصم اشتراكاتها علي كل المسجلين حتي من الذين عافاهم الله ولا يلجأون للخدمه. بمعني المواطن يدفع مرتين.
..سنوات التجربه قبل التشغيل الرسمي كانت كفيله بتلمس اوجه القصور والضعف والقوه في المنظومه والعمل علي تلافي القصور وتعظيم نقاط القوه في اطار الاجراءات التصحيحيه الذي تعتمده كل انظمه الجوده وان تخضع المنظومه لمراجعات دوريه للوصول لصيغه مرضيه للجميع قبل ان يصبح القصور الحالي ثقافه عمل صعب القفز منها
.. تبسيط الاجراءات احد المفاهيم الهامه في علوم و منظومه الاداره ويهدف الي دراسه خطوات العمل ومساره وحذف المكرر والمُعَطل منها واستبعاد غير الضروري، والمهنيون من غير المختصين بالتظيم الاداري والموارد البشريه غير قادرين علي تصميم نظام اداري ودورات مستنديه بكفاءة كبيره والمشكله الإداريه يلزمها بالاساس حلول اداريه، واعتماد الاوراق في زمن التكنولوجيا امر مستهجن رغم توفر التكنولوجيا امام كل افراد المنظومه وطلب مستندات جديده رغم ان القديمه كافيه ووافيه امر محل تساؤلات ويجب ايقافه.
.. المنظومه بطرفين مؤدي الخدمه ومتلقيها وحال اعتبار الطرف الثاني في حيز الاذعان سيخرجه من المنظومه فتصبح كالعدم.