مقالات الرأى

د. هبه فؤاد تكتب : أمراض المجتمع

0:00

لا أحد يستطيع إنكار ما يعانيه المجتمع بكافة فئاته من أمراض مجتمعية لابد من الإعتراف بها أولًا حتى نتخلص منها، وهنا أنبه يا وأرجو رجاء شديدا أولياء الأمور وأوجه لهم كلمتى، لأن الحلول تأتى من المنزل وليس من الحكومة أو المدرسة أو غيرهم من الكيانات التى تحيط بأولادنا، فالبيت هو الكيان الذي يربي ويغرس ويحتوي ويتفهم ولذلك فأطالب الآباء بعدم الإنشغال عن الأبناء في مراحلهم الحياتية المختلفة، وأقول للآباء إن كل شيء يهون ويتضاءل أمام صحة الأطفال العقلية والنفسية والجسمانية، فهناك ابتلاءات لا تعوضها الماديات ولابد أن ننتبه إلى مشكلات وعقبات اللهث وراء المادة دون النظر إلى أهمية التواجد في حياة الطفل أو الإبن بشكل عام.
ما يحدث حاليا من تراخى واستسهال من جانب الآباء يضر بتربية الأطفال كثيرا، ولا يصبح أن يتواجد بيد كل طفل جهاز الموبايل الذى أعتبره أحد جنود الشيطان الرهيبة اذا ماتم إساءة استخدامه فهو يتسبب في كثير من المصائب والكوارث فلابد أن تتم مراقبة ومتابعة ما يجذب انتباه الأطفال من خلاله واستخدامهم له، وكلما يدرك وسمع وعرف ما خلفه انتشار تلك البرامج الشيطانية لتركيبات الصور والصوت والتى أصبحت أخطارها أقل ما يقال عنها إنها مفزعة وبالفعل يروح ضحيتها أطفال بريئة، بل وتخرب البيوت العامرة.
انتشرت الألعاب الإلكترونية التي تتسلل إلى عقليات أطفالنا ونحن لا ندري، ومنها ما يسيطر على عقول الأطفال بأفكار مدمرة تتسلل اليهم عبر أشكال وطرق جاذبة، ولذلك فعلى كل أب وأم ومسئول فى أسرة أن ينتبه ويراقب ويتابع وألا يترك الطفل بمفرده أوقات كثيرة مع هذه الأجهزة الحديثة بدافع الحصول على الهدوء والراحة لنفسه، فما لا يدركه البعض أن هذا الهدوء المؤقت والراحة الوقتية قد يصل بنا لتدمير اطفالنا إذا وقعوا فري لشياطين الألعاب المدمرة.
وهنا لابد أن أذكر الواقعة الفظيعة التي حدثت بسبب تنمر اثنين من الشباب الذين لم يعرفوا ابدا عن طريق أبويهم كلمات لابد أن نعلمها ونحفرها فى وجدان ابناءنا منذ الصغر مثل حلال وحرام وعيب ومايصحش وماينفعش وأعتبر من لا يعلمه أهله ذلك ضحية لهولاء الأهل، خاصة إذا كانوا يعيشون وسط مجتمع يعشق التنمر والتشهير والفضائح، فقد تسبب ذلك فىً انتحار طفله في الصف الثانى الثانوى بعد أن رفضت الانسياق لأشرار لا أخلاق لهم ولا دين، فقاموا بفبركة صور لها ونشروها في قريتهم وتناقلها أهل القرية بلا ضمير وبلا أخلاق وتعرضت البنت لتنمر رهيب ما دفعها للإنتخار والتخلص من مجتمع قاسي يدعي التدين الظاهري.
أوجه رسالتى لكل أب وكل أم وأقول لهم: صاحبوا أولادكم علموهم الفرق بين الحلال والحرام واغرسوا فيهم الأخلاق، ولا تجعلوا كل همكم التفوق الدراسي والدرجات فالأخلاق أهم بكثير والأعظم والأبقى هو بناء الشخصية.
أيضا لابد من التنبه لخطورة ظاهرة التنمر بأشكالها المتعددة، علموا أولادكم أن يتقبلوا الاختلاف ويتراحموا فيما بينهم، ولا يجب أبدًا علي الأب أن يستغل موقعه الوظيفي ويغرس في نفوس أبناءه التعالى والشعور بأنهم فوق المحاسبة لأنه بذلك يرتكب جرما شنيعا في حق أولاده قبل غيرهم

زر الذهاب إلى الأعلى