مقالات الرأى

الدكتورة حنان عيد تكتب : (أين ذهب شرف الإختيار ؟)

0:00

عندما قضى الإسلام على معاقل الشرك والوثنية في الجزيرة العربية طلب الرسول صلى الله عليه وسلم بتطهيرها من لوثات العقائد الفاسدة.. ثم أمر بإخراج اليهود والنصارى منها وأوصى قبل وفاته بأن لا يبقى في جزيرة العرب دينان .
وقد شاءت قدرة الله أن يحمل العرب أمانة نشر الإسلام في الماضي والحاضر وذلك لعدة أسباب:

لطبيعة الأرض الصحراوية والتي تساعد على الانفتاح والانتشار والتنقل دون التمسك برقعة معينة خلف الزرع والماء .
يمتاز العرب باستعداد فطري لحفظ العلوم وقصص التاريخ والأشعار والأنساب .. وهي كانت الوسيلة الأساسية لحفظ القرآن والسنة في الذاكرة لأن الكتابة قليلة ويشوبها التحريف والتبديل .
امتياز العرب بمحافظتهم على المثل والقيم والأخلاق الكريمة ويقدمون أعز مالديهم لحماية الفضيلة.. ويمتازون بالشجاعة النادرة وحماية العرض والشرف .

يمتازوا بصفاء نفوسهم وصراحتهم في مواجهة الأمور .. فتهاوت أمامهم كل العقائد.
قوة رابطة القبيلة فزادت رابطة الإخوة في الدين وإقامة التحالفات ونظام دولة الإسلام مثل حلف الفضول .

امتياز اللغة العربية عن سائر اللغات فكان العرب أمة البيان وفرسان اللغة .. فأصبحت لغة القرآن الكريم أي لغة الدين والتشريع والحكم مما يجعلها الأقدر على نقل المفاهيم للأمم الأخرى
الحالة المعيشية للعرب من تقشف دون رفاهية .. فكانوا الأقدر على الصبر والكفاح في السفر والتنقل .. فالرفاهية لا تسبب إلا تفكك الأمم وضياعها.

كان العرب أمة أميِّة لا تعرف شئ عن فلسفات الأمم القديمة.. ” هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم” فكان هذا الفراغ أدعى بملأه بديانة سامية خالية من الأباطيل .. فغزو العقول بالمعقول أفضل من حشوه بالأوهام والخرافات ..
وكان العرب هم حملة مشعل الهداية والقرآن والمدنية والحضارة .. ورسل الحق والخير والعدل .. فارتفع ذكرهم وعلت كلمتهم .. وطأطأت هامات الدنيا لسيادتهم وسلطانهم بعد إصلاح الإسلام لهم جذرياً .. وصدق قول الله فيهم “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو أمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون”

أين نحن الآن من شرف الإختيار لنكون أمة ختام الديانات السماوية بالإسلام .. الرسالة التي تصلح لكل زمان ومكان وبشر .
أصبحنا شركاء في كل انحراف وظلم وشر .. أصبحنا ضعفاء .. جسم مريض يشتكى.. وبدلاً من قوة التأثير صرنا مآل للاستغلال والاحتقار ووجه للصفعات .. وبقاع للسلب والنهب والخذلان .
رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول أمتي أمتي ونحن نقول نفسنا نفسنا .. والله شاهد وهو خير الشاهدين .

فمتى ترتدون ثوب العفة والوقار بعد ما ألبسوكم ثوب السخرية والخزي والعار والاستهتار .. متى تعودوا لنقول جميعاً الحمد لله على نعمة المسلمين والإسلام؟
مسلمة ثائرة لدينها وعروبتها .. وتزأر لمصريتها

زر الذهاب إلى الأعلى