مقالات الرأى

اللواء مروان مصطفى يكتب : خفايا خدعة ترامب ، وأحراج قطر وبداية عربات جدعون

0:00

هل فقدت مصر ثقلها الدولي ومكانتها العربية
انتقدنا الكثيرون مصرلأن ترامب لم يزور مصر.. ويتعمد عدم الاشارة اليها .. وقالوا لقد تم عزل الشقيقة الكبرى وتقزيم دورها لأنها تجرأت علي زعيم العالم ولم تسير في ركاب الخاضعين مثلما سار الاخرون .
وفات هؤلاء المشككين ان مصر هي الوحيدة التي قالت ( لا) ..وتصدت لرغبات ترامب ورفضتها ، وهي الوحيدة التي رفض رئيسها الهرولة لزيارة البيت الأبيض ..وهي أيضاً الوحيدة التي كان يمكنها ان تصبح المحطة الأساسية لتلك الزيارة وبدون ان تدفع دولاراً واحداً .. مقد كان يكفيها ان تقول سمعاً وطاعة وتبيع سيناء لتهجير شعب مغلوب علي امره لكي يقوموا بتسديد كل ديونها بالكامل ، وكان يكفيها ان تخضع لكي تنهال المليرات عي شعبها وتمنح جائزة نوبل لرئيسها ، وكان يكفيها ان توافق علي الامتناع عن تنويع مصادر سلاحها وتقليص علاقاتها مع الصين وروسيا وجمدت عضويتها في البريكس ،وكانت ستكون الشريك الاستراتيجي الاكبر في المنطقة اذا ما شارك جيشها في حرب الحوثيين وقامت باعفاء السفن الأمريكية من رسوم المرور في قناة السويس.
هل حققت تلك الجولة اهدافها
من المنظور الأمريكي وبكل تأكيد لقد حققت وبنجاح بالغ كل اهدافها .. فلقد نجح في العودة لشعبه بعدما اقتنص حوالي ٥ تريليونات دولاراً ينقذ بها الاقتصاد الامريكي قبل انهياره .. وهو الانتصارالوحيد له بعد فشله في تحقيق اي انجاز أخر ..بعدما وصلت شعبيته لحوالي ٤٠% .. كما تمكن من خداع حماس حتي افرجت عن أهم رهينه لديهم .
اما من المنظور الخليجي فلا شك انها قد عززت مكانه السعودية كقوة جيوسياسية تابعة في المنطقة ، ووثقت الدور القطري كوسيط يتم استخدامه في الوساطة القضايا الدولية الشائكة ، ورسخت الدور الامارتي كشريك تجاري مستقبلي ، وكنموذج فاعل للتشجيع علي الاتفاقيات الابراهيمية … والاهم من ذلك هو النجاح في استقطاب ترامب ، واشباع غروره لاتقاء شروره ، بما يضمن عدم تطاوله أو اهانته لزعماء دول الخليج مثلما حدث سابقآ .
وعلينا ان نعترف أيضاً وبكل الصدق بحق كل دولة في اتخاذ ما تراه مناسباً لحفظ مصالحها مهما توافقنا أو اختلفنا معها .. وعلينا ان نعترف بحقهم الكامل في شراء امنهم وشراء من يضمن حمايتهم ومواردهم بما يملكونه من اموال أو صفقات باهظة بمسميات وهمية أو حتي من خلال قواعد عسكرية اجنبية تحميهم من الأطماع الخارجية و تصون اركان حكمهم من التهديدات الداخلية .
هل قتلوا محمد السنوار بعدما تسلموا الرهينة الأمريكي
تناثرت معلومات ( يجري توثيقها ).. بأن الطائرات الاسرائيلية استطاعت تحديد مكان محمد السنوار (القائد الحالي لانفاق غزة ) عقب قيام حماس بإطلاق سراح الرهينة الامريكي.. ( بعدما خدعوا حماس بان اطلاق سراح الرهينة الأمريكي قبل زيارة ترامب ستكون بادرة حسن نية تؤدي الي قيام ترامب بالضغط على اسرائيل لإيقاف الحرب ) وتمكن الطيران الاسرائيلي من رصد لحظة خروج الرهينة وتحديد الموقع من تحت المستشفى الاوروبي بغزة قد ابلغ الاسرائيليين بمجرد تسليمه بأنه كان متواجدا بنفس المكان
الذي يتواجد فيه السنوار وقائد لواء رفح وابي عبيدة .. وعلي الفور قامت الطائرات بالقاء حوالي ٤٠ قنبلة خارقة للحصون علي المستشفى والمنطقة المحيطة بهاحيث يتوقع وبنسبة كبيرة استشهادهم أو اصابتهم بإصابات بالغة .. ولم يتم الاعلان عن ذلك لعدم التأثير علي زيارة ترامب.. وبما يضمن فشل المفاوضات بعد قتل العنصر الرئيسي للحركة لكي تبدأ اسرائيل خطة عربات جدعون ……… والله أعلم ..!!
كيف خدع ترامب العرب .. وأحرج قطر
” وفقاً لما ذكره موقع اكسيوس” تواصل ويتكوف مبعوث الرئيس ترامب مع احد القيادات العربية الأمريكي الجنسية من المناصرين لترامب واسمه (بشارة دحدوح ) للتوسط مع حماس للإفراج عن الرهينة الامريكي قبل زيارته للمنطقة.. باعتبارها بادرة حسن نية تقاربهم مع ترامب .. وبالفعل تواصل الدحدوح مع خليل الحية قائد حماس الذي وافق مبدئياً بشرط الحصول علي ضمانات لقيام ترامب بممارسة الضغوط علي نتنياهو لإيقاف الحرب .. واعترض ويتكوف علي وجود اي ضمانات .. وتعثر الامر، وتوقف التفاوض الي أن تدخلت قطر( بطلب امريكي) للضغط على حماس لإتمام الصفقة .. واتفقت قطر مع ويتكوف علي ان يعلن الرئيس ترامب خلال كلمته التي سيلقيها عن رغبته في انتهاء حرب غزة .. ولهذا وافقت حماس وأطلقت سراحه .
وقالت صحيفه ” تايمز اوف اسرائيل ” بانه قبل قيام ترامب بالدخول لإلقاء كلمته .. قام ويتكوف بإبلاغ القطريين عن اسفه الشديد وتراجعه عن ما سبق الاتفاق عليه لان ترامب لا يمكنه (ولا لغيره) ان يحرج اسرائيل او يطالبها بذلك .. وعرض صفقة بديلة تتضمن هدنة لمدة اسبوع واحد فقط علي ان تقوم حماس بالافراج عن ٥ رهائن اسرائيليين في المقابل.
ومما زاد الطين بلة فقد خرج ترامب واعاد الحديث بكل صلف وعنجهية عن رغبته في الحصول علي غزة وامتلاكها لاستثمارها وتحويلها لمنطقه حرة جميلة تضارع ارقى المواقع العالمية .. وهوما سبب حرجاً بالغاً وصفعة شديدة للقطريين تم تكتم الجميع عليها .بعد ان تم خداعهم واحراجهم والحصول علي اموالهم .
استعدادات الجيش المصري المكثفة لمواجهة عربات جدعون
تحدثت بعض المواقع الاخبارية عن ان مصر لم تكن تصدق التمثيلية الوهمية للخلافات بين أمريكا وإسرائيل ..ولا للتسريبات التي سبق وأن سربوها عن اعتراض امريكا علي خطة التهجير (عربات جدعون ) التي ستؤدى بالقطع لحدوث احتكاك مع الجيش المصري وهو ما يرفضونه تماماً ويتجنبون حدوثه ..واستعدت مصربخطط بديلة تحسباً لذلك وقامت بتدريبات وتعديلات جديده علي مواقع حشودها العسكرية علي الحدود استعداداً لما قد يحدث من تهديدات اقتربت اكثر وأكثر.

لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب

زر الذهاب إلى الأعلى