مايسة السلكاوى تكتب: (من السيرة النبوية) الغزوات والسرايا 1/ 4

ستظل السيرة النبوية العطرة طريق هدى ونبراس حق لكل المسلمين فى بقاع الأرض .. كلما تذكرناها إزددنا إيمانا بقيمة وقامة رسول الله صل الله عليه وسلم وصحبه الكرام .
وفى رمضان يتطلب الأمر هذه التذكرة للخروج بالدروس المرجوة فهى ليست سيرة تتلى والسلام ، إنما هى دروس تبقى على مدى الأجيال .
إصطلح المؤرخون على تسمية كل حملة قام بها رسول الله صل الله عليه وسلم وقادها بنفسه ” غزوة ” وكل حملة عسكرية ضد أعداء المسلمين ولم يحضرها الرسول بنفسه وقادها أحد الصحابة ” سرية ” .
بلغ عدد الغزوات 28 غزوة كانت أولها غزوة ” الأبواء ” فى صفر من السنة الثانية للهجرة لم يجرى بها قتال ولكن تم عقد حلفا بين المسلمين وبنى ضمرة ، وفي منطقة الأبواء يوجد قبر السيدة آمنه بنت وهب والدة النبى عليه الصلاة والسلام . وكانت غزوة ” تبوك ” آخر الغزوات فى السنة الثامنة من الهجرة .
أما السرايا فكان دورها الرئيسى عمليات استطلاعية أو جمع المعلومات عن قوة العدو وطبيعة الأرض فلم يكن الهدف القتال ، وإن كان قد حدث فى بعضها قتال بين المسلمين وأعدائهم . ويقدر بعض المؤرخين عدد السرايا بنحو 34 سرية ، بدأت بسرية حمزة بن عبد المطلب فى السنة الأولى من الهجرة وآخرها سرية زيد بن الحارثة فى السنة الحادية عشرة من الهجرة .
أما غزوة” بدر” فهى أول معركة للمسلمين ، وتسمى غزوة بدر الكبرى ، وبدر القتال ، ويوم الفرقان . قال رسول الله صل الله عليه وسلم عند خروجه من مكة مهاجرا “والله يا مكة إنى لأعلم إنك أحب البلاد إلى الله ولولا قومك أخرجونى منك ما خرجت “. وبعد مضى عام وبضعة أشهر من الهجرة ، وردت الأنباء إلى المدينة عن قدوم قافلة كبيرة لقريش قادمة من الشام إلى مكة تضم ألف بعير يقودها أبو سفيان محملة بالأموال والتجارة برفقة ما لا يزيد على 40 رجلا وعندما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بذلك قال : هذه عير قريش فيها الأموال فاخرجوا اليهم لعل الله أن ينقلكموها ( يعوضكم ) فخرج معه 314 من المهاجرين والأنصار ومعهم فرسان فقط وسبعون بعيرا ، واستخلف على المدينة ابن أم كلثوم واسند اللواء إلى مصعب بن عمير وراية المهاجرين إلى على بن أبى طالب وراية الأنصار إلى سعد بن معاذ .
خرج المسلمون لأخذ القافلة ولم يكن فى حسبانهم مواجهة جيش قريش .علم أبو سفيان بخروج المسلمين لأخذ القافة فغير من إتجاهها نحو طريق الساحل وارسل لأهل مكة لإخبارهم فاستعدت قريش للخروج دفاعا عن قافلتها ، وانقسمت الآراء ما بين العودة وبين القضاء على المسلمين ، فرجح رأى أبو جهل القائل بضرورة تأديب المسلمين ، وتأمين تجارة قريش ، وبالفعل خرج نحو ألف مقاتل منهم ومعهم مائتا فرس .
التقى المسلمون وجيش قريش فى معركة كبيرة غير متكافئة فى العدد والعدة ، لكن الله سبحانه وتعالى أمد المسلمين بالملائكة فى تلك المعركة . قال تعالى :” إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم انى ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله لله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم “. سورةالأنفال
حقق المسلمون نصرا عظيما على المشركين فى بدر 17 رمضان من العام الثانى للهجرة وقتل منهم 70 رجلا منهم ابو جهل وتم أسر مثلهم واستشهد من المسلمين 14 شهيدا على مدى 19 يوما وسمى هذا اليوم بيوم الفرقان لأن الله تعالى فرق فيها بين الحق والباطل .
ومن ضمن الغزوات الأولى التى قام بها المسلمون بغرض استرداد حقوقهم من قوافل قريش كانت غزوة “بواط” فى ربيع أول من العام الثانى للهجرة .
ثم كانت غزوة “بحران” وكانت بهدف القضاء على تجمع لبنى سالم وكانوا يعدون العدة لمهاجمة المسلمين فى المدينة المنورة ،وتهديد أمنها ، فخرج رسول الله صل الله عليه وسلم ومعه 300 مقاتل فى شهر ربيع الآخر السنة الثالثة من الهجرة ،إلى أرض يقال لها “بحران” ، واستخلف على المدينة ابن أم كلثوم .
وعندما علم بنو سالم بقدوم المسلمين تفرقوا فى الجبال هاربين ،فمكث الرسول والمسلمون حوالى شهرين لتخويفهم حتى لا تعاود بنى سالم تكرار عملياتها ثم عادوا إلى المدينة .
وكان بنو سالم قد حاولوا فى العام الثانى للهجرة بالإشتراك مع غطفان التحرك نحو منطقة “قرقره الكندر” لمهاجمة المسلمين لكنهم فروا إلى ديارهم وهو ما عرف بغزوة بنى سالم حيث غنم المسلمون 500 بعير .