السيد خلاف يكتب: خطة اسرائيل وخريطة الصراع

في تطور خطير يعكس تحولات الصراع وتشابك خطوطه الطائفية والدينية والإقليمية لخدمة المشروع الصهيوني ..اخترق سرب إسرائيلي الأجواء السورية وشرع في تنفيذ سلسلة من الغارات العنيفة، والتي استهدفت دمشق ودرعا وحمص وحماة ومحافظات أخرى، تحت غطاء ما وصفته تل أبيب بـأنه ” رد مشروع على اعتداءات استهدفت أبناء الطائفة الدرزية في سوريا” .. !!
هذا التطور اللافت يؤكد تفسيري ورؤيتي للأحداث وقراءتي لها ، و تتخلص في أن ” كل الحركات والتنظيمات الدينية والطائفية، تخدم المشروع الإسرائيلي سواء بقصد- في ثوب العمالة والتجنيد- أو بدون قصد – في ثوب الغباء السياسي والطائفي-
وفي الحالتين “المصيبة أعظم ” !!
ربما يعتقد أو يرى البعض خطأ ما أطرحه ، مايدفعني للقول: هل الدروز من باقي الشعب اليهودي أو بصيغة أخرى :هل هم من بقية أهلهم !! وماهي دوافع إسرائيل للقيام بضربات عسكرية موجعة في الداخل السوري،وعلى مرأي ومسمع من القصر الجمهوري الذي يجلس به احمد الشرع ؟!!
الحقيقة أن الدروز مواطنين سوريين ، وهم شركاء في الوطن ، كما هو الحال بالنسبة للعلويين ،والأكراد، والسنة والشيعة ، وكذلك الحال بالنسبة للشرع وجماعته ، وهو ما يعد مثيرا للدهشة ويطرح من جديد التساؤلات حول أبعد مدى يمكن أن تقوم به الحكومة والرئيس المؤقت والدول التى جاءت به لحكم سوريا ، وهل الرئيس والحكومة المؤقتة أذرع لتنفيذ المخطط الإسرائيلي، بمعني أن الجميع مجند لخدمة المشروع ، و”اللي تغلب به ألعب به” وكلها أوراق في يد إسرائيل!!
وهل منطقي أن يكون الشرع وجماعته صنيعة إسرائيل وأمريكا وفق برنامج” الجميز” الذي نفذته أمريكا وإسرائيل مع دول بالمنطقة للتخلص من الأسد الإبن، وهل منطقي أن يكون الدروز ” صنيعة إسرائيلية ؟! كما عرفنا ان الإخوان وحماس والقاعدة صنيعة أيضا،وكلهم يعملون بإخلاص في سبيل هدم الأوطان من أجل تحقيق الحلم اليهودي وصولا إلى أبعد مدى بالشرق الأوسط الجديد ؟!
وبعيدا عن القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة التي تضرب بها إسرائيل عرض الحائط وتضربها ومن يقف مع هذه القوانين” بالجزمة ” ، وعن خطأ تحليلي السابق ، وأن كنت أرى انه يخدم استراتيجية واضحة تنفذها إسرائيل بشأن سوريا والمنطقة ومنها سوريا ، التي تعمل إسرائيل من خلالها على فرض تغيير جذري جيوسياسي في سوريا، و إضعاف الدولة المركزية وتقويض وحدتها الإقليمية، بتقسيم البلاد إلى مناطق طائفية أو عرقية متمايزة ،ومناطق نفوذ ذات أغلبية سكانية ، ليكون العلويين في الساحل، والدروز في مناطق سيطرتهم ، وكذلك السنة ، والدروز ، والأكراد ، وهكذا.
وهذه الاستراتيجية تهدف إلى خلق كيانات أضعف وأكثر تبعية، وتقلل من التهديد الاستراتيجي الذي تمثله سوريا الموحدة لإسرائيل ، ولعل الدروز هم أكثر أهمية إلى إسرائيل حيث يخدم عدد كبير من الدروز في الجيش الإسرائيلي،قد يكون لهم دور في تعزيز النفوذ والتمدد الإسرائيلي في سوريا ، واتخاذ تل أبيب لهم – أي للدروز السوريين – حليفا لهم .
وأن كنت اعتقد ان الدروز ليسوا هم الهدف الوحيد لإسرائيل في سوريا ، وإنما
ماتنفذه إسرائيل فيه جزء من مخططها إسرائيل الكبرى وإعادة تشكيل خريطة المنطقة، وتقويض قوة دول المنطقة واحدة تلو الأخرى، ومازالت دول المنطقة، والعالم عاجزين عن وقف هذه الانتهاكات الدولية.