مقالات الرأى

محمد رياض ليس مجرد رئيس مهرجان بل رجل صدق المسرح ..وعليه البقاء ليحقق الحلم .. بقلم:أنس الوجود رضوان

0:00

يتميز المسرح المصرى بتنوعة فى العروض ،واصبح المهرجان القومى للمسرح المصرى وسيلة لتشجيع حركة التأليف المسرحى،وإكتشاف نصوص جيدة، من خلال العروض ،التى لاقت نجاحاً كبيراً
وحين تولى الفنان محمد رياض رئاسة المهرجان ، لم يكن مجرد فنان يتسلم منصباً إدارياً، بل كان عاشقاً للمسرح جاء ليمنح المهرجان روحاً جديدة، ويعيد إليه هيبته وبريقه، وهو ما تحقق بوضوح خلال الدورات التي ترأسها، وخاصة الدورة الثامنة عشرة التي اختتمت فعالياتها أمس بالمسرح الكبير ، بحضور نجوم الفن والشخصيات العامة والمشاركين فى الفاعليات وكرم المهرجان خلال حفل الختام نجوم المسرح الذين أثروا الساحة الفنية
ونجح محمد رياض في توسيع قاعدة المهرجان جغرافياً وثقافياً، حيث خرجت فعالياته إلى محافظات مختلفة، في خطوة غير مسبوقة تؤكد إيمانه بأن المسرح فن الشعب كله، وليس حكراً على العاصمة. ولم يكن هذا الإنتشار عشوائياً، بل جاء ضمن رؤية واضحة لتحقيق العدالة الثقافية، وهو ما لاقى ترحيباً واسعاً من جمهور الأقاليم والفرق المسرحية خارج القاهرة.
كما تميزت هذه الدورة بـتنظيم محترف ،ومركز إعلامى متمكن، وتنوع في العروض، وانضباط في الجداول الزمنية، إلى جانب الندوات الفكرية الثرية التي أعادت للمهرجان دوره التنويري. أما تكريم رموز المسرح، فكان إنصافاً مستحقاً لجيل أعطى الكثير دون أن يُسلط عليه الضوء الكافي من قبل
ورغم هذا النجاح اللافت، فاجأنا محمد رياض بإعلان أن هذه الدورة ستكون الأخيرة له في رئاسة المهرجان، مؤكداً أنه “أوفى بما وعد”، وأنه يترك المكان لغيره
لكن الواقع أن ما أنجزه محمد رياض بحاجة إلى استكمال، وأن تجربته لا تزال في بدايتها، وأن وجوده على رأس هذا الحدث المسرحي القومي صار ضرورة لا خياراً.
لقد منح محمد رياض المهرجان وجهاً حضارياً، وصوتاً حقيقياً للفنانين، وجسراً بين الأجيال، وأعاده إلى مكانته التي يستحقها بين المهرجانات العربية
من هنا، فإن الدعوات الصادقة تتوالى اليوم من العاملين بالمسرح، ومن الجمهور، ومن النقاد، بل ومن الفنانين الذين شاركوه الطريق، بأن يبقى، لا لشيء إلا لأنه يملك القدرة على أن يُكمل المشوار، ويحمل في قلبه رؤية، وفي عقله خطة، وفي ضميره حباً للمسرح لا يُشترى ولا يُباع
المهرجان القومي للمسرح المصرى يحتاج محمد رياض، مثلما يحتاج المسرح المصري إلى من يؤمن به، ويدافع عنه، ويقوده بصدق.

زر الذهاب إلى الأعلى