مقالات الرأى

الجنرال عبد الحميد خليفة يكتب: يوماً سعيداً لنا .. حزيناً على الإسرائيليين

اليوم 30 مايو 2023 وعندما أقول 30مايو تنشط الذاكره فأتذكر يوم البطوله والفداء منذ 53 عاما مضت في يوم السبت 30 مايو 1970.
يوم البطوله والفداء لنا و الذل والإنكسار للإسرائيليين حيث كانت الجبهه المصريه الإسرائيلية مشتعلة وخاصة بعد إغاره الطيران الحربي الإسرائيلي الغادرة علي مدرسه أطفال بحر البقر بمحافظه الشرقيه في 8 أبريل 1970.
وكنت محظوظا عندما تم تكليفي بالعبور من نفس نقطة عبور الطيران الإسرائيلي بين محطة (الكاب ) و محطه (التينه) علي قناة السويس والقيام بعمل كمينا بزرع الألغام وقد تم إختيار نفس نقطة عبور الطيران الإسرائيلي حتي يكون ردا واضحاً علي إغارتهم الغادرة علي مدرسة الأطفال الأبرياء ببحر البقر بمحافظه الشرقيو وبعد أسبوعا واحداً في 16 أبريل 1970
وحتي تكون موجه الإنفجار عاليه فقد قمت بعمل مثلثا أضلاعه فتيلا متفجرا ورؤسه لغمان فوق بعضهما ( لكل ) رأس مثلث ليكون الإجمالى 6 ألغام مضادة للدبابات لتكون موجة الإنفجار عالية جدا و تتفتت الدبابة السونتريون الأولي و تصاب الثانيه بتلفيات بالغه ويقتل جميع من فيهما.
ولنجاحنا في هذه العمليه يتم تكليفي مباشره بعملية أخري أكثر تعقيدا حيث طلبت القياده ضرورة إحضار اسيرا إسرائيليا حيا ليمكن استجوابه لمعرفة نواياهم المستقبليه ، لذا تم اختيار أخي و دفعتي البطل محمد التميمي لينضم إلينا سندا وعزوة وليحل محلي في حاله استشهادي…وتم إختيار نفس النقطه بين محطة الكاب ومحطة التينه التي عبرت منها طائراتهم المغيرة علي مدرسة أطفال بحر البقر .
ومن عبقرية القيادة بالجيش وإصرارها علي نجاح المهمة فقد كلفت مجموعه أخري من اللواء 35 بالقيام بنفس المهمة بقياده البطل شعبان حلاوة وفي نفس التوقيت بين محطتي الكاب والتينة أيضا.
وبفضل من الله يتمكنوا من تدمير الدوريه الاسرائيلية و ينجحوا في الحصول علي أسيرا حيا ” بنحاس ديفيد ” ليقوم العدو بدفع جميع قواته لنفاجأهم بكمينا أشد شراسة وندمر ثلاث دبابات سونتريون وثلاث عربات مدرعة ونحصل علي أسيرا حيا (يائير دوري تسفي ) ونعود سباحة بمياة قناة السويس. وتتمكن مجموعه البطل شعبان حلاوه من الحصول علي أسيرا حيا ٱخرا ( بنحاس ديفيد) ليكون يوما سعيدا لنا و( حزينا ) علي الإسرائيليين ويطلبون متوسلين بواسطة امريكية وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية ما سمي “بمبادره روجرز” آلتي قبلها “الرئيس جمال عبدالناصر ” ليعد العدة للمعركة الفاصلة ولكن وافته المنية” رحمه اللّه واكرم مثواه” ليتولي الرئيس البطل محمد أنور السادات المسؤلية ليكون (خير خلفا لخير سلفا) وليعد العدة وبفضل من الله يتم إختيار” العاشر من رمضان ”السادس من اكتوبر 73″ موعداً ليوم الحسم.
ويتم اختيار مجموعتي ضمن مجموعات الأبطال للعمل “خلف خطوط العدو ” في ظروف صعبة وطبيعة قاسية ونتمكن بفضل من الله وببطولات جميع أفراد مجموعتي الأبطال و بمساعدة أبطال بدو جنوب سيناء من قبيلتي ” الحماضه والعليقات” (علي وعليان وصبحي وحسين أبو عبده) فقد تم تكبيد العدو أفدح الخسائر في الأفراد والمعدات ( ومما هو جدير بالذكر) أنضمام دفعتي وصديقي البطل مجدي شحاته إلينا فكان بمثابة عزوة لي وسندا في ظروف صعبة وطبيعة قاسية لنتمكن من التغلب علي مصاعب شديدة وطبيعة قاسية ونتمكن بفضل من الله عز وجل من التغلب علي جميع هذه الصعوبات والتحديات ونعود بما تبقي من المجموعه علي قيد الحياة متسلليين بين القوات الاسرائيلية ثم بين قوات البوليس الدولي التي كانت قد انتشرت بين الجانبين وعلي طول الجبهه ثم بين القوات المصرية لعدم معرفتنا “كلمة السر” لأنها متغيرة.
حتي نصل بفضل من الله إلي قواتنا الباسلة بعد قصه كفاح ” كتبت في كتبا” باللغة العربية واللغة الانجليزية حتي تكون مثلا و تذكرة للأجيال بإستمرار روح البطولة والفداء جيلا بعد جيل.
حفظ الله مصر وشعبها العظيم ورئيسها المخلص الامين مرفوعة القامة والهامة و بارك الله في أبنائها الأبطال سندا لها وعزوة وعونا لها وقدوة.

زر الذهاب إلى الأعلى