السيد خلاف يكتب: مصر” تغير” القرار الدولي و”لا تتغير”،
كنت قد كتبت مقالا تناولت فيه سياسة مصر الخارجية منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم في مصر ، وأكدت خلاله أن مصر” تغير” القرار الدولي و”لا تتغير”،
ولم تتمكن أية قوة دولية من فرض قرار عليها أو دفعها للرضوخ له .
وعلى ضوء المواقف السياسية للدولة المصرية بقيادة السيسي منذ الحرب على غزة غيرت واشنطن وتل أبيب مواقفهم ، ومعهم بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وحلف “أمريكا ” الأطلسي، وألمانيا وإنجلترا ومن عاونهم “متخفيا” بشأن تهجير أهل غزة طوعا أو كرها بالمال أو بالبارود !!
السيسي عرضت عليه أمريكا والاتحاد الأوروبي ومن وراءهم الصهيونية وأعوانها مجتمعين وفرادى٢٥٠ مليار دولار، وتصفية ديون مصر، وأرسلو له نصف حكام العالم للقبول بتهجير ٢ مليون غزاوي وتصفية القضية ورفض ، ولم ترهب البوارج الأمريكية والأساطيل الحربية والقواعد الأمريكية الموجودة بالمنطقة صانع القرار السياسي في مصر لرفضه التهجير مقابل خزائن الأموال.
وقف صانع القرار السياسي أمام العالم كله عنيدا معلنا : اللاءات الخمسة: للتهجير،ولا لتصفية القضية،ولا للاحتلال غزة،ولا للتنازل عن دولة فلسطينية على حدود ما قبل ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، ولا لدخول أرض مصر تحت أي ذريعة .
خاضت مصر المعركة السياسية ” جيم شطرنج ” بأجهزتها المعنية مخابرات وقوة عسكرية ودبلوماسية رصينة وهي تحرك “جنود الملك” فكان طبيعي أن يكش الملك ويتم هدم الميناء الذي أنشأته أمريكا ليسهل عمليات التهجير القسري بموافقة وغض الطرف لقوى عربية وغربية أبدت استعدادها لتمويل تنفيذ المخطط .
ولم تنصاع مصر لهذه الأوامر الأمريكية والغربية الصادرة عنهم، كلهم طالبوا بشكل رسمي وعلني فتح الحدود لاستقبال الفلسطينيين في أي مكان وليس شرطا أن يكون ذلك في سيناء، وكانت خطة الجنرالات تقضي بتدمير القطاع وإرغام الفلسطينيين على التهجير قهرا، فحركت مصر قواتها على الحدود، عادوا وطلبوا استقبالهم ثم ترحيلهم إلى جهات أخرى خارج مصر.
أرادوا إلى مصر أن تقبل الصفقة التي تمهد إلى تطبيع كامل للعلاقات على حساب القضية الفلسطينية، وكان العرض بمبالغ مليارية غربية وعربية تدخل البنك المركزي وإسقاط الديون ومساعدات وتدفق الاستثمارات وضبط سعر الصرف، ومميزات اقتصادية كبرى .
رفضت مصر الأوامر وأعلن السيسي في مؤتمر عالمي وبلهجة حاسمة ” رفض” مصر لما يحدث وأكد للعالم بوضوح وبلسان مبين وبتعبير صادق عن إرادة وعزم جميع أبناء الشعب المصري فرداً فرداً ” إن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث،وفي كل الأحوال لن يحدث أبداً على حساب مصر” .
مصرخاضت معركة سياسية انطلاقا من عقيدة قتالية دون أن تطلق رصاصة واحدة ،وهي واحدة من أساليب الحروب الحديثة والتي تعاملت بها مصر في هذه المعركة وأعاد انتشار الجيش المصري في سيناء وعلى مرمى البصر من تل أبيب،رداعلى مخطط التهجير واحتلال محور فيلادلفيا في انتهاك صارخ لمعاهدة كامب ديفيد، وأرادوا اصطياد السيسي فاصطادها وجعل من كامب ديفيد حبر علي ورق.
ستبقى قوات الجيش المصري على الحدود الدولية ، فإذا نشبت حرب ستكون إسرائيل تحت التهديد المباشر من الجيش المصري ، ورضخ الجميع وكش الملك وغير العالم سياسته كما تريدها مصر وليس كما يريدها العالم .
حفظ الله مصر ورئيسها وجيشها وصقور مخابراتها وشرطتها .