مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : إيميليا بيريز ..الجرأة الطريق إلى الأوسكار

0:00

في البداية هو أكثر الأفلام التي يحدث حولها جدل كبير بسبب عدد الترشيحات الكثيرة لجوائز الأوسكار ” 13 جائزة” وهو ثان أكبر عدد ترشيحات في تاريخ الأوسكار .
من بين الترشيحات جائزة أفضل ممثلة كارلا صوفيا جاسكون  وهي أول “ممثلة متحولة جنسيا” ترشح للأوسكار .
بخلاف نرشيحات الأوسكار نال الفيلم المكسيكي _الفرنسي “ايمليا بيريز ” عشرات الجوائز الأخرى من أهم مهرجانات السينما وفي انتظار الأوسكار، الفيلم تدور أحداثه حول عالم تجارة المخدرات في المكسيك ولكن ليس الصراع المعتاد بين كارتلات المخدرات العالمية ، بل حول أحد أباطرة تلك الكارتلات والذي يقرر أن يختفي ويتقاعد ويقرر تغيير جنسه لإمرأة ويعيش بأسم وجنس جديد حياة جديدة ! ويصبح بعد عملية التحول المثيرة السيدة إيمليا بيريز نجمة المجتمع ورائدة الأعمال الخيرية! وكأنه يريد أن يغسل بعض جرائمه!
سيناريو يتأرجح بين الجريمة والدراما والكوميديا الموسيقية حيث أعتمد على الغناء في أجزاء ليست قليلة وبرزت هنا الممثلة “زوي سالدانا” الحائزة عن دورها على عدد كبير من الجوائز من بينها الجولدن جلوب والبافتا ومرشحة أيضا للأوسكار أفضل ممثلة دور ثان.
السيناريو الغنائي لم ينال إعجاب الكثير من الجمهور ولكن المخرج جاك اوديار يبدو مغرما بطريقة السرد هذه ، السيناريو تحدث عن أكثر من قضية فهو يشير إلى اضطراب الهوية الجنسية عندما يصارح إمبراطور المخدرات المحامية الخاصة به إنه لم يكن في راحة يوما ما مع جنسه كذكر رغم زواجه وانجابه لطفلين ! إلى جانب الفساد داخل المجتمع المكسيكي ، من أضعف أجزاء السيناريو الذي كتبه المخرج أيضا مرحلة التحول في حياة إيمليا بيريز لشخصية إجتماعية بارزة بعد عملية التحول الجنسي، كذلك علاقتها مع أبناءها، النهاية كانت مفاجئة وجيدة وعادلة لايمليا بيريز أو زعيم المخدرات مانيتاس ديل مونتي .
تباين كبير في أراء الجمهور حول هذا الفيلم ولكنه صار بقوة في كل المهرجانات واستحوذ على الجوائز ! أكرر استخدام الموسيقى والغناء في أجزاء عديدة بعضه لم يكن جيدا ولم ينال إعجاب المشاهدين، كذلك التحولات الكثيرة والمفاجئة في السيناريو تجعل الأحداث لا تسير بشكل مترابط، الأفكار الكثيرة التي أراد السيناريو التحدث عنها أضرت بالعمل.
في اعتقادي جزء كبير من ترجيح ترشيحاته لهذا الكم من الجوائز هو الفكرة الجريئة وكسر المحرمات التي يتناولها والتي تلقى ترحيبا من جهات كثيرة في الغرب، الفيلم على المستوى الفني جيد ولكن لا تجد فيه شيئا فنيا مبهرا!
التمثيل من أبرز العناصر الفنية خاصة زوي سالدانا في شخصية المحامية هو الأفضل بين بطلات الفيلم الثلاثة ثم أداء كارلا صوفيا “الممثلة المتحولة ” كان جيدا ولكن لا يرقي للترشيح للأوسكار! وأقلهم في الأداء كانت سيلينا جوميز ظهرت بشكل جيد في مشاهد معدودة للزوجة المكسورة ولكن لم يمنحها السيناريو مساحة كافية للإبداع.
بالتأكيد سيكون للفيلم نصيبا كبيرا من جوائز الأوسكار خاصة التمثيل والموسيقى .

زر الذهاب إلى الأعلى