د.محمد نصار يكتب : رمضان .. شهر التقوى والغفران (1)
نعيش الآن روحانيات شهر رمضان المبارك .. ورمضان يعد مدرسة رائعة مليئة بالخير والهدى، ومن أهم هذه الدروس التي يحتاج إليها المسلمون الآن: الثورة والتغيير، لذا فإن محور هذا المقال سيكون عن تغيير الأرواح وانتفاضة الأجسام وحياة الأمة.
والذي يجب أن نبدأ به هو الحديث عن الأسباب الدافعة لهذه الثورة والانتفاضة، وذاك التغيير والتطوير. والحق أن هناك كثيرا من هذه الأسباب، ومن أهمها:
مكانة الشهر: وذلك أنه لا توجد مكانة لشهر من شهور السنة كشهر رمضان، فهو الشهر الذي اختصه الله بالذكر في القرآن، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185]، كما أن الله اختصه بكثير من الفضائل منها: نزول القرآن فيه، والتعبد لله بالصيام فريضة دون غيره، فضلا عن كثير من الفوائد سيأتي ذكرها في النقاط التالية.
ضعف العدو: وذلك أن العدو الأول (الشيطان) قد ضمن الله لنا ضعفه بالتقييد، روى البخاري ومسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ»، وهذا يعني أنها لا تخلص إلى الإغواء الذي كانت تصل إليه من قبل، أو أن ذلك التقييد يكون للمردة فلا يطلق إلا الصغار منهم، ومن تعبد لله بما في رمضان من عبادات كفاه الله شر هذه الشياطين.
إغراءات التغيير: كما أن هناك إغراءات لا تحصى من الأجور تدفع بالمسلم دفعا ليقوم بالتغيير والتطوير، ولم لا؛ والحسنات تتضاعف، وأبواب الجنة تفتح، والجنة تتزين، روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ».
وللحديث بقية إن شاء الله