مقالات الرأى
أحمد فرغلي رضوان يكتب : ماما وبابا..معاناة المشاهدة

0:00
أسوأ كابوس ممكن يواجه صناع فيلم هو أن يجدوا نفر من الجمهور يغادرون أثناء عرض الفيلم. حدث أثناء مشاهدة فيلم “ماما وبابا” كان يجلس أمامي سيدة وزوجها ومعهما اثنان من الأبناء مع ظهور الاستراحة وجدتها تقول بصوت مسموع “الحمدلله” ثم خرجوا ولم يعودوا عقب الاستراحة!! شعرت وأنا أشاهد الفيلم أن هناك ثم تضارب في الأفكار بين صناع العمل خلال ورشة الكتابة! ما بين تقديم فكرة احتماعية تعالج مشاكل أسرية وبين فكرة فانتازيا كوميدية صريحة غير واقعية ! السيناريو حاول الحديث عن المشكلات الأسربة من خلال فكرة فانتازيا كوميدية، لذلك جمهور الشباب في قاعة العرض لم يرحبوا بهذه الغكرة كما لاحظت ! حتى نقطة التحول الرئيسية في سيناريو الفيلم الذي أخرجه أحمد القيعي لم يوضح الفيلم سبب تحول البطلين سوى إنه حدث فجأة في “بيت المرايات” بالملاهي !! ما هذا السبب الساذج !! كان ممكن ونحن في عام 2025 أن يكون سبب علمي أكثر ذكاء ! يقنع الجمهور، أو مثلا أحد البطلين يدخل في حلم وتكون الأحداث خلال هذا الحلم. المشكلة بالنسبة لي بعد مرور بعض الوقت لم أقتنع بالثنائية بين ياسمين رئيس ومحمد عبدالرحمن بالمناسبة الاثنان يملكان موهبة ومن الممثلين المفضلين لي ولكن الثنائية غير مناسبة كان يجب تغيير أحدهما لأنه لم يكن هناك كيمياء واضحة وكذلك الشخصيات التي يجسدونها لم يقنعوني بها رغم مجهودهما في صناعة كوميديا من خلال ردود أفعالهم في عدد من المواقف. السيناريو غير مقنع منذ بداية الأحداث التي كانت تقليدية وغير جذابة زوجان فجأة يريدان الإنفصال وكأن صناع الفيلم اعتمدوا فقط على الحدث الرئيسي والتحول الذي سيحدث !! معتمدين على المفارقة الكوميدية من تبادل الأدوار بين البطل والبطلة والكوميديا الناتجة عنه، لا يهم وجود دراما مقنعة أو تفاصيل للشخصيات ! وكما حدث التحول في بيت المرايات في البداية حدث في النهاية كيف لا نعرف !؟. للأسف حتى الكوميديا المعتمدة على أسلوب المفارقة كانت فقيرة في العمل أو هكذا ظهرت مع أداء البطلين ربما البطل الثاني محمد المحمدي قدم أداء كوميدي لافت. وهنا لو قارنت هذا الفيلم مع فيلم أخر يحمل نفس الفكرة تقريبا وهو فيلم “بنات العم” ستكون ليس في صالحه بشكل كبير بسبب تفوق الثاني في الكوميديا. أيضا كادرات التصوير بها مشكلة مثلا في بداية الأحداث هناك كادر كان غريب وعجيب للممثلة وئام مجدي لدرجة وجدت بعض الجمهور يضحك من شكل الكادر ! يحسب للفيلم محاولة الحديث عن المشكلات الأسرية والطلاق وتأثيره على الأطفال وتحمل الأب أو الأم المسؤولية ، رسالة انسانية جيدة وكان ممكن صناعة فيلم اجتماعي للأسرة بعيدا عن فكرة التحول “الساذجة” فلم يتم صناعة فيلم اجتماعي أو فيلم كوميدي وظهر العمل “مشوش” هكذا ! بالنسبة لعنصر التمثيل ياسمين رئيس ممثلة موهوبة جدا ولكن لديها مشكلة في اختيارتها السينمائية ولا أعرف لماذا ؟! هو من أضعف أدوارها في السينما. أما محمد عبدالرحمن حاول قدر الإمكان استغلال مهارات الكوميديا لديه ولكن المواقف لم تساعده كثيرا محمد المحمدي من ابرز الممثلين في هذا العمل وممثل جيد أما وئام مجدي مجرد حضور دون تأثير . ملاحظة أخيرة فيلم “ماما وبابا” هو الفيلم الجديد الوحيد الذي لم يعتلي الايرادات اليومية مع بداية عرضه واستمر ما بين المركزين الثاني والثالث في الأسبوع الأول لعرضه. تقييمي للفيلم 5 / 10