عرب وعالم

خليفة حفتر: القوات المسلحة الليبية أنقذت العالم من الإرهاب وتسعى لاستعادة هيبة الدولة

كتبت - فاطمة شعراوي

0:00

في خطاب وطني ألقاه خلال افتتاح المدينة العسكرية في بنغازي، تزامنًا مع الذكرى الحادية عشرة لانطلاق “ثورة الكرامة”، أكد المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية، أن الجيش الوطني الليبي لم يكن فقط درعًا للوطن، بل خاض معركة شرسة نيابة عن العالم بأسره ضد الإرهاب، وقدم تضحيات جسيمة في سبيل استعادة الدولة وهيبتها.

قال حفتر إن المؤسسة العسكرية الليبية تمثل “تلاحمًا تاريخيًا بين الشعب والجيش”، مشيرًا إلى أن العرض العسكري الكبير، الذي شهدته المدينة العسكرية الجديدة، يعكس ما تحقق من تطوير وبناء خلال سنوات صعبة، كان الجيش خلالها في حالة تأسيس وحرب في آنٍ واحد.

وأضاف: “في أربع سنوات من أصل عشرة، كنا نحارب الإرهاب ونبني الجيش في الوقت ذاته”، لافتًا إلى أن تأسيس القوات المسلحة جرى في ظرف شديد التعقيد، وسط نزاعات داخلية وتدخلات خارجية، ومعارك دموية ضد تنظيمات إرهابية.

– أكبر مدينة عسكرية في شمال أفريقيا

وافتتح حفتر ما وُصف بأنه أكبر مدينة عسكرية في شمال أفريقيا، وهو مشروع استراتيجي بدأ العمل عليه منذ أكثر من عامين ونصف تحت إشراف الفريق خالد حفتر.

ويعد المشروع تتويجًا لجهود مستمرة لإعادة بناء وهيكلة الجيش الوطني الليبي، ليكون قادرًا على حماية السيادة الوطنية وردع أي تهديدات محتملة.

وأشار القائد العام للقوات المسلحة الليبية إلى أن “المدينة العسكرية تمثل أحد إنجازات القوات المسلحة التي تُضاف إلى مسيرة البناء والتطوير”، مؤكدًا أن الهدف الأساسي يبقى “استعادة الدولة الليبية وهيبتها وتحقيق الأمن والاستقرار في كل ربوع الوطن”.

وفي كلمته، شدد حفتر على أن الجيش الليبي “خاض معارك شرسة ضد الإرهاب، ليس فقط لحماية ليبيا، بل أيضًا لحماية العالم من تمدد الجماعات المتطرفة”، مضيفًا: “أبطالنا سطروا ملاحم بطولية، وتمكنوا من القضاء على بؤر إرهابية خطيرة في مناطق مثل درنة وسرت وبنغازي”.

وسلط حفتر الضوء على الإنجاز الذي حققته الكتيبة 206، التابعة للفريق خالد حفتر، والتي نجحت في القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي في مدينة درنة، قبل أن تسلمه للجيش المصري.

كما أشار إلى القضاء على شخصيات إرهابية بارزة مثل مختار بن مختار وأبو عياض التونسي، خلال عمليات نوعية جرت على الأراضي الليبية، مؤكدًا أن تلك العمليات كانت ضرورية لحماية دول الجوار والمنطقة بأسرها من خطر الإرهاب العابر للحدود.

أكد حفتر في كلمته أن “الواجب الوطني يحتم علينا أن نظل في أعلى درجات الجاهزية”، لافتًا إلى أن القوات المسلحة الليبية لديها الكلمة الفاصلة “في اللحظة الحاسمة”، وأنها جاهزة للرد على أي تهديد داخلي أو خارجي.

وأضاف: “لن نسمح لأي قوى بالعبث بمقدرات الشعب الليبي، وسنواصل العمل على بناء مؤسسة عسكرية قوية، تنتمي إلى الوطن وتخدمه، بعيدًا عن الانقسامات والتجاذبات السياسية”.

بين البناء العسكري والتسويق السياسي

وعلى هامش الافتتاح، سلطت مصادر عسكرية وإعلامية الضوء على ما تم تحقيقه خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن ما يجري في بنغازي اليوم هو رسالة مزدوجة للعالم: الأولى تؤكد قدرة الجيش الليبي على إعادة بناء نفسه رغم الحرب والصراع، والثانية تؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار والانضباط المؤسساتي.

وأشار مراقبون إلى أن المشروع العسكري الكبير لا يهدف فقط إلى العسكرة، بل يمثل مركزًا لتدريب وتأهيل الكوادر، وتوحيد الصفوف، وفرض هيبة الدولة، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية المعقدة التي لا تزال تواجه ليبيا.

– حفتر يوجه رسالة للداخل والخارج

في ختام كلمته، وجّه المشير حفتر رسالة واضحة: “الدفاع عن الوطن ليس خيارًا، بل واجب مقدس. وكل ما أنجزناه حتى الآن، ما هو إلا البداية لمسار طويل نحو بناء ليبيا القوية والموحدة”.

وشكر الضيوف الذين شاركوا في هذا الحدث الوطني، مؤكدًا أن القوات المسلحة الليبية “ستبقى صمام أمان الدولة، والقوة التي تفرض احترام السيادة وتحمي المكتسبات”.

زر الذهاب إلى الأعلى