أحمد فرغلي رضوان يكتب : المشروع X ..مشروع لم يكتمل !

قبل عدة أعوام نشرت بعض الصحف العالمية مقالات حول أبحاث جديدة تتحدث عن أسرار جديد لبناء الهرم الأكبر وانه ليس بغرض أن يكون مقبرة فقط ! ولكن لاستغلاله من أجل أن يكون مصدرا لتوليد الطاقة وهي أبحاث بدأت قبل عشرات السنين ، هذه هي الفكرة التي استند عليها فيلم المشروع x وانطلق السيناريو ليروي حكايته مع بطل الأحداث عالم الآثار الأستاذ الجامعي يوسف.
لبعض الوقت اعتقدت أنني أشاهد جزء ثان للفيلم ولكن اكتشفت إنه لا يوجد أجزاء سابقة وهذا هو الفيلم وهكذا بدايته !
ربما تكون من أسوأ مقدمات أفلام المخرج والمؤلف بيتر ميمي، مقدمة للأحداث والشخصيات ضعيفة جدا رغم إنه حاول المزج بين الدراما والأكشن ولكن هناك شيء ناقص في شخصية البطل وعلاقته بباقي الشخصيات وحتى الفكرة الأساسية ! وسريعا يبدأ السيناريو في رحلة مترامية الأطراف من أوروبا لأمريكا اللاتينية دون داع ! خاصة رحلة السلفادور والمعارك هناك، ممكن أن يكون “فيلم أخر بمفرده”.
محاولات خلق أو “اختلاق” معارك أكشن غير مقنعة تماما، من هؤلاء الأبطال الذي ظهروا خارقون فوق العادة هكذا !
كذلك معركة يوسف ورفاقه داخل “الفاتيكان” نعم الفاتيكان التي تعتبر دولة بتأمين عالمي تم اختراقها بسهولة وكأنهم يدخلون مكتبة الإسكندرية !
المشكلة ان أبطال الفيلم يقومون بأفعال خارقة وكأنهم عملاء في أقوى أجهزة المخابرات العالمية ولم يتم تقديمهم بشكل يقنعك بما يقومون به ولا كيفية القيام بتلك المهام !
السيناريو لديه مشكلة في سرد الحكاية منذ البداية، في رأيي كان الأفضل مثلا تقديم عدة مشاهد درامية داخل المستشفى في بداية الأحداث لنتعرف على شخصية يوسف بشكل أفضل! ولكن هل هو التسرع من أجل إضافة نوع من الغموض على الشخصية ؟! ممكن أن يكون الفيلم نجح في إضافة بعض الغموض ولكن غاب التشويق !
وتبدأ تسأل نفسك هل يتحدث السيناريو عن سرقة التاريخ من جانب اليهود ولا الماسونية ولا لكشف أسرار الهرم الأكبر ، بالتأكيد لصوص التاريخ متواجدون طوال الوقت ولكن السيناربو كان “تائه” ولذلك الجمهور تاه معه أيضا.
من مشاكل السيناريو محاولة التصوير في أماكن كثيرة قدر الامكان ! بنقلات سريعة وغير منطقية وعدم سلاسة في بعضها بسبب المونتاج مثلا تجد مشهد ينتقل ” من عرض البحر في قارة أخرى إلى ميدان التحرير” كذلك الاطالة في مشاهد مثل الغوص، كان يكفي دولة واحدة بجانب مصر للقيام بمغامرتهم بها !
للأسف إنتاج ضخم جدا ولكن لم يتم استغلاله بشكل جيد لنرى فيلم مغامرة مشوق ، الملل تسرب لي أكثر من مرة أثناء المشاهدة.
الأكشن كان “قديم” وغير منفذ بشكل جيد وكذلك كانت بعض المشاهد غير مناسبة لبطل الفيلم كريم عبدالعزيز ! كانت تحتاج إخراج “للحركة” بشكل أخر .
كريم عبدالعزيز صاحب الموهبة الكبيرة بين أبناء جيله قدم الشخصية بشكل مقبول فقط وغير متميز تشعر أنه “يسمع” الحوار بدون مجهود وإبراز مشاعر للشخصية خاصة مشاهده مع الإبنة، أخشى أن يكون أصابه الكسل !
اياد نصار لا جديد نفس قالب الشخصيات المكررة في السينما وعليه أن يبحث عن شخصية جديدة يقدمها وألا يظلم موهبته.
ياسمين صبري، لا أذكر أنني شاهدتها بدون هذا “اللوك” شكل ثابت في معظم أدوارها في السينما لا تزال تعتمد على إبراز جمالها ! الجديد أنها حاولت تقديم مشاهد أكشن !
أحمد غزي ومصطفى غريب وعصام السقا تواجد مقبول .
المخرج وفيما بعد المؤلف بيتر ميمي يجتهد في البحث عن أفكار جديدة وهذا يحسب له ولكن تظل مشكلة السيناريو واضحة.
بالتأكيد المنافسة ستكون صعبة في موسم عيد الأضحى بين أكثر من نجم لشباك التذاكر كذلك هناك أفلام عالمية ينتظرها جمهور الشباب في حين كانت المنافسة منعدمة في موسم عبدالفطر لذلك تفوق أحد الأفلام وحقق رقما قياسيا بسبب سوء التوزيع.
تقييمي للفيلم 5 / 10