محمد محمود عيسى يكتب : ولماذا لا يعود الدكتور طارق شوقي وزيرا للتعليم – 2
هل الدولة لديها تخوفات معينة من تطوير التعليم؟ هل الدولة لا تؤمن بأهمية التعليم في تطور وتقدم البشرية؟ هل ترى الدولة أن التعليم مسألة ثانوية وليست بذات الأهمية التي يراها وينظر إليها الخبراء وأهل العلم والاختصاص؟ هل مسألة تطوير التعليم تخضع لاستراتيجية دولة وخطط بعيدة المدى أم أنها تخضع لأهواء القائمين على الأمر؟ هل وصلت أصداء العملية التعليمية القائمة الأن وما حدث خلالها من ممارسات مختلفة على مستوى الأداء في المدارس وممارسات دولة السناتر والدروس الخصوصية ومدارس المجاميع الملاكي إلى القيادة السياسية؟ وهل تتوافق هذه الممارسات مع فكر وطموح وتطلعات الجمهورية الجديدة؟ تابعت كما تابع غيري إعلان السيد وزير التربية والتعليم لاستراتيجية التعليم وحينما تطالع هذه الاستراتيجية ينتابك شعور غريب وبين الصمت والذهول والصبر والتسليم تقرأ كلاما منمقا جميلا مملوء بالصور الجمالية ويزخر بالكثير من المشاعر والأحاسيس تقرأ كلاما باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله الضباب تعالوا أقرأ معكم بعضا من فقرات هذه الاستراتيجية الجميلة ” الخطة الاستراتيجية للوزارة تستهدف التغيير الجذري في منظومة التعليم بهدف الإصلاح الشامل وبناء رؤية واضحة الملامح “
” لا تطوير للتعليم بدون قناعة أولياء الأمور ” يا فندم أولياء الأمور بعتوا ولادهم من الشهر الماضي إلى السناتر والدروس الخصوصية
” هناك حلول جذرية لنقص الفصول في المدارس وهو ما يصنف في الاستراتيجية بعنصر الإتاحة بحيث تكون هناك مدارس تستوعب كل الطلاب بجميع الصفوف ” والسؤال هل تواصل السيد الوزير مع الإدارات التعليمية لمعرفة كثافات الصفوف في المدارس مع بداية العام الدراسي الجديد والتي من المقدر أن تصل في بعض المدارس إلى 60 و70 طالب في الصف والمتبقي على بداية العام الدراسي أياما معدودات
” لابد من تسليح الطلاب بالمهارات والجدارات وهو ما يتم حاليا في التعليم الفني ” ياريت حد من العاملين بالتعليم الفني يرد على المهارات والجدارات
” إذا زاد العبء المعرفي فإن تشغيل المخ سيقل ولابد من التركيز على المفاهيم الكبرى لإعطاء مساحة أكبر للطلاب للتفكير والوصول إلى التفاصيل “
( سلم الأمر إلينا تجدنا نحن أولى بك منك )
وفي المقابل تعالوا نروح في حة تانية خالص ونقيم الأمور بمفهوم دولي متخصص
أولا – في 12 مايو 2019 صرحت منظمة اليونسيف في بيان رسمي قائلة : استراتيجية التعليم الجديدة ( التي يقودها الدطتور طارق شوقي في ذلك الوقت ) ثورة معرفية مصرية “
ثانيا – في 28 من سبتمبر صرح الدكتور طارق شوقي قائلا : إن إشادة الأمم المتحدة بالتجربة التعليمية في مصر كانت أمرا جيدا مشيرا إلى أن كافة المؤسسات الدولية المهتمة بالتعليم أشادت بالتجربة المصرية وعلى الجميع أن يكون سعيدا بالتقدم المصري ” وأضاف وزير التعليم أن المنهج المصري يطلب للتدريس من بعض الدول
ثالثا – الثلاثاء 20 من أكتوبر 2020 النائب فؤاد اباظة: إشادة اليونسكو بتجربة مصر في التعليم دليل على نجاح المنظومة
رابعا – الأحد 8 من شهر مايو وزير التعليم الدكتور طارق شوقي: المؤسسات الدولية تنصح العديد من دول العالم بالاقتباس من التجربة المصرية
خامسا – 27\13\2020 البنك الدولي يشيد بالتجربة المصرية المتعلقة بتطوير التعليم كما طالب البنك الدولي من وزارة التربية والتعليم في مصر تنظيم مؤتمر تعزيز التعلم في الشرق الأوسط وإفريقيا لكي تتعرف الدول على قصة النجاح التي حققتها مصر في هذا المجال
سادسا – شهد عام 2020 تقدم مصر 11 مركزا في التعليم ما قبل الجامعي في مؤشر المعرفة العلمي دوليا
هناك فاارق كبير بين الإنجازات العلمية الدولية المتخصصة وبين الكلام المنمق الجميل والبعض يعرف مدى صرامة ودقة معايير التحكيم والتقييم الدولية وخاصة في مجالات العلم والتعليم نعم لم تكن تجرية الدكتور طارق شوقي ناجحة على أرض الواقع كما ينبغي ولكن كانت التجربة تحتاج إلى التعديل إلى المساندة والدعم وتوفير الإمكانيات المالية والمجتمعية الكبيرة لكي تنجح نجاحا كاملا كانت تجربة الدكتور طارق تحتاج إلى اعتبارها المشروع القومي الأول للدولة قبل أية مشروعات أخرى كانت تحتاج التجربة الى تعديل أو إلى تصحيح أخطاء في التطبيق على أرض الواقع كانت تحتاج إلى رفع وتصحيح حالة الوعي لدى المجتمع كانت تحتاج إلى تقديم الحماية الكافية واللازمة للتجربة وللدكتور طارق شوقي كانت تجرية الدكتور طارق شوقي تحتاج إلى حمايتها من دولة الدروس الخصوصية ومن مافيا الامتحانات كانت تحتاج إلى حمايتها من الخلايا النائمة داخل ديوان ومقر وزارة التربية والتعليم وفي داخل كل المدارس المصرية والتي كانت تخاف من نجاح واستمرارية هذه التجربة خوفا من العلم والنور الذي سوف يقضي على بيئات الظلام والجهل التي تنتعش وتنمو فيها هذه الكيانات وخوفا من انتشار مناعات التفكير والتحليل والتأمل والاستنتاج والقبول والرفض والذي كان سوف يقضي على احتلال السمع والطاعة ويبعث الحياة في العقول التسليمية التي تحللت وأصبحت عظاما نخرة تجربة الدكتور طارق شوقي كانت تستحق الحماية من أطراف كثيرة كانت تخاف من استيقاظ العقل المصري الشاب وانطلاق القوة العلمية العظمى المصرية داخل وخارج مصر تجربة الدكتور طارق شوقي كانت تستحق الحماية من رعاة أغاني المهرجانات وأصحاب دعوات انفلات وفوضى سلوكيات الشارع المصري تجربة الدكتور طارق شوقي كانت تستحق الحماية من تجار الدين والتطرف والتشدد ومافيا التكفير وبارونات الإرهاب الفكري تجربة الدكتور طارق شوقي كانت تستحق الحماية من الشلل التي تضع يدها على الثقافة في مصر والتي جعلت كل مبدع يكره موهبته ويخاصم إبداعه وبدلا من أن يفخر ويسعد بموهبته جعلته يكرهها وكأنه ولد بعيب إبداعي تجربة الدكتور طارق شوقي كانت تستحق أن تكون مشروع الجمهورية الجديدة الأول والأكبر والأقوى والمشروع الذي كان سيذكره التاريخ بعد عشرات السنين أنه المشروع الذي أعاد مصر إلى ريادتها وأعاد الريادة إلى مصر والسؤال الأخير هل يمنع القانون أو الدستور عودة الدكتور طارق شوقي مرة أخرى وتوليه وزارة التربية والتعليم وتكملة مشروعه وتجربته التعليمية الرائدة والمميزة هل تمنع الأعراف والتقاليد السياسية من عودة الدكتور طارق شوقي مرة أخرى ؟ ألا تستحق مصر وشباب مصر العودة عن الاختيار الخطأ وتصحيح الأوضاع وإنقاذ التعليم في مصر من مصيره المجهول؟