د منجى علي بدر يكتب : حالة مجتمعية للتأمل
أنفقت الدولة أكثر من ٧ تريليون جنيه مصرى علي البنية التحتية ومنها الطرق والكباري ، وبالفعل حدثت نقلة نوعية كبيرة ومتطورة في معظم الطرق وخاصة في القاهرة وانتقل ترتيب مصر في الطرق من رقم ١٢٦ الي ٢٦ علي المستوي العالمي.
ألا أن السلوك البشرى والمجتمعي تعامل مع تطوير الطرق بسلوك يصعب توصيفه ولا مبالاه ومكابره يستحيل تفسيرها حيث تلاحظ عبور المشاه للطريق في غير الأماكن المخصصة للعبور ، وكذا التحدث في المحمول أثناء العبور ، وكأن قطاع عريض من المجتمع يرفض التطوير ويصر علي القديم ليس حبا في القديم ولكن رغبة في مقاومة الجديد والتعامل مع التطوير بفكر وسلوك غير مناسبين.
ويبذل رجال المرور قصارى جهدهم للتنظيم كما أن استخدام الوسائل الحديثة من رادار وخلافه لضبط السلوك وتنظيم المرور لم يردع أصحاب التوكتوك والموتوسيكلات والميني باص والباصات من الالتزام بالقواعد حتي عند مطالع ومنازل الكباري ، وعلي الجانب الآخر يتم التشديد علي أصحاب السيارات الملاكي الذين يتعاملوا مع فوضي الطريق بصبر كبير .
كما تلاحظ فوضى في ركن السيارات وانتقلت ملكية الرصيف لأصحاب المحلات ، وايضا الحق في المرور أولا لبعض بلطجية التوكتوك والموتوسيكلات ولعل كوبرى أكتوبر بالقاهرة خير شاهد علي معاناة أصحاب السيارات من سلوك الموتوسيكلات .
نحتاج لمزيد من الانضباط في شوارع المحروسة وتطبيق القانون علي الكبير والصغير دون تمييز ، مع البدء بحملة توعية للمواطن أولا ثم حوار مجتمعي للوقوف علي نقاط الضعف في المجتمع وتقويمها .
لقد زادت نقاط الاختناق المرورى بجوار بعض الأندية الكبيرة في بعض الأوقات ، ونظرا للقدرة المالية الكبيرة لهذه الأندية فقد يرى التنبيه علي مسئوليها بتشييد جراجات لروادها متعددة الطوابق تحت أرض النادي في أقرب وقت لمنع التكدس والقيام بدور مجتمعي ايجابي في المنطقة التي يتواجد بها النادي .
ان مصر الحديثة ومصر المستقبل تحتاج لتطوير البنية المجتمعية لكي تواكب التطوير ، وتستطيع المنافسة العالمية انتاجيا وسلوكيا وتنظيميا لكي تدخل مصر في مصاف الدول المتقدمة بإذن الله مع حلول عام ٢٠٣٠
————
وزير مفوض ومفكر اقتصادي/
عضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة
.