مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب: (المستريح)

0:00

منذ سنوات ليست بالقليلة وأنا أتابع ظاهرة جديدة على مجتمعنا ألا وهي ظهور مايسمى بالمستريح ومش عارف ليه إسمه كده ربما علشان بيكسب وهو مستريح وربما علشان بيلم فلوس كتير وبعدها يستريح بصراحة مش عارف السر في تسميته بذلك إللي يعرف يقولي في التعليقات؟

المهم أن هذه الظاهرة تعتمد على فكرة دفع مبالغ كبيرة على سبيل فائدة أو أرباح سميها ما شئت ويرجع هذا إلى أن هناك مئات الفتاوى من أشخاص ليس لهم أي صفة رسمية بتحريم فوائد البنوك وإعتبارها ( ربا) بالرغم من أن دار الإفتاء قتلت هذا الموضوع بحثا وأوضحت أكثر من مرة أن أرباح البنوك لاغبار عليها فهي تعاقد متفق عليه مقدماً بين البنك والعميل وان فكرة الربا تكون بين الأشخاص وليس المؤسسات وأنا هنا ليس بصدد مناقشة من منهم على صواب أولئك أم هؤلاء ولكن أرصد أحد أسباب مدخل المستريح للطماعين والمستريحين يلعبوا على هذا الوتر في مقابلة أشخاص طماعين لايرضوا بنسبة الأرباح من البنك أو البريد ويريد تحقيق مكاسب سريعة ؟

وهنا تلتقي رغبة( النصاب) المستريح مع الطماع صاحب المال إللي هو كمان عايز يكسب كتير وهو مستريح وتبدأ القصة الجميلة بين الإثنين بالحب والرضا ويدفع الطماع بكامل رغبته مبلغ من المال قل أو كثر للمستريح عن طريق وسيط بينهم يكون مصدر ثقة الطماع وغالباً ما يكون صديق أو قريب أو زميل عمل ويقوم المستريح بدفع الأقساط الأولى بانتظام حتى يثق فيه الطماع ويسيل لعابه ويدفع أكثر حتى يربح أكثر حتى لو أدى الأمر إلى أن يبيع أملاكه من عقارات أو أراضي أو تبيع ذهبها لو كانت سيدة !

وبعد فترة قصيرة يبدأ توقف الأرباح المتفق عليها ويختفي الوسيط والمستريح فجأة !!

وهنا تبدأ الصرخات والشكوى والبحث عن المستريح والوسيط بدون جدوى ويظهر الضحايا على الشاشات شاكين باكين متوعدين المستريح بالانتقام منه شر إنتقام ؟!

وتبدأ الشرطة في البحث والتحري وطبعاً المتهمين بيهربواخارج البلاد في معظم القضايا ولايتبقي إلا الوسيط الذي يمسك في خناقهُ الجميع وقد حدثت الكثير من حالات الإنتقام بين الطماع والوسيط وغالباً ما تضيع الأموال تحت شعار
(الطمع قل ما جمع)
أو
( طماع بني بيت فلسنجي سكن فيه؟)

وعتابي الأكثر على الشخص الذي يدفع نقود لشخص لعب عليه وحرك بداخله غريزة الطمع ولم يرضى بالقليل فضاع منه الكثير تحت شعارات براقة وفتاوي مضللة وللأسف الشديد أن هذه الأحداث تتكرر كل فترة في محافظة من المحافظات بعد أن يكون الإعلام بُحَ صوته للتحذير من هذه الحالات وكل الناس تتحدث في هذا الموضوع وبالرغم من ذلك هناك أشخاص قد ختم الله على قلوبهم لاأرى ولاأسمع إلا نفسي وعقلي وقُل طمعي وبصراحة شديدة أمثال هؤلاء الناس لايصعبوا عليا لأنه لولا طمعهم وجشعهم وتعجلهم في الكسب السهل السريع ما كان هناك مستريحين وكنا إسترحنا منهم ومن نصبهم .

وإلى أن نلتقي في مقال آخر أترككم في رعاية الله وحفظه

زر الذهاب إلى الأعلى