مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : (بلد العُميان )

0:00

أصدقائي وقرائي الأعزاء أعيد عليكم نشر قصة بلد العُميان حتى نتذكرها جميعا لكي لانفعل مثل ما فعل أهالي بلد العُميان ٠

هذه قصة خيالية للروائي العالمي هربرت جورج ويلز والتي تم نشرها لأول مرة عام 1936 ومازالت تنشر للآن وملخصها الآتي

ظهرَ في يوم منَ الأيام مرض غريب أَنتشرَ في قرية نائية معزولة عن العالم بجبال الأنديز في قارة أَمريكا الجنوبية فأصابَ المرض سُكان القرية بالعمىٰ .

ومنذُ تلك اللحظة أَنقطعت صلتهُم بالخارج ولم يغادروا قريتهُم قط تكيفوا مع العمىٰ وأَنجبوا أَبناء عُميان جيل بعدَ جيل حتىٰ أَصبحَ كُل سُكان القرية من العُميان ولم يكُن بينهُم مبصر واحد .

وذات يوم وبينما كانَ متسلق الجبال (نيونز) يمارس هوايته أَنزلقت قدمه فسقطَ من أَعلىٰ القمة إِلىٰ القرية لم يُصب الرجُل بأذىٰ ،

إِذ سقطَ علىٰ عروش أَشجار القرية الثلجية أَول ملاحظة لهُ كانت أَنَّ البيوت بدون نوافذ وأَنَّ جدرانها مطلية بألوان صارخة وبطريقة فوضوية ! .

فحدث نفسهُ قائلاً : لا بُد أَنَّ الذي بنىٰ هذهِ البيوت شخص أَعمىٰ .

وعندما توغلَ إِلىٰ وسط القرية بدأ في مناداة الناس ، فلاحظَ أَنهُم يمرون بالقرب منهُ ولا أَحد يلتفت إِليه هُنا عرفَ أَنهُ في ( بلد العُميان ) .

فذهبَ إِلىٰ مجموعة وبدأ يعرف بنفسه ؟ من هو ؟ وماهي الظروف التي أَوصلته إِلىٰ قريتهُم .
وكيف أَنَّ الناس في بلدهُ (يبصرون)

وما أَن نطقَّ بهذهِ الكلمة حسَ بخطر المشكلة وأَنهالت عليه الأسئلة : ما معنىٰ يبصرون ؟ وكيف؟ وبأي طريقة يبصر الناس؟ سخرَ القوم منهُ وبدأوا يقهقهون ! .

بل ووصلوا إِلىٰ أَبعد من ذلك حين أَتهموه بالجنون وقررَ بعضهُم إِزالة عيون ( نيونز ) فقد أَعتبروها مصدر هذيانه وجنونه .

لم ينجح بطل القصة ( نيونز ) في شرح معنىٰ البصر ، وكيفَ يفهم من لا يُبصر معنىٰ البصر؟ فهربَ قبلَ أَن يقتلعوا عينيه وهوَ يتساءل كيفَ يُصبح العمىٰ صحيحاً بينما البصر مرضاً ؟!
الخلاصة أن

” بلد العُميان ” هوَ كل مجتمع يسودة الجهل والفوضىٰ والفساد والتخلف والفقر والعنف والتعصب بسبب أَفكار غير صالحة ومُهيمنة عليه وأَي دعوة تنويرية تواجه برفض وريبة وعنف .

بلد العُميان هذا هوَ كُل مجتمع تسودة الطائفية البغيضة وكرة الآخر المختلف والتبرير لإيصال الأذىٰ لكُل من أَختلف .

بلد العُميان هوَ ذلك المجتمع الذي يوجد فيه أَفراد جل همهُم

ماذا يأخذون منهُ لا ماذا يقدمون لهُ ٠

زر الذهاب إلى الأعلى