مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب  : Sinners .. هوليوود والعنصرية ومصاصي الدماء!

0:00

نعم لبضع ساعات كنا أحرارا، هكذا يقول بطل الفيلم في نهاية الأحداث , متحدثا عن لحظات السعادة والغناء والرقص التي عاشوها بعيدا عن عنصرية أصحاب البشرة البيضاء .
ليلة دامية غير متوقعة على الإطلاق قضاها مجموعة من أصحاب البشرة السمراء في جنوب الولايات المتحدة ميسيسيبي حيث تدور أحداث فيلم Sinners خلال ثلاثينيات القرن الماضي حول شقيقين توأم من رجال العصابات يعودان إلى مسقط رأسهما بعد سنوات من العمل مع مافيا شيكاجو في محاولة للإبتعاد عن الماضي وبدء حياة جديدة ، يحاولان إسعاد أقاربهما وأصدقاءهما من أصحاب البشرة السمراء، أحداث الفيلم تدور خلال يوم  واحد فقط ولكن نهاره غير ليله تماما وكأنهما فيلمان منفصلان بأحداثهما وكان الليل هو الأكثر إثارة وتشويق ورعب، الشقيقين التوأم “سموك وستاك” كانا يبحثان عن الهدوء وإقامة ملهى للسود فقط يستمتعون فيه بالرقص والغناء ولكن لم تسير الأمور كما يتمنوا.
آلسيناريو اتخذ من الموسيقى خطا دراميا محركا للأحداث مع سرد الحكاية منذ المشهد الأول وتحديدا موسيقى البلوز وبالفعل لعبت دورا كبيرا ومؤثرا وكانت أكثر من رائعة للمؤلف الموسيقي الحائز على الأوسكار” لودفيج جورانسون” عشاق الموسيقى استمتعوا بهذا الفيلم.
آلسيناريو نجح في خلق تشويق وإثارة غير معتادة مع تلك النوعية من أفلام الرعب فأنت تشاهد في النصف الأول فيلم عصابات ومغامرة وترقب لحدث ما قادم! مع قليل من مشاهد الأكشن ،كذلك نجح في تقديم شخصياته بشكل جيدجدا ، ثم تحول النصف الثاني لمشاهد أكثر دموية ورعب.
التوازن الذي خلقه السيناريو كان ناجحا بامتياز مع الجمهور خاصة الذين لا يفضلون أفلام الرعب المباشرة ولذلك يحقق إيرادات كبيرة حتى الأن في الولايات المتحدة ومختلف دول العالم.
من الأفلام الممتعة والتي لا تجعلك تفكر أن تمسك هاتفك وتظل مشدودا لشاشة العرض طوال الأحداث، السيناريو درس في تقديم شخصياته بكل تفاصيلها وبسلاسة تجعل المشاهد يتعرف على تاريخ الشخصيات وهي مشكلة تواجه كثير من الأفلام المصرية في تقديمها لشخصياتها حيث يكون ناقصا !
عنصر التمثيل متميز جدا حيث يقدم مايكل بي جوردان شخصيتي التوأم “سموك وستاك ” بأداء ممتاز لا تشعر أنهما توأم لكل شخصية قدم تفاصيل مختلفة ! كذلك هيلي ستاينفيلد قدمت الشخصية بتحولاتها بشكل جيد وأيضا مايلز كاتون وجاك اوكونيل ، فريق التمثيل قدموا أداء جيد
العنصرية حاضرة طوال الأحداث، خلال الحوار تم ذكر “البشرة البيضاء ” أكثر من عشر مرات ! وحتى مصاصين الدماء الذين ظهروا وأفسدوا حفل مرح وغناء السود كانوا  من أصحاب البشرة البيضاء!
تظل هوليوود منشغلة بالعنصرية في الحاضر أو الماضي  وتنتج أفلاما عن العنصرية طوال الوقت ، هذه هي الحقيقة
فيلم Sinners هو مزيج من المغامرة والأكشن والموسيقى والرعب ومن إخراج وتأليف وانتاج رايان كوجلر والذي قرر تصوير الفيلم بكاميرا ايماكس واتصل بكريستوفر نولان لأخذ مشورته وبالفعل قدم له شكر في تترات الفيلم.
في مشهد بعد شارة النهاية تم الاستعانة بأسطورة موسيقى البلوز الحقيقي “بادي جاي” في شخصية سامي بعد مرور سنوات طويلة على مذبحة تلك الليلة وكان هو الناجي الوحيد منها ، هي في رأيي واحدة من أفضل النهايات التي شاهدتها مؤخرا في السينما العالمية، والحوار فيها كان رائعا.

تقييمي للفيلم 7,5/10

زر الذهاب إلى الأعلى