مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب: إصلاح الدراما والإصلاح الشامل

0:00

تابعنا جميعا حالة الاستنفار الشديد في مجلس الوزراء والحكومة وتعقيب الدكتور مصطفى مدبولي على توجيهات السيد الرئيس بخصوص إصلاح ملف الفن والإعلام في خطوات مبشرة وجيدة تهدف إلى إصلاح المجتمع بشكل عام وإن كنا نتمنى أن يكون ملف إصلاح الدراما والإعلام حلقة من منظومة إصلاح متكامل يشمل كافة قطاعات ومؤسسات المجتمع والدولة ويشمل أيضا كافة الملفات الأخرى.

 لا يختلف أحد على ضرورة وأهمية الفن والإعلام في التأثير على المتلقي وتكوين ثقافته وتشكيل وعيه العام ولكن السؤال المهم هل يمكن أن نصلح الفن والإعلام بدون أن نصلح بقية الملفات الأخرى ومنها على سبيل المثال ملف الحياة السياسية والبرلمانية هل يستطيع أحد أن ينكر مدى أهمية ملف الحياة السياسية والبرلمانية وجمود وتصلب هذا الملف ووقوفه عند اتجاهات احتكارية قوية وصلبة ومحددة تبعث على التشاؤم وتدعو إلى الابتعاد عن ممارسة الحياة السياسية والبرلمانية والمشاركة فيها هل ينكر أحد حالة الاحتكار الشديد في ملف الأحزاب على حزب واحد فقط نصب من نفسه واجهة الحياة السياسية والبرلمانية في مصر وأصبح الترشح على قوائمه من نصيب الأثرياء والأغنياء وعلية القوم فقط وصنع فجوة كبيرة بين الشارع المصري الحقيقي المكون من العوام والبسطاء والمثقفين والوطنيين الذين لا يملكون من الدنيا سوى وطنيتهم وحبهم لبلادهم وبين طموحهم في أن يمثلوا دوائرهم في الانتخابات البرلمانية أو المشاركة فيها . هل يستطيع أحد أن ينكر مدى جمود وترهل الكثير من الوجوه البرلمانية الحالية وتقليديتها الشديدة في الفكر والطرح والأداء البرلماني على مستوى الدوائر وعلى مستوى الدولة. هل يستطيع أحد أن ينكر أن ظهور الحزب الوليد المنافس للحزب المحتكر الأساسي وفي وقت قياسي هابطا من أعلى على الناس يدعو للقلق والحيرة ولا يعرف أحد مدى تقسيمات المساحة السياسية والانتخابات البرلمانية القادمة بينهما وما هو شكل الانتخابات البرلمانية القادمة بين هذين الحزبين.  هل ينكر أحد أننا في حاجة شديدة وملحة وعاجلة لتغيير كامل وشامل في ملف الأحزاب والحياة السياسية والبرلمانية في مصر وبما يتوائم مع متطلبات المرحلة ويلبي طموحات الشعب ويعيد الحياة والأمل والزخم إلى الحياة السياسية في مصر لقد أثبتت الأحداث الإقليمية الأخيرة والتفاف الشعب المصري العظيم حول قيادته مدى الوعي الوطني لدى المصريين وخوفهم الشديد على بلادهم والتفافهم حول قيادتهم وتماسكهم وصلابتهم في مواجهة أزمة من أشد وأخطر الأزمات التي واجهت الدولة المصرية وكان من إيجابيات هذه الأزمة أنها ارتقت بإحساس وشعور الوطنية وأظهرت مدى نقاء وأصالة هذا الشعب العظيم عند مواجهة المحن والأزمات مهما كانت ومهما بلغت من خطورة شعب بكامل أفراده وقطاعاته وتنوعه واختلافه في انتظار الأوامر لكي يتحول كله وعن بكرة أبيه إلى جيش يقاتل في سبيل الدفاع عن قيادته وبلاده هل يستحق هذا الشعب العظيم أن نرتد بوطنيته ومصريته وإخلاصه وحبه لبلاده ونقدم له حياة سياسية وانتخابية وبرلمانية تعود به وبآماله وطموحاته عشرات السنين إلى الوراء هذا الشعب الذي قدم وعلى استعداد أن يقدم روحه وكل ما يملك للدفاع عن بلاده ينبغي أن نكافئه بحياة سياسية وبرلمانية وانتخابية راقية تليق به وبوطنيته . هذا الشعب المصري العظيم وهؤلاء الشباب الذين أثبتوا إخلاصهم وانتمائهم لبلادهم ينبغي أن نقدم لهم حياة برلمانية وانتخابية تليق بطموحاتهم وتسبق أحلامهم لأنفسهم ولبلادهم وتصنع منهم قادة للمستقبل مؤثرين وفاعلين في مجتمعهم.

نريد أن نرى وجوها جديدة تمثل المصريين في الانتخابات القادمة والبرلمان القادم نريد أن نرى وجوها جديدة تبرهن على مدى التغييرات الكبيرة التي يجب أن تشمل ملف الحياة السياسية والبرلمانية والانتخابية القادمة نريد أن نرى تشريعات وقوانين تمنع أي مرشح من تمثيل دائرته في مجلس النواب أكثر من دورتين فقط لكي نفتح الباب للمنافسة السياسية الهادفة ونقضي على التوريث العائلي واحتكارات المقاعد البرلمانية لعشرات السنين ولو اقتضى الأمر بمنع أقارب المرشح السابق حتى الدرجة الرابعة من الترشح حتى نقضي على الاحتكار العائلي والقبلي ونقدم وجوها وأفكارا جديدة ونثري الحياة البرلمانية والسياسية .

لقد أثبتت الأزمات الإقليمية والدولية الأخيرة مدى الحاجة الشديدة إلى تماسك الجبهة الداخلية وقوتها وصلابتها في مواجهة التحديات الخارجية بل أثبتت هذه الأزمات الخطيرة أن تماسك وصلابة الجبهة الداخلية هو العامل الأساسي والرئيسي في المواجهة وهذا يفرض علينا أن نعمل على تقوية هذه الجبهة وزيادة صلابتها وتماسكها وإعادة تشكيلها استعدادا لمواجهة الأخطار المستقبلية ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا بإصلاحات كبيرة ومؤثرة وشاملة تشمل ملف الفن والإعلام والسياسة والحياة البرلمانية وملفات الدين والرياضة والتعليم والثقافة والمجتمع  و في مقابل ترتيب هذه الملفات وتنقيتها وإعادة صياغتها و تقديمها للمواطن المصري الذي هو ركيزة المواجهة في المستقبل تتنحى كافة الموائمات والتقسيمات والتشكيلات الانتخابية والبرلمانية القديمة والتقليدية والتي أصبحت وبشكل مؤكد تمثل عبئا كبيرا على الوطن والمواطن ولا تناسب تحديات ومواجهات وأخطار المستقبل تتنحى في سبيل تقديم مصلحة الوطن والمواطن وتقديم ملفات جديدة وقوية وعصرية نستطيع من خلالها أن نواجه العالم كله ونقدم الدعم والمساندة في مواجهة أخطار المستقبل مهما كانت

زر الذهاب إلى الأعلى