مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب: هل وصلت الرسالة ؟!

0:00

الريادة في مجال ليست نتاج التمني ، بل العمل الدؤوب طويل الأمد ، والتاريخ لا يصنع بين يوم وليلة بل هو صنيعة أجيال وأجيال ، كما أن الريادة لا تسمى ريادة إلا في ما يفيد البشرية ، أما فيما يضر ولا يبني تعني سقوط .

لفت انتباهي في الآونة الأخيرة (البروباجندا ) أو الدعايا الإعلامية المحيطة بإقامة أول بطولة لكأس العالم في الألعاب الإلكترونية بإحدى الدول العربية ، وكأنه إنجاز لا يضاهى ، وحدث سيصنع تاريخًا لا تملكه تلك الدولة ، حيث إنها لا تتورع عن دفع الغالي والنفيس لتجذب كل ما هو ذا قيمة في مصر أرض الحضارات .

نعود إلى كأس العالم للألعاب الإلكترونية ، هذه المسابقة تنظمها مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية وهي مؤسسة تم الإعلان عن إنشائها عام ٢٠٢٣ ، وتديرها بالشراكة مع العديد من الأطراف المحليةوالعالمية، وبعض الجهات المعنية بمنظومة الألعاب والرياضات الإلكترونية ، وهذه النسخة هي الثانية من البطولة .

هذا التمهيد كان لابد منه لمعرفة ما نتحدث عنه هنا ، وليس لإثراء معلومات القاريء ، لذا وجب العودة إلى مقدمة المقال ، ومعرفة متى تكون الريادة ريادةً وليس سقوطًا؟ ، وهنا سأذكر أحدث الدراسات الدولية التي أجراها باحثون بكلية العلوم الصحية بجامعة كتالونيا المفتوحة في إسبانيا، ومستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن بـ الولايات المتحدة، ونشرت بدورية (Frontiers in Human Neuroscience) العلمية.

أفادت الدراسة بأن ألعاب الفيديو يمكن أن تغير مناطق الدماغ المسؤولة عن الاهتمام والمهارات البصرية وتؤدي لخطر الإدمان .
وللتحقق من التأثير السلبي لألعاب الفيديو على هيكل ونشاط الدماغ، تابع الباحثون نتائج 116 دراسة علمية أجريت بهذا الشأن، بينها 22 دراسة رصدت التغيرات الهيكلية في الدماغ، و94 دراسة راقبت التغيرات في وظائف الدماغ أو السلوك.

ووجد الباحثون أن ألعاب الفيديو يمكن أن تغير كيفية أداء أدمغتنا، وحتى هيكلها، وتؤثر على اهتماماتنا، حيث اكتشفوا أن ألعاب الفيديو يمكن أن تؤدي إلى الإدمان أو ما يسمى “اضطراب ألعاب الإنترنت”.
إذن أي ريادة تسعون إليها ، ولماذا لم تسبقكم لهذه الريادة أي من دول العالم الأول ؟!! وانتبه أيها القاريء هذه الدراسات ترصد فقط التأثير الفسيولوجي لتلك الألعاب الإلكترونية ، أما التأثيرات النفسية والإجتماعية فالدراسات فيها لا تعد ولا تحصى ، وعلى سبيل الذكر لا الحصر الألعاب الإلكترونية تسبب القلق و التوتر ، خاصة إذا كانت الألعاب تتطلب المنافسة الشديدة أو إذا كان اللاعب يتعرض للفشل المتكرر، أضف إلى ذلك الانعزال الاجتماعي حيث يقضي اللاعبون وقتًا طويلاً في اللعب بدلاً من التفاعل مع الآخرين، ولا تتغافل الدراسات هنا عن التأثير السلبي الواضح لتلك الألعاب على المستوى الأكاديمي للإنسان .

إذن ماذا تجلب لشباب هذه الأمة ؟! وما هي القيمة المضافة لعقول أطفالها ؟!! هل وصلت الرسالة ؟.

زر الذهاب إلى الأعلى