مقالات الرأى
مشيرة موسى تكتب ” راح فين الجمال “
الشتا جه … كل لحظة وانتم طيبين … بعد شوية مطر صغيرة جدااااااااا … الشجر اللى لسه فاضل عندنا بدأ ينتعش … فبدأ ينزل شوية من الاتربة اللى كتمة على لونه الاخضر ومخلياه مش عارف يتنفس … زمان واحنا فى المدرسة … يعنى من اكتر من ٥٠ سنة … كان عندنا جنينة جميلة … كان اسمها الجبلاية … كنا فى حصة الرسم بنروح هناك … ومطلوب منا ايه بأااااه … نشوف ونحس ونعرف ونرسم حاجة مبقتش موجودة للاسف اسمها ال ايه ” الجمال ” … تصوروا الروقان … مش عارفة اذا كانت الجبلاية موجودة لسه والا بنوها فصول … اخر مرة زورت المدرسة لقيتهم ما شاء الله بلطوا الملاعب … كان مطلوب منا وقتها نتعلم نقول ” الله ” … عند ناس تانية كنا بنسمعهم يقولوا ” دح ” على الحاجة الحلوة و ” اخ ” بكسر الالف أو ” اخيييه ” على الحاجة الوحشة … باقول كده ليه بأااااه … علشان احنا وصلنا لعصر ال ” اخييييه ” وال ” اخيييه جدااااااااا ” كمان … وانا ماشية باتفرج على العمارات … مش بس اللى على المحاور المختلفة … لا اللى فى قلب العاصمة ذات نفسها … لقيت ان كل العمارات … حتى الجديدة منها … شكلها بأااااه وحش جدااااااااا … هو احنا مال ذوقنا بأااااه وحش كده … هو أصحاب العمارات بطلوا يستعينوا بمهندسين … ولا المهندسين هما اللى ذوقهم بأااااه بلدى كده لمواخذه … العمارات … وحتى الحاجات اللى اشبه بالقصور المسخوطة فى المجتمعات الجديدة … شكلها قبيح … وقبيح جدااااااااا كمان … ليه كده … مصرى على رومانى على اسلامى … حاجة كده ملهاش اى علاقة ببعض … ليه ” كده سمك لبن تمر هندى ” … طبعا مش باتكلم على الحاجات المبنية جوه الاسوار … ولو ان برضه فى كلام عليها … كنا زمان نمشى فى الشارع نقول الله ” شوفوا العمارة الجميلة دى ” … شوفوا السور الحديد الحلو ده … شوفوا الدرابزين الحلو ده … شوفوا الاسانسير الحلو ده … شوفوا بير السلم حلو ومنور ازاى … عنينا كانت بتشوف وتقدر الجمال … دلوقتى معظم العمارات للإسف مبنية بالطوب الأحمر الكئيب … ومعظم العمارات عاملة زى علب الكبريت … واجهة بدون معالم … شبابيك صغيرة جدااااااااا … مش كافية لانارة اوضة اثنين فى اثنين … عايزة اقول لكم حاجة … كان زمان عندنا حاجة بينها اندثرت زى الديناصورات … كان اسمها البلكونة … أو التراس … دى حاجة كانت بتكشف لك عن شخصية السكان … بلكونات الواجهة كان لازم يكون فيها زرع … وساعات قفص عصافير … لكن الأكيد كان لازم يكون فيها على الأقل كرسيين لأصحاب المكان لزوم شاى العصارى … طبعا كان فى بلكونات جانبية علشان الغسيل وما يمنعش تلاقى فيها رابطة توم متعلقة … لكن خلينا فى بلكونة الواجهة … الله الله الله … احنا عمارتنا كانت بتبص على شارعين رئيسيين فى مصر الجديدة … بلكونة الواجهة كانت كبيرة … اكبر من اوض اليومين دول … كنا ساكنين فى الدور الخامس … والشارع كبيير … وقدامنا تلات فيلات بجناين … يعنى مش مكشوفين خالص … كان ميعاد شاى الساعة خامسة ده مقدس …يعنى قبل ابويا ما ينزل مكتبه … وقت تجمع العيلة والكلام والضحك والمصارحة … حاجة كده زى ” كيف كان يومكم ” … اما البلكونة اللى على الناصية … فكانت البلكونة اللى ابويا بيشرب فيها قهوة الصباح … وكان فى بلكونة تالتة فى اوضة اخواتى الصغيرين كان فيها منشر … قبل ما أهلى يقرروا استخدام المناشر الداخلية … دلوقتى كل ما اعدى عندها ازعل … تقريبا فى كوبرى قرب يدخل فى الدور الرابع … والعمارة كلها تقريبا بتغطيها لافتات كتيييييير بأسماء الدكاترة … مش عايزة كل ما اتكلم الشباب يفتكرنى جاية من زمن اندثر … لكن والله كان فى وقت كبييييير كنا بنقول فيه ” الله ” على حاجات كتيييييير جدااااااااا … نسيت اقول لكم كمان انه كان فيه عربية بتعدى كل يوم بترش مية وتنظف الشارع … كده اكيد انتم بتقولوا فى سركم … الست دى عجوزه جدا جدا جدااااااااا …