مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب: انتخابات وشيوخ لا تليق

0:00

انفض مولد انتخابات مجلس الشيوخ بكل ما له وما عليه وانتظرنا أن يحدث تجديد في أسلوب وطريقة الانتخابات بداية من أول اختيار المرشحين نهاية بعملية التصويت وانتخاب المرشحين وبداية كنا نطمح أن يتم إلغاء انتخابات مجلس الشيوخ حتى هذه الدورة فقط توفيرا وترشيدا للنفقات والمصروفات التي تصاحب العملية الانتخابية بداية من تبرعات المرشحين للأعمال الخيرية والوطنية ومرورا بميزانيات الدعاية الانتخابية وانتهاء بميزانيات الصرف والانفاق على اللجان الانتخابية ومكافآت أعضاء اللجان المشرفة على العملية الانتخابية ووصولا إلى المرتبات والمخصصات المالية والعينية لأعضاء مجلس الشيوخ الذي لا يملك صفة التشريع والرقابة .

 كنا نتمنى أن يتم تأجيل هذه الدورة فقط وذلك حتى تتعافى مصر اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا ويتم توفير كل هذه النفقات وتوجيهها إلى وزارات وميزانيات كثيرة جدا في الدولة تحتاج إلى زيادة الإنفاق حتى تؤدي دورها في خدمة المواطن وتحسين مستوى معيشته وأول هذه الوزارات التعليم والصحة تخيل معي لو وجهت الدولة كل نفقات مجلس الشيوخ من أول مصروفات الترشح وحتى مرتبات ومخصصات الأعضاء المالية على مدار دورة انتخابية كاملة تخيل كل هذه النفقات والتي تصل إلى عشرات عشرات الملايين تم توجيهها إلى اختصار المدى الزمني لتطبيق مشروع التأمين الصحي الشامل واختيار عدة محافظات في مرحلة من مراحل التأمين الصحي الشامل وتوجيه هذه الأموال والإنفاق والمرتبات والمخصصات المالية لرفع كفاءة المستشفيات والمراكز الصحية وضمها إلى مشروع التأمين الصحي الشامل أيهما أجدى وأنفع للدولة والحكومة والمواطن علاج المواطنين من الأمراض والإسراع في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل أم مجلس الشيوخ تخيل معي لو وجهنا أموال مجلس الشيوخ كلها من بدايتها إلى نهايتها في بناء مجموعة مدارس في أكثر المحافظات زيادة في كثافة الفصول تخيل معي كم مدرسة نستطيع بنائها بأموال انتخابات مجلس الشيوخ ونعود ونسأل أيهما أجدى وأنفع للمواطن وللدولة والحكومة مجلس الشيوخ أم بناء مدارس لنشر العلم ومكافحة الفقر تخيل معي كم مدرسة تكنولوجية من الممكن أن تقوم الدولة ببنائها بميزانيات ونفقات مجلس الشيوخ . تخيل معي كان من الممكن أن تعيد الدولة مشروع القراءة للجميع بطبع الكتب وتوزيعها على مكتبات المدارس والمكتبات العامة وإنشاء مكتبات في الحدائق العامة ومحطات القطار ومحطات المترو وساحات الجامعات والمدارس والأندية أيهما أجدى وأنفع مكتبة عامة تنشر الثقافة والفكر وترتقي بالوعي والسلوك أم مجلس الشيوخ

 المقارنات كثيرة ولكن الأولويات في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها تحتم علينا اختيار مصلحة المواطن والدولة والحكومة وفي ظل ظروف اقتصادية قاسية يتحمل المواطن الجزء الأكبر منها وما زال يتحمل وتحمل المواطن يستدعي المشاركة الكاملة في تحمل الصعوبات وتوفير النفقات وإعادة توجيه النفقات والمصروفات بحكمة ورشد وأول من يجب عليه تحمل المسؤولية في ترشيد المصروفات والنفقات هي الدولة والحكومة قبل المواطن كان من الممكن الاكتفاء بمجلس النواب فقط هذه الدورة الانتخابية حتى يتم اكتمال منظومة الارتقاء بمستوى معيشة المواطن وتحسين ظروف معيشته وحصوله على خدمات الدولة بمستوى لائق بالمواطن والحكومة

ومع كل ذلك تمت العملية الانتخابية ولا يوجد سبيل للتراجع ولكن مع كل ذلك كنا نتمنى أن تتم العملية الانتخابية بشكل لائق بالدولة والمواطن خاصة بعد الظروف الإقليمية شديدة الخطورة التي تحيط بمصر من كل جانب وظهور مدة قوة ومساندة المواطن المصري ووقوفه بجانب قيادته ودولته في أداء عكس مدى قوة وصلابة وتماسك الشعب المصري واستحالة اختراقه وتفكيكه وتوجيهه ضد دولته هذا المواطن المصري بدوره المميز في وقوفه بجانب دولته وظهور وعيه الراقي في تفهم كل الظروف والمؤامرات المحيطة كان يستدعي من الدولة أن تقدم له عملية انتخابية راقية تليق به تليق بوعيه تليق بوطنيته تليق بصلابته تليق بقوة تماسكه وتوحده تليق بمساندته ودعمه لدولته وكل ذلك كان يستدعي أن يكون هناك تجديد في الأسلوب والأدوات وإدارة العملية الانتخابية بكاملها بداية من طريقة اختيار المرشحين ووصولا إلى إدارة عملية التصويت والانتخابات لكن أن يكون هناك إصرار على استخدام نفس الأدوات والأليات القديمة والتي لم تعد تناسب المرحلة الحالية ولا تتماشى مع زيادة حالة الوعي عند المواطنين فهناك خطأ كبير وسوء تقدير وإصرار على الرجوع إلى الخلف وإصرار أكبر على تحدي المواطنين وعدم الاعتراف بالواقع الجديد والمتغير والذي لابد أن يفرض طرقا وأدوات وأساليب جديدة على كل من يديرون العملية الانتخابية هناك سلبيات كثيرة لابد أن يتوقف عندها متخذ القرار ومن يديرون الانتخابات خاصة وأننا مقبلون على انتخابات مجلس النواب بعد شهور قليلة فهل سيكون أيضا إصرار على استخدام نفس الأساليب والأدوات ونفس طرق إدارة الانتخابات أم سيكون هناك شكل جديد ومختلف وعصري ووطني راقي يليق بالوطن والمواطن ويعطيه الأمل في التغيير والمستقبل أم اننا سندور في دائرة مفرغة

زر الذهاب إلى الأعلى