مقالات الرأى

دكتور عماد عبد البديع يكتب: ( تغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية أولى الأولويات )

0:00

بعد تكليل جهود الوساطة المصريه القطريه بالنجاح في تحقيق وقف اطلاق النار في غزه ياتي الحديث عن اليوم التالي في قطاع غزه، ومن سيحكم القطاع؟ هل حماس هي من سيحكم القطاع؟ أم السلطه الفلسطينية؟ أم لجنه حكم مدنية؟ الحقيقه وفي وجهه نظري المتواضعه أنه لابد ان نضع في ذهننا وامام اعيننا تغليب المصلحه الوطنيه الفلسطينيه عن اي شيء وتنحيه الخلافات الفلسطينيه- الفلسطينية جانبا وتوحيد الجهود الفلسطينيه والعربيه نحو الاصطفاف حول ضروره اقامه دوله فلسطينيه موحده عاصمتها القدس الشريف.

اذا لم يكن هذا وقت تحقيق هذا الهدف والاستفاده من مكاسب انتصار المقاومه على الكيان الصهيوني وكسر الاراده السياسيه الاسرائيلية فمتى يكون وقته؟ اذا لم تستفد المقاومه من هذه الفرصه من توحد العالم باسره حول الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني فمتى تستفيد من ذلك؟ إن على المقاومه الفلسطينيه ان تكمل مسيرة النصر العسكري وتحقيق النصر السياسي وهو المطلوب، فليست الحرب للحرب وليس القتال هدفا في حد ذاته وانما هو وسيلة لتحقيق هدف سياسي …

ولذلك يجب على حركه المقاومه حماس ان تستجيب بفاعليه لدعوه الامين العام لجامعة الدول العربيه احمد ابو الغيط وكذلك لدعوات الوسطاء والكثيرين بضروره تغليب المصلحه الفلسطينيه ،،، ليس المهم من يحكم غزه بقدر ما هو مهم تحقيق اعمار غزة ووقف الحرب ووقف نزيف الدم للشعب الفلسطيني الأعزل وادخال المساعدات الانسانيه. اذا لم يكن هذا وقت الوحدة فمتى يكون وقته؟

فلتتشاور كافه الفصائل فيما بينها، وليختار الشعب من يحكمه ويمثله، ولنفوت الفرصه على نتنياهو ورفاقه من المتطرفين اليهود الذين يصرون على تنحية حماس عن حكم قطاع غزه في مقابل وقف الحرب… ما المانع ان تتخلى حماس عن حكم قطاع غزه بل وتسليم سلاحها للسلطه الفلسطينيه في مقابل الحصول على ضمانات دولية من اسرائيل امام العالم اجمع باقامه الدوليه الفلسطينيه…

يذكرني هذا الموقف بموقف الرئيس الراحل انور السادات بعد حرب اكتوبر 73 رغم انه كان منتصرا في الحرب وحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر الا انه كان يظهر مرونة في التفاوض مع الجانب الاسرائيلي ليس عن ضعف او خنوع وانما ليثبت للعالم اجمع برغبه مصر الحقيقيه في السلام بعد تحرير ارضها وليفوت الفرصة على الاسرائيليين في التماطل عند خروجها من سيناء …

ليس هذا وقت التردد والضبابيه وانما هو وقت المكاشفه والشفافيه والمصارحة والانحياز التام لمصلحه فلسطين، والتاريخ وحده كفيل لان يحكم على الجميع ، فليغلب الجميع مصلحة فلسطين والشعب الفلسطيني الذي عانى ويعاني كثيرا… اقترحت مصر مثلا اشتراك حركه فتح وحماس ولجنة اسناد مجتمي لحكم القطاع … لذلك يجب ان تكون هناك رؤيه فلسطينيه عربيه موحده لليوم التالي في قطاع غزه حتى لا نقع تحت هيمنة الرؤيه الاسرائيليه الامريكيه للسيطرة على القطاع،،، انتبهوا جميعا القضية قضية وجود وليست مسألة حدود !

زر الذهاب إلى الأعلى