صفوت عباس يكتب : ( أنت وهم وانا الشعب.. رؤي الشعوب تصنع القرار )!

في خيالنا البسيط ان قاده الدول لايهتمون بتوجهات الرأي العام لدي شعوبهم او حتي لدي شعوب العالم تجاه مايصنعونه من سياسات او يطبقونه من قرارات، ذلك من تصورنا ان الشعوب هي الطرف المفعول به في معادله الحكم والسياسه محليه او دوليه.
في الانظمه الديمقراطيه حيث المتسع من مساحه التعبير والذي اغلبه واع وسلمي يظهر علي السطح مايعبر عن الراي العام لكن هذا لاينفي انه في الانظمه المغلقه هناك اعتبار للراي العام الكامن او وهناك ادوات لقياسه ومحاوله استمالته او تضليله او تحييده لكنه موجود ومعتبر وان كان اعتباره غير معلن.
وربما يكون تصورنا البسيط بعدم اعتبار رأي الشعوب يجوز تجاه تصريف امور الحياه اليوميه وتدبير الشأن المعيشي البسيط والسياسي الغير مصيري وفقا لما يفرضه الموقف السياسي والاقتصادي للدول من تصريف سياسي بسيط ومن سعه وضيق وعليه تقتر الحكومات او تيسر علي شعوبها في ضوء مايتوفر من مصادر دخل ومنابع ثروه، ووفقا لما تراه الحكومات والقاده من رؤي لوضع ضروري او افضل في المستقبل وعليه تعتمد اجراءات صعبه لتدبير ذلك الوضع المرجو مستقبلا وهو المعبر عنه برؤي مستقبليه لاعوام قادمه مثل رويه ٢٠٣٠ والتي تطلقها دول عربيه.
عندما يتعلق الامر بتغيير كامل في السياسات وانماط الحياه فالمؤكد ان القاده يهتمون باستشعار واعتبار اراء الشعوب ازاء ماينوون فعله وذلك عبر استطلاعات تقوم بها مراكز متخصصه لقراءه اراء الناس وتحليلها تجاه امور هامه وعامه وعليه تقدم خلاصه ابحاثها لتكون مرشدا وموجها لصانع القرار،
في المملكه العربيه السعوديه ساهمت استطلاعات اجراها (المركز السعودي لاستطلاعات الرأي) في كشف اتجاهات الرأي العام حيال امور هامه تتعلق بالسياسات العامه للمملكه من رؤيه المملكه ٢٠٣٠ وعمل المراءه واتاحه فرصه القياده للنساء وامور الانفتاح الثقافي، وفي مصر لعلنا سمعنا كثيرا من السيد الرئيس منذ بدايه توليه المسئوليه عبارتي (اطلب تفويض و لوطلبت من الشعب النزول الي الشارع) وهي ليست عبارات جزافيه بل مقصوده ازاء امور تتطلب حشد راي الشعب او التآذر به.
وعبر نشاط يسمي (بالاستماع الاجتماعي) يمكن قراءه استطلاعيه لرؤي الجماهير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي عبر اليات قياس ارائهم وقد اطلق علي بعضها (الهمهمه).
وحيال القضايا الاهم في حديث الناس حاليا من ( الحرب علي غزه واوكرانيا وعنتريات ترامب ضد كل الكون وموضوع رفع الحمايه عن اوروبا.. الخ) في كل تلك القضايا كان الرأي العام الصريح حاضرا فقد شهدت اغلب عواصم العالم الذي يصرح بالتظاهر وفي جامعات امريكا وعلي صفحات التواصل الاجتماعي _شهدت _ رايا عاما صريحا ضد العدوان الاسرائيلي وربما لم يشكل هذا الراي فعلا يوقف الحرب لكن تراكماته ساهمت في خلق حاله عامه تكرس لعدم خرق اتفاق وقف اطلاق النار واستكمال مراحله ورفض شعبي عالمي تام لفكره تهجير الفلسطينيين عن أرضهم، وفي اسرائيل شكل ضغط الرأي العام لاسر المحتجزين فعلا ساهم باي قدر لوقف اطلاق النار لاطلاق سراحهم.
الراي العام الشعبي خاصه في العالم العربي الرافض للتهجير شكل دعما للقرار السياسي وكرس ظهيرا قويا يستند اليه القاده في رفض الرأي الترامبي وتوليد حلول بديله تنفيه وربما اجراءات ديبلوماسيه اعلان القرار بها بطء لفروض السياسه لكن الضغط الشعبي يتعاضد مع الموقف الرسمي حتي وان بقي شرفيا.
الهاجس الان والذي غير الميسر قرائته هل ستظل الشعوب الاوروبيه في شغل عن التعبير الداعم لقادتهم وتشكيل راي اوربي رسمي قد يغير شكل سياسه العالم بان ينفضوا من امريكا ترامب التي تلوح بالانفضاض عنهم ورفع الحمايه وهل يتنتفض اوروبا للبحث عن نفسها والاعلان عن ذلك واطنها تستطيع.
في الدول الديمقراطيه قد يوصل الراي العام الشعبي شخصا كترامب لسده الحكم لكنه ان لم يستطيع الاطاحه به فانه سيحرم حزبه من ان يكون قائدا لامد الا اذا استجاب ترامب لراي عام شعبي عالمي ضد كل فعله وقوله وقراره وباي حال تستطيع شعوب العالم ان تفعل ولو بتراكم الاراء حتي لايتسع لها صدر الكون فتلفظ او تصحح او تمكن وتقصي .
سيظل قول الراحل “ايو القاسم الشابي” رحمه الله معبرا بالنور عن ان الشعب والشعوب تستطيع لانه وكما قال :
“اذا الشعب اراد الحياه يوما
فلابد ان يستجيل القدر”