مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب: مجلس الشيوخ إسراف وتبذير

0:00

في بلد تعاني من أزمات اقتصادية كبيرة وتطرح الكثير من برامج زيادة الأسعار بشكل معقول وبشكل غير معقول في بلد تعتمد أغلب إيرادات الموازنة فيها على الضرائب وتتفنن الحكومة فيها في مفاجأة الناس بزيادات الأسعار الغير معلنة وزيادة أسعار الخدمات الحكومية والغير معلنه أيضا وفي بلد تعاني كل هذه الصعوبات الاقتصادية والتي يتحمل نتائجها المواطن وحده وفي بلد من المفترض أنها تجاه كل هذه الصعوبات الاقتصادية تلجأ إلى برامج ترشيد الانفاق الحكومي وتوجه كل أوجه الانفاق فيما يعود على المواطن من انخفاض الأسعار وتخفيف أعباء المعيشة والحياة نطرح سؤالا على حكومتنا الرشيدة والتي تتفنن في برامج الطروحات الحكومية أو الخصخصة أو البيع أيا كان المسمى ما هو الداعي وما هي الأسباب التي تدفع الحكومة لعمل وإجراء انتخابات مجلس الشيوخ لا نتحدث عن الأثر السياسي لعملية الترشح والقوائم المطلقة وطريقة إدارة الانتخابات والتي أصابت الجميع باليأس والإحباط وفقدان الأمل في انتخابات حرة نزيهة ومشاركة شعبية حقيقية تعبر عن الراي العام وتكون بداية لحياة برلمانية حقيقية وجديدة تكون عنوانا لمصر المستقبل ومكافأة لصبر وتحمل ومساندة ودعم هذا الشعب العظيم دعونا من كل ذلك فقد أثبتت اختيارات مجلس الشيوخ أن هذه الأحلام لن تتحقق وأن العملية الانتخابية في مصر تعود بالزمن إلى الوراء وأن القائمين على الانتخابات قد نجحوا وبجدارة منقطعة النظير في وأد الأمل الأخير في تطلع الكثيرين من الشعب المصري إلى حياة برلمانية وسياسية جديدة دعونا من كل ذلك فقد دفنا الأحلام تحت أطباق الثرى وليس في الإمكان افضل مما كان

ولكن بعيدا عن كل ذلك نعود ونسأل ما هو الداعي وما هي الأسباب لعمل واجراء انتخابات مجلس الشيوخ وماذا قدم مجلس الشيوخ للدولة وللمواطن خلال الدورة الماضية ولماذا لم تعلن الحكومة عن تكلفة انتخابات ومرتبات وكل مصروفات مجلس الشيوخ خلال الدورة الماضية وهل ما قدمه مجلس الشيوخ للدولة يوازي ما تم انفاقه عليه من أموال؟  ولماذا لا تكتفي الدولة بعمل انتخابات لمجلس النواب فقط وتصدر الحكومة قرارا بإلغاء مجلس الشيوخ وتحاول أن تراضي الأكابر بتعيينهم في مجلس النواب هل تملك الدولة الرفاهية المالية لكي تقوم بالصرف على انتخابات مجلس الشيوخ والتي لا فائدة منها ولا فائدة من مجلسها المنتظر حتى وإن كانت هناك نصوص في الدستور تقر بوجود مجلس الشيوخ كان من الأولى بالحكومة أن تقوم بتغيير هذه النصوص توفيرا للنفقات والأموال الباهظة التي سوف تصرفها الحكومة على عملية انتخابات أعضاء مجلس الشيوخ من تجهيز مقرات انتخابية ومكافآت للموظفين المنتدبين في العمل في لجان الانتخابات ومكافآت السادة أعضاء الهيئات القضائية المشرفة على الانتخابات وتكاليف الانتقال والمواصلات ووجبات الطعام والإقامة واستهلاك مرافق الدولة من مياه وكهرباء وغاز وصرف وطرق وتعطيل مصالح المواطنين هل كل هذه النفقات والتي تدخل في أرقام مالية كبيرة تساوي القيمة منها في مجلس الشيوخ هل يستدعي مجلس الشيوخ بأعضائه ودوره كل هذه النفقات والأموال الباهظة أليس من الأولى أن تسارع الدولة بترشيد الانفاق وتوفر كل هذه الملايين في الانفاق على تعيين المعلمين في وزارة التربية والتعليم أو لدعم مشروع التأمين الصحي الشامل أو تطوير الوحدات الصحية والمستشفيات الحكومية ناهيك عن رواتب السادة أعضاء مجلس الشيوخ ومخصصاتهم المالية وأوجه الانفاق الكبيرة واستغلال المباني لأعضاء المجلس ومرتبات الموظفين العاملين في مجلس الشيوخ هل هذه تصرفات عاقلة لحكومة تتفن في زيادة الأسعار على المواطنين حتى توفر مليارات قليلة لدعم بند في الموازنة هل الاسراف والتبذير في انتخابات لا فائدة منها ودور برلماني يمكن الاستغناء عنه بمجلس النواب فقط وإلغاء مجلس الشيوخ يستدعي كل النفقات والمصاريف والأموال الباهظة من أجل إرضاء مجموعة من النواب وإنشاء مجلس شيوخ يعطيهم حصانة برلمانية ووجاهة اجتماعية ودور يمكن الاستغناء عنه هل هذه تصرفات حكومة عاقلة رشيدة تتبنى برامج اقتصادية حقيقية تعمل على تنمية حياة المواطن وتخفيف الأعباء عنه هل الحكومة التي تحكم في فصل الشتاء من العاصمة الإدارية وفي فصل الصيف تحكم من مدينة العلمين الجديدة المقر الصيفي للحكومة هل هذه تصرفات عاقلة لحكومة تتبنى برامج الترشيد في الانفاق وتحمل المواطن أعباء معيشية قاسية لماذا لا تقوم الحكومة ببيع المقر الصيفي في العلمين لإحدى شركات الفنادق العالمية وتوجه العائد للصرف على برامج دعم المواطن في أي مجال هل رفاهية الحكومة وصلت بها أن لها مقرات شتوية ومقرات صيفية بكامل نفقاتها في بلد تعاني من أزمات اقتصادية قاسية

تتأمل مصر وكأنك تتأمل لعبة البازل ولكن لعبة البازل تستطيع أن تصل في نهايتها إلى عمل شكل معين أما قرارات وتصرفات حكومتنا الرشيدة فمن المستحيل أن تصل معها إلى شكل أو صورة معينة قرارات وسياسات  كلها متداخلة ومتعارضة مع بعضها البعض سياسات وقرارات اقتصادية وأعباء معيشية صعبة وقاسية وميزانيات مالية ضخمة للأنفاق على انتخابات ومجلس لا فائدة منه ولا دور حقيقي له زيادات في الأسعار والخدمات وأعباء معيشية متزايدة ومقر صيفي للحكومة في مدينة العلمين الجديدة وهكذا كلما حاولت أن تفهم تصطدم بحقائق غريبة لذلك حاول أن تظل هكذا ولا تحاول ان تختبر نفسك في أن تفهم

زر الذهاب إلى الأعلى