د.فتحي حسين يكتب: فيه حاجة غلط… اسمها الهجوم على بوسي شلبي!

في مسلسل الراحل حسن عابدين “فيه حاجة غلط”، كنا بنقعد نضحك على بلاوي بتحصل حوالينا ونقول فعلاً “فيه حاجة غلط”. بس اللي بيحصل دلوقتي بين الإعلامية بوسي شلبي وأبناء النجم الكبير محمود عبد العزيز محتاج عنوان تاني: فيه كل حاجة غلط.
يعني معقول؟! بعد أكتر من عشرين سنة من زواجها من محمود، وبعد ٩ سنين من رحيله اللي وجعنا كلنا، فجأة كده، بقّينا نسمع إن بوسي ما كانتش مراته؟! وإنها طليقته من ١٩٩٨؟! طب بالله عليكم، فين كانت الحكاية دي مدفونة؟! في دفتر أحوال الأسرة؟ ولا في أرشيف الزمان؟!
بوسي شلبي مش إعلامية عادية. دي ست فضلت واقفة جنب الساحر لآخر لحظة في حياته، كانت بتمسك إيده في المستشفى، وتتصور معاه وهو في عز الوجع عشان تطمن جمهوره. كانت الست اللي دموعها نزلت على الشاشة من غير ما تفتعل ولا مشهد، واللي لحد النهاردة بتتكلم عنه بحب ووفاء زي أول يوم.
فجأة، تتحول الست دي لهدف سهل؟! تتقال عليها تلميحات مالهاش لازمة؟! وكأننا عايشين في موروث درامي قديم، كله نزاع على الميراث وكشف أوراق قديمة في لحظة غلط. طب السؤال هنا: إيه الغلط الحقيقي؟
الغلط مش في بوسي شلبي. الغلط إننا بقينا بنفتش في نوايا الناس بعد ما يموتوا، ونغفل عن الرحلة اللي عاشوها قدام عنينا. ما هو محمود عبد العزيز ما كانش نكرة، ولا حياته الخاصة كانت سر. الراجل كان نجم، وكان متجوز بوسي، وكان بيحبها، وكان باين في كل صورة وكل ظهور إنهم شركاء عمر مش شركاء كاميرا.
ليه فجأة بقت متهمة؟ علشان قالت “أنا أرملة محمود عبد العزيز”؟ طب لو هي مش مراته، زي ما بيقولوا، هل المشاعر اللي شافها فيها ملايين الناس كانت تمثيل؟ ولا كانت مراته “عُرفي فني”؟ ولا كانت الست اللي ملهاش نصيب في عقد القران بس أخدت كل الحب من غير ورق ولا توقيع؟
خليني أقول حاجة مهمة:
بوسي شلبي لا تستحق كل هذا الهجوم. بل تستحق كل الاحترام.
واللي عايز يناقش قضية ميراث، يروح للمحكمة.
واللي عايز يناقش الحب والوفاء، يتفرج على بوسي وهي بتتكلم عن محمود.
وعشان كده، لازم نقول:
“فيه حاجة غلط” فعلاً.
بس مش بوسي شلبي هي الغلط.
الغلط فينا إحنا، لما نسينا نكون بني آدمين قبل ما نكون قضاة.