مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : سيكو سيكو..شباك التذاكر يرحب بالشباب

0:00

الفكرة في البداية قد تبدو مكررة فكرة الميراث الغامض المشروط والذي يحمل معه مغامرة خطيرة طالما شاهدنا مثلها ! ولكن سريعا ذهب السيناريو الذي كتبه محمد الدباح إلى مغامرة مشوقة وجديدة وبها الكثير من المواقف الكوميدية الجيدة جدا خاصة في النصف الأول من الفيلم.
“سيكو سيكو” فيلم مغامرة كوميدي مسلي جدا وبه كم من المواقف الكوميدية الجيدة فاق توقعاتي ،مجهود واضح في صناعة تلك المواقف “الجديدة” والبعيدة عن التكرار أو كوميديا الايفيهات والإيحاءات الجنسية الطريق السهل في كتابة الكوميديا مؤخرا! الفيلم أيضا بداية جيدة للمخرج عمر المهندس في السينما.
بداية الفيلم كانت مميزة فنيا مع المقدمة لشخصيتي البطلين وكانت جذابة خاصة لشخصية عصام عمر وتدخل معها سريعا في الأحداث.
جزء من نجاح أي فيلم في اختيار أبطاله وهو ما حدث في سيكو سيكو مع اختيار الثنائي طه الدسوقي وعصام عمر بينهما كيمياء كبيرة جدا والأهم الجمهور مرحب بهما جدا ولذلك أحب الثنائية وهو ما يجب الاستفادة منه وإعادة الثنائيات الشهيرة للسينما الكوميدية مع تلك النوعية من البطولات.
طه الدسوقي كان الأفضل على مستوى الأداء بين أبطال الفيلم ونجح مؤخرا أيضا في ثنائيته مع أحمد مالك في مسلسل “ولاد الشمس” هو ممثل موهبته كبيرة.
أما عصام عمر يقدم تجربة سينمائية جديدة بعد تجربة أولى  مميزة وفيلم “رامبو ” هذه المرة تجربة كوميدية نجحت جماهيريا ولديه فرصة جيدة مع نجومية السينما لو أحسن استغلالها .
من عيوب السيناريو تركيزه على شخصيتي البطلين فقط  بشكل كبير ولذلك باقي الشخصيات كانت أشبه بضيوف الشرف وأبرزهم على مستوى الأداء كان باسم سمرة والذي قدم الشخصية بشكل جيد وبعيدا عن الكاركترات التي عادة ما يظهر بها في السينما.
السيناريو كان همه الأول الكوميديا وصناعة مواقف كوميدية في أجواء مشوقة ونجح في ذلك بشكل كبير .
ولكن كما قلت الشخصيات المساعدة خاصة البطولة النسائية كانت تحتاج تفكير أكثر في خطوطها الدرامية.
كذلك شخصية خالد الصاوي كان ممكن أن تظهر مبكرا في سيناريو الأحداث ونشاهد صراع أكثر بينه وبين سليم ويحيى ، كذلك موضوع تحويل مقر الشركة إلى مقر لنشاطهم بداية من عودة يحيى المفاجاة للشركة بعد أن تركها كانت أضعف ما في السيناريو.
إيرادات الفيلم الكبيرة وترحيب الجمهور دفعة قوية لأبطاله وصناعه ويكشف أن كوميديا الافيهات فقط لا تستطيع المنافسة، مرة أخرى الكتابة الكوميدية صعبة وتحتاج مجهود كبير وتعتمد على عدة أساليب مثل المبالغة المقبولة والتلاعب بالألفاظ وردود الأفعال المناسبة ونجح السيناريو والمخرج عمر المهندس في استغلالها.
شاهدنا أكثر من مشهد جيد لسليم “طه الدسوقي” كانت ردود أفعاله موفقة جدا وطبيعية خاصة أمام باسم سمرة ونتج عنها ضحك كثير في قاعة العرض.
شخصية تارا عماد كما ذكرت ممكن اعتبارها من ضيوف الفيلم ،حتى تأثر يحيى “عصام عمر” بحواره معها في النهاية لم يكن مقنعا ! وأيضا ديانا هاشم لم تقدم أداء لافت.
فيلم “سيكو سيكو” مناسب لأبطاله الجدد الصاعدين عصام عمر وطه الدسوقي، وتمت المهمة بنجاح لكن الأهم الخطوات القادمة، كثير من الفنانين كانت بدايتهم قوية في السينما ولكن لم يكملوا ! بنفس القوة.
الاختيارات والخطوات القادمة كيف ستكون ،هذا سيحدد مستقبل الثنائي طه وعصام في السينما، لديهما مقومات البطولة ولكن النصيحة الأولى يجب أن تستمر البطولة الجماعية لعدة سنوات قبل التفكير في البطولة المطلقة ، النصيحة الثانية أجازة من الدراما التليفزيونية وأعرف أن ذلك صعب ولكن نجومية السينما شيء أخر وتاريخ أخر أيضا.

زر الذهاب إلى الأعلى